آراء

 مقاطع غير معنونة

وليد حاج عبدالقادر

بدايةً ورغم كلّ هذا المخاض الدموي، إلّا أنني لا أدين أيٍّ كان في الخارطة السورية المتشكّلة منذ 1916، ومتتاليات الضمّ والإلحاق لسببٍ بسيطٍ يتلخّص في نتاج النقص المعرفي الذي تمّ الشغل عليه وبدرجةٍ عالية من التكثيف الممنهََج، الأمر الذي – يدفعني – لأدين الاستبداد العرقي كثقافةٍ مورست وتكلّست في ذهنية طبقةٍ هيمنت ونفّذت مخططاتها وبغطاء.ٍ شفّافٍ تكاثف وتراكم على طبقاتٍ من حقدٍ كمين كانت ولاتزال تبرع في إنتاج ثقافة الكراهية ، وكنتاجٍ – من جديدٍ – لتطويبٍ شخصاني في الانتماء وقداسة الملكية الإلهية التأريخية والكهنوتية الممارَسة اتجاه الآخرين باعتبارهم مجرّد حواشٍ تعيد بنا إلى مسالك الموالاة و التبعية للمواطنة المتسيّدة ! أفلا يدرك المبشّرون بها كم كانت درجة فشلها فظيعة ؟
.. الهوية الجامعة لا تنتجها فزّاعات الأبراج العاجية ولا تشتيت القوى وشرذمة البنى المجتمعية .. كلّ رسائل ومسوّدات أمهات الكتب التي منهجت لديكتاتورياتٍ ومجّدت لشخوصٍ ما أبدعت سوى لنرجسيتها قد ! وأقولها قد ! تكون كما صورها مصيرها النفايات ! ..

يقولون : إنّ العبارة هي مجاز!! ولطالما هي كذلك ، إذن هل بقي أمرٌ عندكم وما أصبح مجازاً ؟! … حتى كُردستان أُجيزت تعويماً في شرق أوسطٍ متعدّدٍ بدوله وأسماء أقوامه، وأضحت مثل لصقة الأسد تزيد في ألمها بدل تخفيفه!!!
إلّا فينا يا سادة، باتت كُردستان وبتّم تريدون تذويبها كحبّة ملحٍ في ماءٍ جار .. لكم ما تجيزونه ولنا قناعاتنا التي واجهت أعتى الدكتاتوريات وما تقهقرت …

كُردياً وبالبونط العريض :
قد لا نكون قادرين على إدارة قنّ دجاجٍ، صحيحٌ وأبصم بالمائة ! لأننا لا نرى في الآخرين ومثلها ذواتنا دجاجاً تجرّ خلفها صيصاناً نعم ! – وهنا يجوز التذكير والتأنيث – للتفاهم مع سكنى القنّ يتوجّب ثقافةً خاصة وأولها طبائع القنّ وسلوكياتها وشهادة إيزو للعيش و الاختبار ، وهذه علّمتنا الجبال في كيفية ترويض حيواتها والكشف المبكر عن سيكولوجية الفطاحلة لا في التنمّر بقدر ما يستوجب لابل يفرض الإهتمام خاصةً عند تحوّلها إلى مرياع ! ..
إنْ أتفه الأمور في علم الأقنان وأحوال سكناها ! ما سمعته من الراحلة حجي كولي العينديورية زوجة الراحل حجي فرماني سقايي الجزري رحمهما الله حينما قالت : أحذروا الدجاجة في حالتين : طيرانها و .. تقليدها لصياح الديك .. وأجزم بكلّ ثقةٍ أنني فقط أتكلّم عن القنّ وسكانها لا أكثر ! ..
إنّ ما يتسرّب ممّا هو مكشوف وواضح أصلاً في الممارَس من المهام العاجلة التنفيذ ، والتي تتلخّص وبأسلوبٍ سهل وبسيط حيث تعتمد على سياسة إعادة تدويرٍ ممنهَجٍِ والتي استهدفت – ولم تزل – تفريغ الكُرد من مناطقهم، وبعد فشلها الذريع أواسط الستينيات أخذت تؤتى ثمارها الآن ، وما لم يفهمه مهندسو التصاميم ! أنّ القادم سينسف لهم كثيراً ممّا شطبوا عليها كتنفيذٍ محتم و .. مؤبّد !…

إنّ التعاطي السياسي من قبل التقاة على مبدأ المقارنة من دون التعليل ووفق سياسة التقليد المرافق للتبرير ومنهجية الموقف ونقيضه والاستشعار المتلخبط دليل مسلكية / الفقهاء والمتصوّفين / ومدارس شيوخ الدين بطرائقها كما وترك متن القضايا إلى مشارب حروف العلّة والإدغام كما الجرّ والفتح والضمّ وما شابه . أجل ! هي عقلية الأنا الفئوية والتحزبية وبالتالي قداسة الفكر العقائدي المتجمّد التي تودي بصاحبها إلى الزهو انفصالاً عن الواقع بطابعه المرضي ، وحينها يصبح هاجسه – أيّ متزمّّتٍ يكن – مثل اللواقط أو حتى ذبذبات ديك الحبش ـ علوعلو ـ ما أن يسمع أيّ صفيرٍ ومهما تفاوتت درجة علوّه أو خفوته، فتراه يصرخ ويجلجل صائحاً وهو يجزم بأنّه هو المقتصد ، نعم هو نفسه من تتوه فيه الغايات والأهداف، لابل ويمتطيها كلّها ويخفيها فيبدأ مثل دون كيشوت يحرّكه سرفانتس من دون غايةٍ أو راية … لابل وأحياناً كثيرة من دون درايةٍ حتّى ! .

 والجدّ في الجدّ الآن وحالة الزخام في الزحام وبراعة الناتج في المنتوج والزيوان حينما يطيح في نظافة المنتوج و .. بعيداً عن الصفّ والإصطفاف ! :
ولمجرّد التدقيق مهما بسطت ادواتها سنلاحظ أنّ أقذر ماتمارسه تركيا ومنذ الثمانينيات هي تلك المنهجية التطبيقية في تدمير البنية القومية الكُردية ، وذلك في استهدافها وهدمها للمرتكزات الرئيسية للبيئة الكُردية ، وعليه فقد قامت بالتخطيط لكثيرٍ من السدود على مجرى نهري دجلة والفرات ، وهي الآن تستخدمها كأسلحةٍ متعددة الاستعمالات ، هذا النوع من السلاح ، لم تكن تركيا لتجرأ على استخدامه قبلاً ، وكلنا يتذكّر سعيها الحثيث منذ أوائل الثمانينيات وحتى مع قدوم كنعان إيفرين وعسكره إلى السلطة وإنْ كانت لمّحت إلى تغيير مجرى حوض دجلة بالكامل وكانت بوتان المدينة يفترض بها أن تصبح جزءاً من البحيرة المصطنعة وكذلك أعالي دجلة صوب امد ومنابع النهر في الأعالي ، ووقتها استنفر بعضٌ من نشطاء كُردنا في الخارج واوصلوا أصواتهم إلى المنابر العالمية ، وما أوقف الأمر عملياً هو عدم توفّر القدرة المالية للدولة التركية وعدم ثقة البنك الدولي أيضاً بالنظام التركي المتقلّب سياسياً حينذاك ، والأهمّ في الأمر حينها ! الكتلة البشرية التي كانت لاتزال متشبّثة ببقاعها ! ولكن وبكلّ أسفٍ ! هاهو سدّ أليسكو وقد غطّى فيما غطّى مدناً بتراثٍ وإرثٍ لن يعوّض ؟! الأمر الذي يفرض جملةً من الأسئلة… أفلا نلاحظ ما تمنهج في السنوات الأخيرة باستهداف الخطوط الموازية لامتدادات السدود التي أنجِزت وما هو قيد الإنجاز ؟
وبغاياتٍ صريحة وواضحة وذلك في استهداف نطاقيات الأحواض النهرية ومحيط السدود المنجزة خاصةً وأنّ العالم يتوجّه وبسرعةٍ صوب آفاقٍ خطيرة ولأزماتٍ متعدّدة الأشكال والأسباب حول المياه والغاز ؟
وتركيا أردوغان الدولة و النظام من أشدّ،لا المنخرطين فقط فيها بل من كبار صنّاع هكذا أزمات .
وكلّّنا يعلم بأنّ هناك مخططات ل تشييد 22 سدّاً جديداً ستنفّذه حكومة أردوغان، وهي لا تبالي على الإطلاق بانعكاس ذلك إنْ على دول الجوار أو تدمير البنية والإرث التاريخي الكُردي كما قضية الغاز وحوض المتوسط ، الأمر الذي يذكّرنا بما مورس قبلاً داخل مدن تاريخية بأحيائها التراثية والتي سهّلت لحكومة أردوغان العبث بها ، و .. طبيعي : إنّ مَنْ سهّل لها الأمور هم من فضّلوا ترك حواضنها ونقل صراعها تسهيلاً لإردوغان وأمناً لشركاته في تنفيذ إنشاءاتها بيسرٍ وأريحيةٍ .
إنّ منطق التهييج الممارَس من قبل بعضهم وبالترافق مع تسويق التمنّي كما والتحليل بالتركيب على مبدأ البوكيمون والتسرّع بالرأي الناجز وكم من حالةٍ بدا فيها بعضهم كومبارساً دخيلاً على واقعية المجريات ؟! … والآن!! مَنْ عاد أكثر قوةً ؟ … اولم يكن أردوغان أكثر ضعفاً ؟ لابل انهزم بنيوياً في أكثر من قضيةٍ !! .. متى سيتوقّف بعضهم عن كلمات التهييج والرقص حتى على وجع الحقيقة وإنْ بألمٍ ؟ .. هل ستراجعون ما كتبتم ؟ . وبعبارةٍ صريحة : سأظلُّ أعتبر اردوغان واحداً من رؤساء دولةٍ غاصبة لجزءٍ غالٍ من وطني كُردستان
….
سؤالٌ مهمٌّ وحيوي :
هل أنتم مع الحقّ القومي أم الطبقي ؟! .. وما هو رأيكم بالأمة الديمقراطية وإلى أين يمكن أن توصلنا هذه الديمقراطية بأمّتها والتي تفرض مقولة يا مع أو ضد ؟! إلّا مع الأنظمة، وأتحدّى مَنْ يثبت العكس ؟! ..
هل نسيتم بأنّ النضال ليس صكّاً نبرزه حين اللزوم ، والاعتقال ليس رصيداً بنكياً والشرعية ستكون ديكوراً انْ لم تكن في جوانيتك تحسّ بأنك هو لا ما يسعى بعضهم ليحوطك بها ومن جديد مكياجاً ! .. علينا ان نقرّ بتلك البداهة : العطّار لن يصلح ما نهدره نحن أولاً وثانياً تداعيات الدهر والانتكاسات التي نسبّبها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى