شريط آخر الأخبارلقاءات وحوارات

القيادي البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني- العراق، الأستاذ علي عوني في حوار شامل مع ( يكيتي )

Yekiti Media

الأستاذ علي عوني من القيادات الشابة في الحزب الديمقراطي الكردستاني- عراق، شغل مناصب عديدة وهو الآن عضو في مجلس قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني ، و سياسي منفتح ويكاد ان يكون أقرب الى الإعلام أكثر من الإعلاميين ، مثقف متصقل ومن أولى اهتماماته الشأن الكردستاني في الأجزاء الأربعة، وما يميزه عن الكثيرين هو إحاطاته المتجددة كنتيجة عملية للمتابعة الواعية للأحداث … ولدوره الهام وسعة اطلاعه يشرفنا في هيئة تحرير جريدة يكيتي استضافة الاستاذ علي عوني في الحوار التالي :

الاستاذ علي عوني ، ما يعرف عنكم شخصيا اهتمامكم بالعمل التنظيمي، كجزء هام واساسي من العمل الجماهيري، ما السر في ذلك ؟

بصراحة وبخصوص سؤالكم الاول فان اي شعب لن يتمكن من دون تنظيم واع وعلى اتم استعداد للنضال لن يتمكن من تحقيق اهدافه ، وهدفنا ايضا هو في الارتقاء بالوعي الشعبي تنظيميا وذلك للإرتقاء به ، نعم ، جميعنا يعلم مدى الوعي الجماهيري العالي ، لكن هذا الوعي سيكون دائما من الاهمية تاطيره وتنظيمه للإستفادة القصوى وتسخير ذلك في العمل الجاد نضاليا وذلك لتحقيق اهداف وحقوق شعبنا ، ولهذا وفي ذات الوقت فاننا كشعب او كحركة نسعى في ذات الوقت العمل على مسارين نضاليين عظيمين،اولها العمل على بناء دولة مستقلة وفي سبيل الحرية ايضا وفي ذات الوقت نسعى لتأهيل شعبنا من ناحية الوعي القومي، هناك مشاكل كبيرة تختلف فيها عن باقي الشعوب والى اللحظة وفي مناح عديدة لم نتمكن من نشر الوعي الجماهيري و خاصة في المجال القومي ونشر الوعي التاريخي والثقافي والتراثي، توحيدها ، وهنا يمكننا القول بان تقسيم كردستان بين اربعة دول ولربما اكثر ، قد تكون لها دور في وجود كثير من المفارقات ، لابل وحتى داخل مجتمع في كل جزء ايضا ترى في الجزء الواحد قسم يناضل من اجل حقوق الشعب وقسم آخر تسخره الحكومات لتحطيم ارادة الشعب وتجاهل حقوقه وتاريخه وثقافته، وعليه فإننا نسعى على الصعيد الجماهيري لمواجهة كل الممارسات التي قامت بها حكومات الترك والعرب والفرس من استهدافها في تشويه ثقافة وتراث شعبنا، ونشرها ثقافة مشوهة موازية ونسعى في مقابلها لنشر وعي حقيقي بين شعبنا ان نعمل وبجدية في تاطيره تنظيميا لمواجهة الاعداء والتصدي للممارسات التشويهية.
التنظيم هو مرحلة الاستفادة الحقيقية من العمل الجماهيري ، والذي قد يصل في مرحلة ما الى الوعي وبالتالي العطاء ومن ثم الانتقال الحقيقي بالجماهير الى التنظيم واليقظة وحينها يمكن الدفع بهم الى العمل النضالي ، وهنا ستكون هي الوجه الابرز لانجازاتنا ، وشخصيا فقد قضيت سنين طويلة في العمل التنظيمي داخل منظمات الطلبة ومن ثم منظمات الشباب وبعدها عملت داخل منظمات البارتي ، ومن خلال عملي وتجربتي في هذا الميدان ثبت لي مدى اهمية الجانب التنظيمي ، لانه مهما بلغت يقظة الجماهير ووعيها فانها لا تثمر شيئا من دون تنظيمها ، حيث تصبح كجداول ماء تتبعثر متفرقة في سهل منبسط وتتدرج بلا اية فائدة، و عكس الأمر فيما لو قمنا بتنظيم المجاري وايصالها ببعضها وحينها سيتشكل معنا مجرى ماء منظم ومفيد .
ولهذا ويدا بيد واستثمارا للتوعية الثقافية المكتسبة واليقظة السياسية في صفوف الجماهير من الطلبة او الشباب والنساء وكل شرائح المجتمع التي تناضل، ولكن وبذات الوقت تعمل سوية في العمل التنظيمي ، ومثلما قلت سابقا ان نستهدف تنظيميا في إثارة الوعي لدى الخاملين وإحساسهم بمدى الظلم والإجحاف الذي يعانيه، الإظهار بأن وطنه محتل ومن حقه أسوة ببقية شعوب العالم ان تكون له دولة ، ومع استيعابه وقناعته حينها سيكون جاهزا لدخول معترك التنظيم ومن ثم دخول معترك النضال لتلبية حقوق وحرية الشعب والوطن .

مما لاشك فيه أن العمل بين الجماهير وبالتالي التركيز على البنية التنظيمية وتقديم الكوادر الفاعلة والقريبة من البنية المجتمعية هو من أهم عوامل تنامي الحزب ، وبالتالي بقائه في المقدمة… ماذا تقول في ذلك من خلال تجربة حزبكم الشقيق والمناضل ؟

أولاًِ- الحزب الديمقراطي الكردستاني وعلى مدى السنين الطويلة من النضال منذ تأسيسه سنة ١٩٤٦ وحتى الآن ، ومن خلال تجربته وخصوصية النضال السياسي، وحدد دائما ميكانيزم خاص للكادر والذي اعتمد اولا على الكادر الواعي والواثق من نفسه، الذي حظي باحترام المجتمع، وممن ساهموا في تأسيس البارتي وممن امتازوا بوعي ويقظة ملحوظتين داخل المجتمع ،وهناك ايضا ممن بنوا ذواتهم في كسب تلك الصفات.
ثانيا – كان هناك معهدا خاصا بالبارتي – معهد الكوادر – حيث كانت تخرج كل سنة دفعة من الكوادر المؤهلة للإنخراط في النضال ، ولكن بحسب تجربتي وخبرتي فأن النقطة الأهم هو أن الحزب الديمقراطي الكردستاني ومن خلال المنظمات الجماهيرية كمنظمات – اتحادات المرأة والشباب والطلبة والحرفيين والجمعيات وفي هذه المجالات بالذات كان لكوادر البارتي مثلما ذكرت سابقا دور مميز في نمو وتطوير وتقوية اتحادات، مثل اتحاد طلبة كردستان او اتحاد شباب كردستان واتحاد نساء كردستان، وهذه المنظمات الثلاث اصبحت للبارتي مدرسة كبيرة لتهيئة وتخريج كوادر واستمرار قوة وتجدد الحزب الديمقراطي الكردستاتي، ورفده بالطاقات الشبابية ، وبقناعتي ان من اهم عوامل ذلك الدفع هي بالدرجة الاولى تلك المنظمات الجماهيرية والمهنية و في الدرجة الثانية، عامل الإستمرار البنيوي داخل التنظيم ذاته مثلما قلنا سابقا من خلال دورات الكادر، ولكن علينا ان نذكر ايضا خلايا – البنية الثقافية والإعلامية داخل الحزب، وعليه احب ان انوه انه في هذا العصر قد خف دور ذلك نتيجة تاثير النشاطات الشعبوية داخل الأحزاب والتي ابتدأت للأسف من السليمانية واستهدفت قسما من الشباب وسعت ولاتزال في استبدال النضال القومي والتركيز عوضا عنها على المال .
ان سر قوة واستمرار و تدفق البارتي هو ذلك النبع او البنية التي تخرج الكوادر وهي التي تهييء المنظمات الجماهيرية والمهنية والشبابية حتى يستوعب الشباب جميع جوانب الحياة الحزبية وهذه اولا ، اما ثانيا : فهي تتعلق ببعض من الجوانب الإستراتيجية والتي يتضمنها ميثاق الشرف للبارتي

الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة المناضل مسعود البارزاني بعد استفتاء حق تقرير المصير ونجاحه جماهيريا ، والطوق الذي فرض عليه ، كثيرون استعدوا كرديا ودوليا لقراءة الفاتحة على دور هذا الحزب ، وجاءت الصدمة لهم بأن الحزب بقي الرائد وفي المقدمة بكردستان ، كيف تقرؤون ذلك ؟

حول حق تقرير المصير و ريفراندوم – مثلما تفضلتم في سؤالكم وبعد الإستفتاء ، كثيرون جهزوا أنفسهم واستعدوا على قاعدة مابعد البارتي ، اي ان البارتي لم يبق له دور ، ولكن في الواقع ان شعب كردستان وبوعي لاحظوا بان الاحزاب التي تتكلم بالضد من الإستفتاء ولاحظوا بان الحزب الوحيد الذي عمل ويعمل من اجل حق الشعب الكردستاني ، خاصة وللتأكيد ايضا فان قرار الإستفتاء كان قرار إرادي ايضا ، وكانت هناك اصوات من مجتمعنا ومن الدول المحيطة بنا تحاول ان تشهر بقيادات كردستان وتوصفهم بعملاء مرتبطين بدول مشبوهة ، وكما في السابق، فإن من باعوا انفسهم وناهضوا دائما اي مشروع قومي كانوا يسعون دائما للتشويش على ان القيادة الكردية لا تمتلك ارادتها وقرارها ، وبكل اسف فقد عملت امريكا واوروبا ايضا على ان تظهرنا كمن لا يملك ارادته ، وحينها نتذكر جميعا بان الاستفتاء كان قاب قوسين من التنفيذ حينما قالت امريكا بانه لا يجوز لكم إجراءه دون تقديم أية بدائل ، وشعبنا كان بزخمه منخرطاً، لأنه في الحقيقة كان الإستفتاء حربا على الإرادة ، وتمكنا من التشبث بالإرادة ، أما من يزعم بأننا أوالإستفتاء كان سببا في خسارة كركوك فهي غير صحيحة، والواقع انها تتعلق بآلية تحرير المدن والبلدات من سيطرة داعش، حيث كان قد تمت تحرير كل المنطقة سوى الحويجة وهي منطقة صغيرة و تقع جنوب كركوك، وكانت الحكومة العراقية قد حشدت جميع قواتها هناك، وكنا نعلم بان كركوك مستهدفة ولذلك كانوا يطالبوننا بوقف الإستفتاء حتى يتسنى لهم احتلال كركوك وبعدها بالتاكيد لم نكن لنستطيع اجراء الإستفتاء من دون كركوك ، وكانوا سيرددون ذات الأسطوانة بان كركوك غير كردستانية ، والآن ومن جديد عادت قضية كركوك ومثلها قضية كردستان وباسم شعبنا وقبل أن يحتلوا كركوك قمنا بانجاز ريفراندوم، وقد احتفظنا بكركوك وكردستانيتها بالقانون وسيأتي يوم قريب وتعود كركوك الى كردستانها ، ولكل هذه الأسباب فقد كافأت جماهير كردستان الحزب الديمقراطي الكردستاني والزعيم مسعود البرزاني، وكان ذلك التصويت الكبير في الإنتخابات لصالحنا، وذلك كدليل اثبات على ان من يناضل ويقاتل ويقدم التضحيات هو الحزب الديمقراطي، وبشكل خاص رجل الميدان الاول ورمز النضال القومي الكردستاني الزعيم مسعود البرزاني، بينما كان غيره يذهب ليناور ويبحث عن صفقات او مناصب لحزبه عكس الديمقراطي الكردستاني ، هذه الوقائع هي معاصرة وليست من ايام احسان باشا حتى تغيب عن الذاكرة .
لأولئك الذين يتشدقون بالقول بأن هذا الحزب هو لبيت او آل البرزاني ، أريد ان اوجه لهم سؤالا منذ اكثر من مائة وخمسين سنة هم في الميدان، منذ ايام الشيخ محمد البرزاني والى الآن ، وهنا علينا ان نذكر بأن عائلات أخرى ايضا ناضلت مثل عائلة بدرخان وعائلة شيخ سعيد بيران وايضا عائلة بيشوا قازي محمد وشيخ محمود الحفيد وسمكو وحركات وتنظيمات وشخصيات كردستانية، ولكن اعداءنا وبكل الوسائل التي أتيحت لهم استطاعوا النيل من هذه العائلات، حيث قتلوا بعضهم وسجنوا ونفوا بعضهم الآخر ،وقسم منهم أرضخوهم وقسم تم شراؤهم … وقد غيبت غالبية تلك العائلات عن الساحة ، اما عائلة البرزاني فقد استمرت في نضالها وبقيت مستمرة في الكفاح ، هذه العائلة بنضالها اصبحت تتجسد فيها ومن حولها قيم النضال القومي واصبحت انموذجا نضاليا في أجزاء كردستان الاربعة لشعب تواق للحرية من جهة، وتثبيت حقوقها كاملة ، هذه العائلة التي قادت اروع تجربتين نضاليتين في التاريخ الكردستاني واعني بها انتفاضة ١٩٩١ وقرار الإستفتاء التاريخي على صعيد عموم كردستان، وكلها بفضل استمرارية الثورة التي قادها البرزانيون ..

