آراء

انتهى داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية (القوات الكردية) لكن أين هي باغوز؟

إبراهيم برو

باغوز تقع في محافظة دير الزور وهي بعيدة عن كُردستان سوريا، إن الدفاع عن المناطق الكُردية حقٌ مشروعٌ سواءً كان في شنكال ، كركوك ، عفرين و كوباني، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كلّ جزءٍ كردستانيٍ ، لكن هل المطلوب أن يسجّل الكُرد الانتصارات في المناطق العربية ؟
فكر داعش موجود منذ أكثر من ألف عامٍ بأسماءٍ مختلفةٍ و في أماكن متعددة وسيستمرُّ فكراً وعملاً في المستقبل .

كنت أتمنّى ان يكون شرف تحرير منبج و الرقة والطبقة ودير الزور وباغوز على يد الأخوة العرب أصحاب الأرض ، وليس بهذه البروباغندا الإعلامية العربية والأمريكية والآبوجية (p k k) التي جعلت نهاية داعش على يد الكُرد .
هل سيتحمّل الكُرد عواقب ذلك مستقبلاً ؟
هل المراهنة على الموقف الأمريكي ضامن لحقوق الكُرد ؟
في تجربة كُردستان العراق كافأ الأمريكان مقاتلي البيشمركة بتضحياتهم وانتصاراتهم على تنظيم داعش الإرهابي بإعطاء كركوك وجميع المناطق المتنازعة عليها إلى الحشد الشعبي ، وايران ….غداً سترحل أمريكا عن المنطقة أو ستجد لها مشاريع أخرى وخاصةً إعادة الإعمار في المناطق العربية بشرق الفرات بأموال الدول العربية ، وطبعاً هذا لن يتمّ إلا بعد التفاهم مع تركيا حول منظومة صواريخ اس ٤٠٠ الروسية ، وهذا ما تقوله أمريكا علناً” بأخذ المخاوف التركية بعين الاعتبار من خلال إبعاد قوات ypg عن الحدود ….
هنا ربما تأتي فرصة جيدة للمجلس الوطني الكُردي بأن يكون براغماتياً بملء الفراغ والحفاظ على المنطقة الكُردية بإنشاء إدارة جديدة ديمقراطية تخلق الأرضية المناسبة لعودة مئات الآلاف من الكُرد الذين تمّ تهجيرهم على يد ال ب ي د وإجراء انتخابات ديمقراطية بمشاركة جميع مكونات هذه المنطقة .
ستحافظ أمريكا مؤقتاً على قوات سوريا الديمقراطية في العمق العربي بشرق الفرات تخوفاً ” من عودة داعش ، والحفاظ على الاستقرار لحين عودة لاجئي تلك المناطق وإجراء انتخابات وتشكيل إدارتها، وحين ينتهي دور هذه القوات التي خدمت أمريكا بشكلٍ جيدٍ ، لأنّ الأمريكان في تاريخ دخولهم إلى كوريا وفيتنام وأفغانستان ولبنان والعراق لم تجد قوة منظمة ومركزية تعمل دون مقابل أي استحقاقٍ سياسيٍ مثل الخدمات التي قدّمتها ب ي د مجاناً دون أيّ اعتبارٍ لدماء الآلاف من خيرة أبناء وبنات الشعب الكُردي فقط لإرضاء رغبة ب ك ك ، ربّما تخرج من قائمة الإرهاب الدولي على حساب دماء الشعب الكُردي في سوريا .
علينا أن نتذكّر الماضي لنأخذ العبر للمستقبل،
فحروب صلاح الدين مع الصليبيين وإنهاء الدولة الفاطمية
ألم يدفع الكُرد بشكلٍ عامٍ الضريبة بعد ٨٠٠ سنة في اتفاقية سايكس بيكو؟
ألم يدفع الكُرد في سوريا خلال الحكم الطائفي في سوريا ضريبة الدولة الفاطمية؟
ما الذي حصل عليه الكُرد من حقوقه في جميع هذه الحروب سوى خسارة عشرات الآلاف من الشهداء و تهجير مليون كُرديٍ من أرضهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى