هل اقترب بيدرسون من إطلاق اللجنة الدستوريّة في سوريا؟
قالت مصادر إعلامية، إن المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”، تمكن أخيرا بمساعدة روسية، من الحصول على موافقة نظام الأسد على اقتراح يقضي بتشكيل اللجنة الدستورية، مشيرة إلى أنها ستكون “مفتاح الباب” من أجل التوصل لتسوية سياسية في سوريا.
وقال مصدر لـ”الشرق الأوسط” وصفته بـ”الموثوق”، أنه وبعد طول انتظار، وافق نظام الأسد على اقتراح روسيا في شأن اللجنة الدستورية.
وفي سياق متصل، يؤكد ما ذهب إليه مصدر الصحيفة، أعلنت روسيا أنها تعول على تحقيق اختراق في عملية إطلاق اللجنة الدستورية السورية في وقت قريب.
وقال فلاديمير سافرونكوف، نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، أمس الخميس: “نعول على أن يتسنى لنا في أقرب وقت تحقيق اختراق في مسألة إطلاق اللجنة الدستورية”.
وأضاف أن المسؤولين الروس أجروا خلال الأيام الأخيرة مشاورات حثيثة حول هذا الموضوع، ليس مع نظام الأسد فحسب، بل ومع المعارضة واللاعبين الآخرين الذين لهم علاقة بالصراع السوري.
وأكد سافرونكوف قائلا: “بالطبع لا يزال الهدف الاستراتيجي بدون تغيير، ألا وهو إطلاق عملية سياسية كاملة في جنيف برعاية الأمم المتحدة”.
يقول مصدر “الشرق الأوسط” إن اللجنة الدستورية ستتألف من 3 مجموعات، في كل منها 50 عضواً، الأولى اختارها النظام السوري، والثانية اختارتها المعارضة السورية، ويضيف “أما الثالثة فكان من المقرر أن يختار أعضاءها المبعوث الخاص، بهدف الأخذ بعين الاعتبار آراء خبراء وممثلين عن المجتمع المدني. لكن نظام الأسد عارض التشكيلة المقترحة من الأمم المتحدة”.
ونوه أنه وبعد جهود مضنية بقي الخلاف مستحكماً على 6 أسماء كانت نظام الأسد يريد تسميتهم جميعاً. وعقب تدخل موسكو، وافق النظام على الاكتفاء بتسمية اثنين فقط، على أن يختار المبعوث الخاص 4 أسماء بالتشاور مع ضامني عملية آستانة”، معتبراً أن “هذا يشكل اختراقاً جزئياً”. وسيجري تحديد هذه الأسماء قريباً.
وفي السياق، أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، أمس الخميس، أنه سيزور روسيا خلال الأسبوع الأول من شهر تموز/ يوليو، حيث سيبحث الموقف السياسي في سوريا.
وقال بيدرسون في مجلس الأمن “أكدت كل من تركيا، التي قمت بزيارتها في وقت سابق من هذا الشهر، وروسيا، التي سأقوم بزيارتها الأسبوع المقبل، أنهما لا تزالان ملتزمتين بمذكرة التفاهم الصادرة في أيلول/ سبتمبر 2018 وأنهما أنشأتا مجموعة عمل”.
وأشار إلى أنه سيجري مشاورات مع النظام ولجنة المفاوضات السورية، من أجل “وضع اللمسات الأخيرة” على التفاصيل المتعلقة لتمكين الأمم المتحدة من تسهيل عمل اللجنة الدستورية في اجتماعها الأول المرتقب في جنيف. واعتبر أن هذه اللجنة “يمكن أن تكون مفتاحاً لباب”، معترفاً بأنها لن تحل وحدها النزاع أو التحديات التي تواجه سوريا. وعبّر عن اعتقاده أيضاً أن “إحراز تقدم في شأن المحتجزين والمختطفين والمفقودين -إذا حصل بطريقة ذات مغزى وعلى نطاق واسع- يمكن أن يكون مؤثراً”.
وكان نائب الناطقة باسم الخارجية الروسية، أرتيوم كوجين، أعلن الخميس، عن وجود تطورات إيجابية في تشكيل اللجنة الدستورية السورية.
وقال كوجين: “على المسار السياسي للتسوية السورية، هناك أسباب للتفاؤل فيما يتعلق بالعمل لاستكمال تشكيل وإطلاق اللجنة الدستورية.
baladi