كيف تنظرون الى مستقبل القضية الكردية بشكل عام ؟ والحل الأفضل للقضية الكردية في سوريا بعد تعرضها للظلم والإنكار من قبل الحكومات المتعاقبة منذ الإستقلال ؟

بالتاكيد ان مستقبل القضية الكردية وبدون ادنى شك هو متعلق بزخم نضالنا وعليه يجب ألا نكل ونمل خاصة أننا ندرك بأن الشرق الاوسط بني على قاعدة هذه الدول الاربعة المحتلة لكردستان وجميعنا يدرك بان ماتم من التشكلات الحديثة للدول تمت بناءا على رغبة فرنسا وبريطانيا، وهي لم تسء للكرد فقط بل لشعوب عديدة ، واليوم وصلت الازمات بالشرق الاوسط الى اعلى درجاتها بحيث بات من الضروري جدا ايجاد حلول مصيرية ، والواقع يوحي بان هناك إعادة لترتيبات جغرافية جديدة والسعي لإيجاد دول جديدة على قاعدة قومية ودينية ، وعلينا ألا نخدع أنفسنا ونعيد الى تلك الشعارات الفارغة كما كان يقال – كلنا اخوة .. كلنا مسلمين .. او ان هدفنا هو اخوة الشعوب – لنكن واضحين مع انفسنا ومع الآخرين، ونعلنها صراحة باننا نريد دولتنا القومية ، وعلى اولئك الذين يزعمون بان زمن الدولة القومية قد ولى، إذاً على بريطانيا ان تحل وتفكك دولتها ، وكذلك فرنسا ايضا وروسيا والفرس وحتى الدول العربية . علينا ان لا نفوت الفرصة ونقع فريسة للفلسفات المفرطة في زعمها الإنساني او الإشتراكيات الديمقراطية ومعها الشيوعية او الإسلاموية ، حيث المرحلة هي لم تزل مرحلة الدولة القومية واعني بها كردستان بخاصيتنا القومية ، وهي مستقبلنا القادم في الحرية وان كنا جاهزين فعلينا ان نستعد وننتظر لنستقل قطار الإستقلال في محطتها ، والملف الوحيد الذي جهزناه هو ملف الإستقلال ، وبالنسبة لمجريات غرب كردستان ، من الواضح ان كل المسميات والتلوينات الآيديولوجية والعلاقات ان مع نظام الاسد او ايران ستنهار .. في كردستان هناك وجهتا نظر : واحدة منها ترى في الكرد اقلية مهاجرة او مجرد ضيوف وعلينا ان نسعى وبكل الجهود الممكنة ومع كل الرجاء للسماح لنا بالتعلم بلغتنا او منحنا بعض الوظائف وما شابه ، اما وجهة النظر الاخرى فتنطلق من رؤية أننا شعب ولنا كامل الحق بتقرير مصيرنا حتى بناء دولتنا القومية ، لا مطالب ووظائف محددة ، فنحن نعيش على ارضنا التاريخية والمسماة بكردستان وعلى هذا الاساس كان صراعنا دائما مع الدول الغاصبة على الجغرافيا وحق الشعب وعند الإقرار بمبدأ حق تقرير المصير بما فيها الإستقلال، حينها يمكن التفاوض على اشكال اخرى اتحادية مثل الاتحاد الاوروبي او اي شكل يتناسب مع الشرق الاوسط ، وغير ذلك ، على الجميع ان يتذكر بان الكرد قد ناضلوا منذ اكثر من مائة سنة ولديهم استعداد للنضال لمائة سنة اخرى ، وعليهم تذكر بان الكرد ناضلوا منذ ايام العباسيين بقيادة مير جعفر داسمي وبابكر خورمي والى الآن لاتزال الثورات مستمرة ، وشعبنا لم يكل ولم يمل وكذلك لم يرضخ ، وفي العودة الى غرب كردستان فكل ما يتم هناك هو وقتي وعلى ب ك ك ان يتغير ليس هناك فقط، بل وفي شمال كردستان ، وكلنا يلاحظ بانها أفلست حقيقة نتيجة لشعاراتها وممارساتها خلال اربعين سنة ، تلك الممارسات والتي تزعم بأنها تهدف ليس فقط تحرير كردستان بل العالم اجمع ، وكلنا أمل في ان يتمكن شعبنا في الحد من هيمنة هكذا تنظيمات شمولية اينما استقرت، جلبت معها عسكر ايران او تركيا وغيرها ، وان يتم بناء احزاب حقيقية تضع نصب عينيها حقوق الشعب الكردي .

