التقرير السياسي للجنة المركزية لحزب يكيتي الكُـردي في سوريا
Yekiti Media
عقدت اللجنة المركزية لحزبنا يكيتي الكُـردي إجتماعها الشهري في بداية أيلول 2018 وتناولت الوضع التنظيمي, ثم ناقشت الوضع السياسي والمستجدات الحاصله على كافة الأصعدة:
ففي مجال تطورات الأزمه السورية، والمواقف الدوليه لوحظ بأن لقاء هلسنكي الذي جرى في 16 آب بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين, حصلت فيه تفاهمات جديدة, لكنها لم ترق الى المستوى المأمول, حيث تركزت حول الجانب الإنساني، وضمان أمن إسرائيل، وسحب القوات الإيرانية من سوريا, وبدا أن أمريكا غضت النظر عن الهجوم المشترك من قبل الروس والنظام على محافظة درعا ثم القنيطرة, وقد ضاقت السبل أمام المهجرين, بعد إغلاق الحدود الإسرائيلية والاردنية أمامهم, وبذلك خابت آمال المعارضة السياسية والفصائل المسلحة, في إحداث إنفراج سياسي لإيجاد تسويه للأزمة السورية، ووضع حد لمعاناة السوريين, ودفع محادثات جنيف للتوصل الى حكم انتقالي وتنفيذ القرار الدولي 2254.
إن تخلي أمريكا عن المعارضة في جنوب غرب سوريا, كان انتكاسة مؤلمة وغير متوقعة, وجاءت مخالفة للتفاهمات السابقه بين الجانب الأمريكي والاسرائيلي والاردني بدعم ومساندة من الدول العربية, لقاء ضمانات من قبل روسيا لإسرائيل بإبعاد القوات الإيرانية وحزب الله والميليشيات التابعة لإيران عن حدود اسرائيل, فبعد الهجوم على جنوب غرب سوريا, أصبحت تجاوزات النظام على ذلك التفاهم كبيرة جداً, دون أن يتدخل الروس لردعه.
من جهة أخرى تتجه أنظار العالم نحو إدلب بسبب الاستعدادات الكبيرة لقوات النظام وروسيا لإعادة السيطرة على هذه المنطقة التي تجمعت فيها أغلب فصائل المعارضة المتطرفة، وخاصة المصنفة على قوائم الإرهاب، وفي مقدمتها جبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصيل التركستان وحراس الدين, ولا تزال هناك إجتماعات مكثفة بين روسيا وتركيا بهذا الخصوص, وجميع الأطراف تتحدث عن الحالة الإنسانية واحتمال تعرض مئات الآلاف من المدنيين للإبادة إذا حصل هجوم عسكري هناك.
يجدر بالذكر أن التفاهمات والإتفاقيات التي جرت في محادثات آستانا بين روسيا وإيران وتركيا والتي بموجبها تم تسليم حلب للنظام السوري, وحصلت تركيا على المنطقة الممتدة من جرابلس إلى إعزاز في شمال سوريا, كما تم التخلي عن الغوطة الشرقية, مقابل تمكين تركيا والفصائل الموالية لها من احتلال عفرين, بالرغم من أن هذه المناطق كانت جزءاً من مناطق خفض التصعيد, ومؤخراً تبين بأن أمريكا تخلت عن ضماناتها لمناطق المعارضة في جنوب غرب سوريا, وتسعى تركيا حالياً إلى القضاء على جبهة فتح الشام, بعد أن صنفتها ضمن قائمة الإرهاب, لتتمكن بعد ذلك من الإبقاء على نفوذها في محافظة إدلب.
