حشد ششو والفخ السياسي
جلال شيخ علي
يحاول بعض الجهات وبشتى الطرق الحصول على صك البراءة للمسؤول الحقيقي عما جرى في شنكال والموصل من خلال التلاعب بمشاعر الآخرين وتوجيههم الى خلق مشكلة داخلية في كوردستان وبذلك يضربون عصفورين بحجر واحد كما يقال، اذ يحققون بذلك مبتغاهم في احداث شرخ داخل النسيج الاجتماعي الكوردي من جهة ومن جهة اخرى سيحصلون على برائتهم من المسؤولية عما حدث في العراق عامة وشنكال على وجه الخصوص، إن ألقاء اللوم حول ماجرى في شنكًال على البيشمركة وأشغال الرأي العام عن المتهم الرئيسي…يعتبر هذه الخطة تجنيا كبيرا على البيشمركة، أذ نعلم جميعا بأن البيشمركة لم تكن تملك في وقتها (أي عند اجتياح داعش لشنكال) سوى اسلحة تقليدية محدودة العدد امام ماحصلت عليه (داعش) من اسلحة امريكية متطورة من جيش المالكي…، هنا اقول لهم لو لم تحصل داعش على اسلحة 30 الف جندي عراقي هل كان داعش يستطيع ان يهاجم شنكًال؟ بالطبع لا، لذا من الافضل ان يتحرى الأخوة الأيزيدية عن السبب الرئيسي وألا يلقوا باللوم فقط على البيشمركة وانسحابها من تلك المناطق، والحقيقة انها لم تنسحب وأنما تقهقرت بسبب ضخامة القوة التي هاجمتهم من خلال استراتيجية الحرب الخاطفة التي لم تتوقف حتى وصلت الى اطراف مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان، والسبب هو أن بالسلاح التي كانت تمتلكها البيشمركة ما كان بالأمكان التصدي للسلاح والعتاد الذي حصل عليه داعش من الجيش المالكي الذي كان مجهزا بأحدث الاسلحة على مستوى الشرق الاوسط والتي تمثلت ب1700 آليه مدرعة ودبابة امريكية بالاضافة الى عشرات الآلاف من الاسلحة الرشاشة والقناصات والقاذفات الامريكية الصنع.. اي في بداية الامر وبسبب هروب جيش المالكي حصل داعش على قوة تسليحية تفوق القوة التسليحية للبيشمركة بثلاثين ضعفا… وهذا يعني أن تقف سيارة شوفرليت غير مصفحة تحمل دوشكة تابعة للبيشمركة مقابل 30 سيارة همر مدرعة لايخترقها الرصاص حصلت عليها داعش من الجيش العراقي.. فمن هو المتسبب الرئيسي في ذلك؟ هل الذي نشر الفساد واسس جيشاً احمقاً لايقدر على التضحية من اجل حماية الارض والعرض اليست سياسات الحكومة السابقة وجيشها المهزوم و تسبب في كارثة شنكًال؟ ام يعتقد الاخوة الأيزيدية انه بسبب هروب كم بيشمركة لانهم لم يكونوا يمتلكون الخبرة والسلاح اللازمين لمواجهة حرب من هذا النوع ولم يخوضوها في السابق؟
أما من الناحية السياسية فحدث ولا حرج فالكل يعلم ان الحكومة السابقة حاولت كثيرا شق الصف الوطني الكوردي بأيجاد علاقات ثنائية مع احد قطبي الحزبين الرئيسين في اقليم كوردستان دون الآخر ونجحت في ذلك الى حد بعيد اضافة الى محاولاتها في تهميش دور رئاسة وحكومة اقليم كوردستان عن طريق قطع الميزانية والاسلحة عن الاقليم وقوة البيشمركة وفي المقابل تزويد المليشيا عامة وحيدر ششو خاصة بالمال والسلاح!!!
لذلك كله لو امعنا النظر جيدا وقرأنا الوقائع لوجدنا ان سقوط شنكال كانت مؤامرة داخلية وخارجية محكمة ولم تكن تستهدف شنكال وحدها، انما كانت تستهدف كوردستان عامة وكما يقول خبراء التحقيق الجنائي (أذا أردت معرفة القاتل أبحث عن المستفيد) واقول ان كل ماحدث عبارة عن فخ سياسي وقع فية السذج من امثال ششو ورفاقه.