ماذا تقولون حول التحول من الحرف الفارسي إلى اللاتيني.. ألم تأتِ هذه الخطوة متأخرة ؟

شخصيا وبنسبة مائة بالمائة موافق على استبدال الحروف الآرامية او العربية وربما يعتبرها بعضهم الفارسية واستبدالها بالحروف اللاتينية، لانها ستقربنا الى ثقافات العالم ولن تدفعنا الى تصاميم كمبيوترات او كيبوردات بمفاتيح خاصة، فنثقل كاهل شعبنا وكذلك الطابعات وتغيير الكتب و علينا ألا ننسى بانها ستبعدنا عن الإرهاب في ثلاثة اجزاء ، لأن بعضا من ابناء شعبنا مجرد المامهم بالحروف والقراء العربية يتوجهون الى بعض من الكتب والمصادر الإسلامية ومن دون فهم للفحوى الحقيقي، يعطونها تفاصيل ومفاهيم غير حقيقية ، واؤكد مجددا انني مع التحول الى الحرف اللاتيني ، واعتماد اللاتينية لاتعني مطلقا بان الكرد وقعوا تحت تاثير اتاتورك، لان الراحل جلادت حينما اعتمد الحرف اللاتيني، لم يكن اتاتورك قد فرض كامل ارادته بعد ، والحرف اللاتيني هو ابداع كردي صرف وجهد كبير كان قد بذل حتى وصلت الى هذه المرحلة التي ننفذها ، وواقع الامر ان مسوغات ممانعي اعتماد الحرف اللاتيني هو بهتان ، وذلك لوجود صعوبات عديدة مثل اللهجات واسباب اخرى هم لا يرغبون باستخدام الحروف اللاتينية، يضاف الى ذلك عدم نضوج الوعي القومي وكذلك التخوف، خاصة عند الاخوة الصوران، لانهم يعتقدون بأن الأكثرية من أبناء شعبنا الذين يكتبون باللاتينية سيتعلمون اللهجة الكرمانجية، وسيتم ازاحة ذلك الجدار العازل، وقسم من اولئك الذين لايريدون استخدام الحرف اللاتيني هم انفسهم من لا يريدون الوحدة الوطنية ايضا ، والآن نحن نطبع كتبنا بكردستان وغرب كردستان بالحروف اللاتينية، ولكن ماالسر والفائدة في استخدام الحروف الآرامية والعربية وبذلك هم يحرمون ذواتهم من قراءة الكتب والروايات كما دواوين الشعر الراقية ، ولو تحولت الكتابة الى الحرف اللاتينية ستكون القراءة بتأن، ومعها سيتعلم القارئ اللهجة الكرمانجية وهكذا اللهجة الصورانية والهورامية ، ونظرا لعدم معرفة سوران للحرف اللاتيني ويقابله الآخرون بعدم معرفة الكتابة السورانية فانها قد تؤدي مستقبلا لتوسعة الشرخ ، أضف الى ذلك ان كردنا في بلاد السوفييت السابقة هم يستخدمون الحروف الكريليكية ،وعليه فمن يود الكتابة او القراءة باللغة الكردية عليه ان يتعلم القراءة والكتابة بنماذج الحروف الثلاث ، وعليه فأنا مقتنع جدا بأهمية اعتماد الحروف اللاتينية ولكن في كردستان لازلنا نعاني تماما من بعض الحساسيات كانعكاس عملي لعدم تطور الوعي القومي الذي لايزال في الواقع طور البناء.

