إدلب… سلاح جبهة النصرة “الإرهابي” قد يؤدي إلى مواجهة
Yekiti Media
رسخ إعلان قيادات بارزة في «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة) التي تسيطر على مساحات واسعة في محافظة إدلب (شمال غربي سورية) «التمسك بالسلاح»، توقعات بمطبات ستواجه تنفيذ الاتفاق الذي انتهت اليه قمة الرئيسيين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، وفتح الباب على مصراعيه أمام مواجهة عسكرية تقودها أنقرة والفصائل الموالية لها ضد الجناح المتشدد في «النصرة».
وفيما عاد آلاف النازحين إلى منازلهم في إدلب ومحيطها خلال أقل من 48 ساعة على إعلان الاتفاق الروسي- التركي، ألقى إعلان قيادات بارزة في «هيئة تحرير الشام» رفضها الاتفاق وتمسكها بالسلاح، بظلال من الشك حول تنفيذ الاتفاق الذي يلقي على أنقرة مسؤولية سحب السلاح الثقيل من الفصائل في إدلب ومحاربة الجماعات الإرهابية.
وقال القيادي الشرعي في الهيئة أبو الفتح الفرغلي (مصري الجنسية) عبر تطبيق «تلغرام»: «من يطلب تسليم سلاحه، أياً يكن، عدو لا مراء فيه، فالتفريط في هذا السلاح خيانة للدين ولإعلاء كلمة الله ولدماء الشهداء». وبالمثل، قال رئيس المكتب السياسي السابق لـ «تحرير الشام» زيد العطار: «سلاحنا هو عزنا ورفعتنا وصمام أماننا، بل هو الضامن الوحيد لتحقيق أهداف الثورة بنيل الحرية والكرامة، فعدونا لا يعرف سوى لغة القوة».
ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مصادر متقاطعة، أن فصائل «حراس الدين» و «أنصار التوحيد» و «أنصار الدين» و «أنصار الله» و «تجمع الفرقان» و «جند القوقاز»، رفضت الانسحاب من خطوط التماس مع قوات النظام الممتدة من جسر الشغور إلى ريف إدلب الشرقي مروراً بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي.
ولم يستبعد مصدر عسكري معارض تحدث إلى «الحياة» أمس، «حصول مواجهة مع الفصائل التي ترفض الاتفاق»، لكنه لفت إلى «ارتياح في الأوساط الشعبية داخل إدلب»، الأمر الذي وصفه بـ «عامل قوة». وقال: «اذا كانت هيئة تحرير الشام تمتلك عتاداً أكبر، فالحدود مفتوحة مع تركيا، لذا لا مشكلة في السلاح»، مشيراً إلى إمكان محاصرة مناطق سيطرة النصرة بين فصائل درع الفرات المدعومة من أنقرة ومناطق سيطرة الفصائل المسلحة المنضوية في جبهة التحرير». ورأى أن التعزيزات التركية في إدلب نقطة قوة أيضاً.
وقلّل القائد العام لحركة «تحرير الوطن» العقيد فاتح حسون، من قدرة الهيئة على «تعطيل الاتفاق كلياً». وأوضح لـ «الحياة» أن «الهيئة يمكن أن تعيق الاتفاق مرحلياً إن أرادت استخدام السلاح الموجود لديها والاشتباك مع فصائل المعارضة المعتدلة»، مستدركاً أن «معظم عناصر الهيئة لا يحبذ هذا الخيار». ورأى أن أمام الهيئة «فرصة لتغليب العقل واتباع السياسة والتماشي مع الاتفاق، ما قد يخرجها من عنق الزجاجة ويحقن الدماء». وشدد على أن تطبيق اتفاق سحب السلاح الثقيل «عملية معقدة وصعبة تحتاج إلى أدوات ناعمة وخشنة وفق الحالة».