ويبدو أن العمليات العسكرية قد بدأت عملياً في بداية شهر أيلول من قبل الروس والنظام ولكنها لم تحسم الأمر بإنتظار القمة الثلاثية التي عُقدت للتو في 7 أيلول بطهران بين الرؤساء روحاني واردوغان وبوتين, لكن القمة هذه أيضاً لم تتوصل إلى موقف موحد, حيث رفض الروس وقف النار الذي دعا إليه اردوغان لمنع وقوع مجزرة, وأصر بوتين وروحاني على استئصال الإرهاب, هذا وقد حذر الرئيس الأمريكي من مغبة الحرب في إدلب, وتوعد بمعاقبة النظام وضرب الأهداف الإيرانية في سوريا, كما أن إسرائيل قصفت مواقع في غرب سوريا وحول مطار المزة العسكري ووصفتها بأنها تابعة لإيران, وبأن اسرائيل سوف تهاجم الاهداف الايرانية حتى في العراق بعد ورود أنباء بنقل إيران لصواريخ بالستية الى داخل العراق.
و من تداعيات التطورات الأخيرة في سوريا, أن PYD بات محبطاً بعد تجربة عفرين ومنبج, وبدأ يتجه نحو دمشق لتقديم ولائه وخدماته للنظام والاستعداد للقاء به دون قيد أو شرط, ليضمن سلطته على المناطق الكُردية, لكن بالتزامن مع هذا الوضع أعلنت أمريكا استراتيجيتها بالبقاء في سوريا (شرق الفرات)وعبر عن ذلك مبعوث الرئيس الأمريكي خلال لقائه مع المجلس المحلي في كل من الرقة والطبقه, مما جعل PYD يغير موقفه مباشرة ويتأقلم مع الموقف الأمريكي, الذي كان بمثابة رسالة إلى PYD بأن القرار في شرق الفرات هو لأمريكا .لذلك أعلن PYD بأنه لن يُسلم مناطق سيطرته للنظام.
إن هذا الواقع الجديد يتطلب من أمريكا توضيح مشروعها السياسي في سوريا عموماً وشرق الفرات وبقية المناطق الكُردية وآلية تنفيذه, وهي مطالبة بالتواصل مع جميع الأطراف السياسية الكُردية, وخاصة مع المجلس الوطني الكُردي, وضرورة وضع حد للإنتهاكات السافرة التي يمارسها PYD على الأرض في المناطق الكُردية. إن الموقف الأمريكي الذي يؤكد على حل الازمة السورية سياسياً وعبر مسار جنيف, يوحي بالتفاؤل, وليس كما تريده روسيا وإيران والنظام عبر آستانا وعبر ما تسمى بالمصالحات الوطنية.
وبشأن الوضع المأساوي في عفرين, أكد اجتماع اللجنة المركزية لحزبنا على الإدانة الشديدة لأعمال السلب والنهب والتغيير الديموغرافي والاعتداء بالضرب والاعتقال, التي تمارسها الفصائل المسلحة المرتزقة الخاضعة للمحتل التركي, والتي تحولت إلى عصابات للإبتزاز في منطقة عفرين, ونحمل الحكومة التركية مسؤولية هذه الجرائم, وعليها إخراج هذه العصابات من بين صفوف المدنيين, والحفاظ على أمن وسلامة وممتلكات سكان المنطقة من الكُـرد الأُصلاء.
وأكد الاجتماع بأن النظام غير جاد في الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكُردي، وأن المجلس في موقعه الصحيح في هيئة التفاوض واللجنة الدستورية وإن حل الأزمة السورية يمر عبر جنيف وتحت المظلة الدولية.
وتطرق الاجتماع الى ما يجري في العراق من مداولات بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة وأبدى الإجتماع ارتياحه على التنسيق ووحدة الموقف في بغداد بين الحزبين الرئيسيين في كُـردستان العراق (الديمقراطي الكُردستاني والاتحاد الوطني) وناشد الأطراف الكُردية الأخرى على الانضمام إليهما, لتعزيز وحدة الصف الكُردي، وتشكيل الضغط المطلوب على الحكومة في بغداد لضمان الاستجابة للمطالب الكُردية.
أوائل أيلول 2018 اللجنة المركزية
لحزب يكيتي الكُردي في سوريا