المرأة الكردستانية في الإقليم، رغم تسلمها مناصب حزبية وحكومية، لكن ألا ترى بأن المنظمات النسوية يجب ان تتفاعل اكثر مثل بقية منظمات المجتمع المدني في كردستان ؟

حول المرأة ودورها المفترض في الحياة اليومية
والظلم التي مورس بحق الشعب الكردي وبالدرجة الاولى عليها وفي آلية مشاركتها وانخراطها المجتمعي هو دون المطلوب حيث لم تمنح المراة الكردية الفرصة الحقيقية التي تستحقها ، وهذه مرتبطة في الواقع بجملة عوامل اولها : القوانين الموضوعة في كردستان وعلى الرغم من ان كاك نيجيرفان قد أصدر حينما كان يترأس رئاسة مجلس الوزراء قوانين كثيرة والعامل الثاني هو الواقع الإجتماعي بعاداته التي لا تعطي المرأة اهميتها الحقيقية والعامل الثالث هو ان القوانين الجيدة لوحدها لا تكفي ان لم ترافقها تطور في الوعي المجتمعي ثقافيا وفكريا في تقبل المراة بالساحة العملية ، في كثير من الميادين وخاصة في اقليم كردستان هناك مهام كبيرة تصدرتها المراة ، فمثلا في المهام التدريببة حتى للبيشمركة هناك امرأة وبمركز متقدم فيها وكذلك في القطاع الصحي حيث تلعب النساء دورا كبير جدا في هذا القطاع وكذلك في قطاع البيشمركة والشرطة ايضا هناك حضور لهم وينمو ايضا ، اما اذا ما تساءلنا هل يرضينا ذلك ؟ بالتاكيد لا وطبيعي بأن السبب الرئيس هو أن مجتمعنا لايزال بحاجة للوصول الى قناعة تامة بضرورة ان تكون المرأة حاضرة في الميدان العملي ، فمن الناحية القانونية لدينا قوانين هامة تضمن حقوق المراة ولكننا لانزال بحاجة الى قوانين اخرى تفعل في الواقع العملي للمرأة وتجعله امرا طبيعيا ، فمثلا هناك في بعض الدول المجاورة للمرأة الحق في اختيار مهنتها التي تختارها سواء طبيبة او سائقة ، وزيرة .. محامية ..مهندسة .. الخ في هذه الحالة لا مشكلة مطلقا ومشكلتنا هي فقط بالواقع الإجتماعي وخلق الوعي المتناسب مع تطور وتوسع دور المرأة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى