تفاصيل جديدة عن الداعشي العراقي “ابو معاوية” قاتل الطفلة الإيزيدية عطشاً
وسط قاعة المحاكمة، وقف مخبئاً وجهه، لربما خجلاً مما اقترفت يداه قبل سنوات بحق ابنة الخمس سنوات. فالعراقي المتهم الذي حضر الجمعة إلى محكمة في فرانكفورت الألمانية متهم بقتل طفلة إيزيدية عطشاً تحت أشعة الشمس في ظل حرارة تقارب 50 درجة مئوية
السلطات القضائية في ألمانيا تحفظت عن ذكر كامل اسمه، لكن مصادر مطلعة كشفت للعربية.نت هوية “أبو معاوية” الداعشي.
يتحدر “أبو معاوية” واسمه الكامل طه الجميلي من مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي العراق.
شغل الرجل البالغ من العمر 37 عاماً موقعاً بارزاً في داعش بعد انضمامه للتنظيم عام 2013.
كوفئ بزوجة ألمانية
إلى ذلك، أكدت مصادر أن طه حجز مكانا مهما في التنظيم في الفلوجة على ضوء قتاله القوات العراقية آنذاك، وكوفئ بزوجة ألمانية تدعى جينفير فينيش.
كما قدم داعش له ولزوجته امرأة إيزيدية مع ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات آنذاك لتعملان خادمتين في منزله منتصف 2015.
بعد معركة تحرير الفلوجة هرب الجميلي وجينيفر إلى تركيا، ومنها سافرت زوجته لاحقاً إلى ألمانيا حيث اعتقلت.
وبعد التحقيق معها، واستنطاقها بشأن زوجها أدلت بمعلومات عنه، فاعتقل بعد عبوره بحر إيجه ووصوله إلى أثينا من قبل السلطات اليونانية وتسليمه إلى السلطات الألمانية بتهمة الإبادة والقتل.
لفظت أنفاسها أمام أعين والدتها
أما عن الأم والابنة الضحية، فقال الصحفي الإيزيدي سامان داود إن الجميلي كان يعذب الأم “نور” وابنتها “رانيا” بوضعهما تحت أشعة شمس الصيف الحارقة لساعات طويلة بلا ماء، بالإضافة إلى الضرب المبرح بشكل متواصل.
وعن السبب الرئيسي لمعاقبة رانيا، قال داود إن “الطفلة استيقظت باكية من النوم في إحدى الليالي نتيجة تبولها، ما أزعج الداعشي، فوضعها صباحا في باحة المنزل وربطها بإحدى النوافذ المطلة على الباحة تاركا إياها تموت عطشا تحت أشعة شمس الصيف اللاهبة أمام أعين والدتها التي عوقبت بدورها عبر المشي تحت أشعة الشمس ما تسبب لها بحروق شديدة في قدميها، بينما وقفت زوجته الألمانية تشاهد عملية التعذيب والقتل دون أن يرف لها جفن.”
إلى ذلك، كشف داود أن المتهم اعتقل في اليونان في 16 مايو 2019 وسلم إلى ألمانيا في 9 أكتوبر حيث أوقف في اليوم التالي.
بدوره أكد المدير التنفيذي لمنظمة “يزدا” مراد إسماعيل رواية العقاب هذه والتبول ليلا. كما أوضح أن الفريق القانوني للمنظمة التي تتابع قضايا الإيزيديين، شارك في القضية بشكل رسمي منذ اللحظات الأولى.
وأضاف أن الأم كانت خطفت مع آلاف الإيزيديات في أغسطس 2014 إبان سيطرة التنظيم على مناطق في العراق مع طفلتها ذات الثلاث سنوات ونصف.
كما أكد أنها تعرضت لشتى أنواع التعذيب الجسدي. وأضاف أنها شاركت في محاكمة الجميلي بعد تحريرها من داعش إلى جانب شهود من منظمة يزدا وجهات أخرى.
وعند سؤاله عن إمكانية التحدث إلى الأم، أوضح أن الأمر مستحيل حالياً وذلك بتوصية الجهات القانونية الألمانية.
أما عن والد الطفلة، فقال إن داعش قتله أثناء السيطرة على مدينة سنجار العراقية.
كما أوضح أن هناك قضيتين في محكمتين ألمانيتين تسيران بشكل متواز للداعشي وزوجته في نفس الوقت، واحدة في فرانكفورت والأخرى في ميونخ.
لحظة تاريخية
وكانت المنظمة أصدرت في وقت سابق بيانا مشتركا مع المحاميتين أمل كلوني وناتالي فون ویسنكھاوسین، اعتبرت فيه تلك المحاكمة تاریخیة بالنسبة للمجتمع الإیزیدي وغیره من ضحایا الانتهاكات الجسیمة لحقوق الإنسان”.
يذكر أن داعش اقتحم مدینة سنجار ومناطق سهل نينوى في مدينة الموصل في أغسطس من عام 2014 وبدأ هجمات منظمة مستهدفا الإیزيدیین والمسیحیین بما في ذلك الآشوريين والتركمان الشیعة والأقلیات الدینیة الأخرى.
كما أرغم الأطفال الإيزيديين وغيرهم من الأقليات الدينية على القتال في صفوفه، بينما استعبد النساء والفتیات اللواتي لم تتجاوز أعمارهن 9 سنوات، وباعهن كسبایا لمقاتليه أو قدمهن هدايا.
وأثناء فترة الاحتجاز القسري تعرضت هؤلاء النسوة للضرب والعمل الجبري والزواج القسري والعنف الجنسي بشكل مستمر في ظل نظام منظم للاستعباد الجنسي.
وبحسب آخر الإحصائيات عن المفقودين الإيزيدين فإن ما یقارب 3000 إیزیدي لازالوا في عداد المفقودين، ويعتقد أن العديد من النساء والأطفال لا يزلن تحت سيطرة نساء داعش وخاصة في مخيم الهول السوري.
العربية