تقرير… شبح الانقراض يهدّد غابات عفرين
Yekiti-Media
تستمرّ انتهاكات الفصائل المسلّحة الموالية لجيش الاحتلال التركيّ في منطقة عفرين منذ أواسط آذار/مارس من العام الماضي 2018. فيكاد لم يسلم شيءٌ من التخريب المتعمّد والسرقة والنهب والسلب، لا البشر ولا الشجر وحتّى الحجر لم يسلم من ممارساتهم على امتداد المنطقة.
تعدّدت الجرائم والممارسات اللّاإنسانيّة بحقّ الأهالي الكرد في عفرين، لكنّ منفّذها واحد، مسلّحو المعارضة السّوريّة الذين ينضوون ضمن ما يسمّى زوراً بـ غصن الزيتون الهدف منها تغيير هويّة المنطقة من كافّة النواحي.
قتلٌ على الهويّة وخطفٌ وسلبٌ ونهبٌ وتعذيبٌ واغتصاب وسرقةٌ لآثار المنطقة وصولاً إلى تخريبٍ للغابات وتدمير الغطاء النباتيّ الذي يشكّل رئة المنطقة وخزّانها الذي لا ينضُب من الأكسجين.
مسلّحو أحرار الشرقيّة الذين ينحدر معظمهم من مدينة دير الزور، هم أبرز المتورّطين بالقطع الممنهج لآلاف أشجار الزيتون التي من بينها ما تتجاوز أعمارها مئة عام، وكذلك التدمير الممنهج لغابات عفرين الحراجيّة تحت أنظار جيش الاحتلال التركيّ الذي لا يحرّك ساكناً.
غاباتٌ أقربُ إلى الزوال
أحد أكبر الغابات التي تعرّضت أجزاء كبيرة منها للتدمير هي غابات جبل خاستيا الممتدّة شمال ناحية #جنديرس (Cindirêsê) مروراً بقرية مسكه فوقاني (Miskê Jorîn) وغابات بريم حسو كلكه (Birîm Hiso Gulkê) وخوجة (Xoce) وصولاً إلى سلسلة أحراش جب رسول وغابة هوريك وأحراش غابة قرية حَسه ذات الكثافة الحراجيّة والتي تعتبر الأكبر والأكثر كثافة، انتهاءً بقمّة جبل خاستيا التي ترتفع أكثر من 900 متراً عن مستوى سطح البحر.
وقد وثّقت صورٌ تمّ تداولها مؤخّراً على بعض صفحات التواصل الاجتماعيّ حجم الدمار الكبير الذي لحق بغابتي بريم حسو كلكه وخوجة وكذلك غابة وادي عرب (Geliyê Ereba) نتيجة القطع العشوائيّ الذي ما يزال مستمرّاً في الأحراش القريبة التي باتت مهدّدة بالانقراض والزوال نهائيّاً كـ غابتي بطّال وحسه كِل حمه (Hesê KêlHemê) مما ينذر بكوارث بيئيّة في المستقبل القريب على مستوى المنطقة.
قطعٌ عشوائيّ.. أحرار الشرقيّة أبرز المتورّطين
كما وثّقت مصادر ميدانيّة من داخل المنطقة لـ #مركزعفرين الإعلاميّ جزءً صغيراً من عمليّات القطع مع اسم الفصيل المتورّط بها وهي كالتالي:
- أقدم فصيل سليمان شاه (العمشات) على قطع أكثر من ١٧٠ شجرة زيتون في قرية جقلا تحتاني (Çeqela Jêrîn) التابعة لناحية شيخ الحديد (Şiyê).
- أقدم فصيل أحرار الشرقيّة على قطع أكثر من ٧٠ شجرة زيتون في قرية آغجلة التابعة لناحية #جنديرس عائدة ملكيتها لحجي حميدان.
- أقدمتْ فرقة الحمزات بقيادة المدعو أبو زكّور في قرية شنكيليه (Şingêlê) التابعة لناحية #راجو على قطع أشجار الزيتون العائدة ملكيّتها لكلّ من داوود موسى وصبري بجه من جذورها وتحميلها إلى مدينة إدلب وذلك بعد الانتهاء من سرقة زيتونها بالكامل.
وتُشير تلك المصادر لصفحتنا إلى أنّ مساحاتٍ كبيرة من غابات عفرين باتت جرداء وخصوصاً حِراج قرية بيلان (Bêlê) وجبل بلبل (Bilbilê) التي باتت مهدّدة بالزوال إذا ما بقي القطع مستمرّاً على هذه الوتيرة، وكذلك غابات طوبال (Topal) وقره كول وحسن ديرا وقزل باش.
جديرٌ بالذكر أنّ المسلّحين والمستوطنين العرب والتركمان الذين استقدمتهم تركيّا إلى عفرين بعيد احتلالها في آذار 2018 متورّطون في عمليّات القطع التي تستهدف بشكلٍ كبير أملاك المهجّرين قسراً عن المنطقة. ويُباع الحطب بمتوسّط 16000 ل.س للطن الواحد، فيما تذهب معظم عائدات بيعه إلى قادة الحمزات (أبو زكّور) والسلطان مراد ولواء الفرقان (أبو فيصل التركمانيّ) وصقور الشمال (أبو طلال).
وفي سياقٍ ذي صلة، طالب مسلّحو الحمزات من أهالي قرية قره كول (QereGol) التابعة لـ بلبل عبر جامع القرية دفع ١٢٠٠٠ دولار قبل التوجّه لقطاف محاصيلهم من الزيتون.
هذا، ولا تشكّل الوثائق والأرقام التي يقوم مركزعفرين الإعلاميّ بنشرها سوى غيضاً من فيض، والنذر اليسير من سلسلة الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها المسلّحون السوريّون الموالون لتركيّا في عفرين وريفها منذ أكثر من 20 شهراً من الاحتلال في ظل التعتيم الإعلاميّ الكبير وحملات الترهيب التي يشنّها المسلّحون ضدّ أهالي المنطقة بأوامر مباشرة من الاستخبارات التركيّة.
مركزعفرين الإعلاميّ