عـفريـن مـا بـعـد التـحريـر !!
بقلم دلدار بدرخان
لأن سألت أي قيادي من قيادات الفصائل المتواجدة في منطقة عفرين ” ماذا تسمي ما جرى وحصل في منطقة عفرين بتاريخ 2018 / 3 / 18 ” فسيلقي الكلام على عواهنه وبدون أن يكابد عناء التفكير ليجاوبك بكل شموخ و فخر أن ما فعلوه كان تحريراً بكل ما تعنيه من كلمة لمنطقة رزحت تحت وطأة الظلم والإجرام ، وأنهم أتوا للقضاء على المنظومة الآبوجية التي طغت واستكبرت وأجرمت بحق الشعب الكُردي شركاء الوطن كما يقولون ، وأن جحافلهم وقواتهم الأبيّة جاءت لتخرج الشعب الكُردي العفريني من نيّر الظلم والأستبداد العصاباتي إلى بهو الحرية والتحرر ، ولعلهم يفكرون ويريدون أن تعمّ التجربة على باقي المناطق الكُردية لإخراجهم من نفس الظلم القائم عليهم من قبل سلطة تتحكم بالمناطق الكُردية بالوكالة و أصالة عن النظام البعثي الشوفيني و بقوة الحديد والنار ، فيتراءى للمرء أنه أمام نموذج ديمقراطي طوبائي الشكل وحضاري منقطع النظير في العالم هذا إن لم تستقرئ الوضع والحالة الواقعية الموجودة على الأرض و التي يعيشها الشعب في ظل سلطة هذه الفصائل بعد خروج منظومة الـ PYD من منطقة عفرين .
– ولأن سألته مرة أخرى و ماذا تسمي الوضع المأساوي الراهن في ظل الأمر الواقع لحكمكم وسلطتكم من أعتقالات تعسفية و اختطاف و المطالبة بالفدية والخوّة ، و سرقة أملاك الشعب وتجاوزات إجرامية تحصل هنا وهناك في وضح النهار والتي أصبحت أشهر من نار على علم ولم تعد تلك التجاوزات والفلتان الأمني خافية على أحد في منطقة عفرين وباقي المناطق المحررة ، فهل أختلف الوضع عن سابق عهده في ظل حكم الـ PYD أم أن الظلم ما زال قائماً على الشعب الكُردي ولم يختلف شيئاً بالنسبة لهم قبل وبعد التحرير ، و لربما أصبح الوضع أسوأ من سابقها إن قمنا بمقارنة بسيطة بين حكمكم وحكم الـ PYD ,
– تعالو إذاً لنرى ما الفرق بين سلطتكم و سلطة الـ PYD بالنسبة للشعب العفريني أعتماداً على الأدلة والقرائن القطعية بعيداً عن الهرطقات والشعارات الخاوية ، وبعدها نقرر هل نحن أمام تحرير كما تصورونها لنا ، أم أننا أمام نموذج فاسد هجين و رجعي لم تحصل حتى في زمن الجاهلية أو في عصور الأنحطاط الأخلاقي ؟؟
1- في عهد الـ ب ي د كان هناك أعتقالات تعسفية بحق كل معارض لسلطتهم ، واليوم يوجد أعتقالات تعسفية بحق كل معارض لممارساتكم و تجاوزات عناصركم .
2- في عهد الـ ب ي د كانت التهمة جاهزة ومزاجية بحق المعارضين فكانت التهمة إما أردوغاني أو أرهابي وعميل ، واليوم التهمة جاهزة إما آبوجي أو شبيح للنظام .
3- في عهد الـ ب ي د كانت الجرائم رغم منهجيتها وكثرتها ودقة تخطيطها من قبل الـ ب ي د تُسجل كحالات فردية لا علاقة للحزب بها ومن خلال هذه الترويسة كانت تتنصل من مسؤولياتها ، واليوم جميع الجرائم المرتكبة في ظل حكمكم تُسجل كحالات فردية رغم كثرتها وتفاقمها وغياب آلية المحاسبة و الحل المقدور عليه طبعاً .
4- كانت الـ ب ي د تخلق المشاكل و تفتعل الحروب مع جيرانها ليتثنى لها البقاء بالسلطة ، ولتستفرد بالحكم دون الآخرين ، واليوم تقومون بنفس الأمر وتدّعون وجود خلايا نائمة وتثيرون المشاكل ليتثنى لكم البقاء ضمن المدن والأرياف وتبقى المنطقة تحت حكمكم وإدارتكم إلى أمدٍ غير معروف .
5- كانت الـ ب ي د تفرض الضرائب حتى على الهواء ، بينما أنتم قطعتم الأنفاس والهواء على الشعب ، و قطعتم الأرزاق فلا أحد يستطيع فتح متجر أو محل صغير خوفاً من سطوتكم أو سرقة المحل في اليوم الثاني .
6- كانت الـ ب ي د تنتهك الأعراض و الكرامات دون رادع لهم ، و اليوم أمثال أبو عمشة وغيره أمعنوا في العهر والسفاهة وهتك الأعراض ولا رادع أمام شبقهم المستفحل .
7- كانت الـ ب ي د تضع يدها على أملاك وبيوت معارضيه وأعدائه فقط ، بينما أنتم لم تميزوا بين الآبوجي والغير آبوجي فأخذتم أملاك كل ضائن و من لا حول له ولا قوة بالعنف والترهيب وحتى أنكم الآن تفكرون بفتوى توجز لكم الإستيلاء على موسم الزيتون .
8- في ظل حكم الـ ب ي د كانت الأسواق عامرة والتجارة على أوجها بينما في ظل حكمكم لا أحد يتجرأ على فتح دكانة صغيرة ليعتاش منه ويطعم أولاده الجياع بدون أذنكم ورضاكم .
9- في ظل حكم الـ ب ي د يكفي أن ترضخ لمطاليبهم في دفع الضرائب السنوية وعدم التكلم عليهم أو معارضتهم فتنال أستحسانهم و رضاهم عليك ولا يمسك سوء منهم ، بينما أنتم ترون جميع الكُرد أعدائكم ومتهمون حتى يثبتوا برائتهم .
10- في عهد الـ ب ي د لا أمان وسلام لمعارضيه ، بينما في عهدكم لا سلام وأمان في المنطقة كلها فأغلب الناس تنتظر دورها للتحقيق والتعذيب في معتقلاتكم .
ملاحظة : لا نعمم الموضوع على الجميع ، فلدينا قيادات وعناصر ترفع لهم القبعات ، ولكننا نريد حلاً جذرياً فقد بلغ السيل الزبى .