آراء

ماذا لو زار نتنياهو بغداد واربيل!

سربست بامرني

جاءت الزيارة القصيرة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان بناء على دعوة رسمية من السلطان قابوس بعد ان كان قد التقى الاسبوع الماضي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة مسقط لتلقي الاضواء مجددا على طبيعة العلاقات بين الانظمة العربية ودولة اسرائيل فمن المعروف ان هناك ثلاث دول عربية تعترف رسميا باسرائيل وتتبادل معها العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياحية وهي كل من مصر والاردن وموريتانيا بالاضافة الى الدول التي لها علاقات شبه رسمية وتعترف بالجواز الاسرائيلي مثل تونس والمغرب والبحرين، البعض منها جمد هذه العلاقة كما هي الحال بالنسبة لقطر والمغرب وسلطنة عمان التي تستقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي هذا بالاضافة لكل من تركيا التي اعترفت باسرائيل منذ عام 1949 وكذلك ايران حتى عام 1979 حيث سحبت اعترافها بعد سقوط الشاه.

لا جدال في ان اي محاولة لتجديد ودفع عملية السلام نحو الامام وضمان حقوق الشعب الفلسطيني مرحب بها وستساهم بشكل مباشر في تحقيق السلام العادل والاستقرار في عموم منطقة الشرق الاوسط التي تبدو وكانها على فوهة بركان ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: يا ترى مالذي كان سيحدث لو كانت زيارة نتنياهو لبغداد واربيل وبقصد دفع عملية السلام نحو الامام تحديدا؟

من المؤكد ان القيامة كانت ستقوم ولا تقعد وان الاف الابواق الاعلامية كانت ستسخر للنيل من الشعب العراقي عربا وكوردا مع ان العراقيين عامة قدموا ولا يزالون يقدمون الكثير من الدعم والتأييد والضحايا للقضية الفلسطينية وكانت على مدار عقود قضيتهم الرئيسية واذكر على سبيل المثال لا الحصر صديقي المقرب الراحل الفنان والشاعر المرهف ابراهيم زاير من بين مئات الضحايا الابرار وغيره كثيرون.

بقدر تعلق الامر بالشعب الكوردي فكل من عاش هذه العقود مع القضية الفلسطينية ويذكر مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنةيعرف كم من الشباب الكوردستاني ضحى بحياته من اجل القضية الفلسطينية التي كان قادتها الحاليون اول من استنكر وادان وشجب عملية الاستفتاء الشعبي الديموقراطي حول الاستقلال ورغم تأكيد القيادة الكوردية ان الاستفتاء لا يعني الانفصال الفوري وانه لن يكون الا باتفاق الشعبين الشقيقين العربي والكوردي في العراق مستقبلا.

واضح ان الشعب العراقي بعربه وكورده يريدون الخير للاخوة الفلسطينين ويتطلعون الى سلام عادل في المنطقة ولكنهم بالمقابل يتوقعون من الاخوة الفلسطينين الحد الادنى من الوفاء والواقعيةوالمعاملة بالمثل وبعد ان اصبحت العلاقاقات مع اسرائيل ليست من الكبائر على الاقل عربياُ.

إيلاف

جميع المقالات المنشورة تُعبر عن رأي كتابها ولاتعبر بالضرورة عن رأي Yekiti Media

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى