الحل السياسي والصراع على شرقي الفرات
د. عبد الرحمن خليل
دعوة الوزارة الخارجية الروسية لوفد مسد للعاصمة موسكو والاجتماع المطوّل مع وزير الخارجية سيرگي لاڤروڤ لم يكن قطعاً الهدف منها توقيع ما يسمّى بمذكرة التفاهم مع قدري جميل ، حيث يعلم الجميع بأنّ وزن ودور قدري جميل في المعادلة السياسية الروسية في الملف السوري لا يزيد عن وزن ودور عمر أوسي في معادلة النظام السوري في الملف الكُردي ؟.
وإذا أخذنا بالحسبان بأنّ مسد تمثّل ( جهة إدارية تنفيذية )، بينما قدري وجماعته يمثّلون ( مجموعة سياسية )، ومن الناحية البروتوكولية كان من المفروض أن تتمّ مثل هذه التفاهمات بين طرفين يأخذان نفس الصفة التمثيلية ؟، والدبلوماسية الروسية ليست بهذه السذاجة أو عدم الدراية لكي تتغافل مثل هذه الهفوات ؟، إنما تقصّدت بهذه الخطوة لتجعلها( ماسكاً تنكريا) للزيارة ؟.
مما لا شك فيه أنّالهدف الرئيسي هو سحب ورقة الإدارة الذاتية من الطرف الأمريكي قبل البدء بالحل السياسي النهائي ، وقبل أن ينتهي الحوار الكُردي – الكُردي ( بالإشراف الأمريكي )وقائد قسد ( مما يعزّز الدور الأمريكي في شرقي الفرات بشكلٍ عام وبين الكُرد بشكل خاص )
وخاصةً إستغلال فرصة الزمن الضائع ( تحضيرات انتخابات الرئاسة الأمريكية ؟).
إنّ امتلاك الورقة الكُردية في هذه المرحلة لها أهمية خاصة ، حيث يمكن استخدامها على عدة طاولات ( البازارات السياسية ) مع الأطراف المعنية بالشأن السوري وخاصةً مع النظام – الأتراك- الإيرانيين ؟
ناهيك عن الضغط على ( المعارضة )للرضوخ لشروطها ( خاصةً بشأن الدستور السوري المقبل ).
بالتأكيد هذه أمور طبيعية في الفضاء السياسي وخاصةً من قبل دولةٍ كبرى مثل روسيا ويعتبر اللاعب الرئيسي في الساحة السورية ، لكن ما يجعل هاجس الخوف يزداد لدى الكُرد بشكلٍ عام ونخبه بشكلٍ خاص هو عدم مصداقية السياسة الروسية التاريخية تجاه قضية الشعب الكُردي ، وعدم طرح رؤية واضحة عن حقوق الشعب الكُردي في سوريا المستقبل .