آراء

PYD  أمام مرحلة مصيرية بعد قصف تركيا لمواقعها

نواف رشيد

لا ريب ان القصف التركي لمناطق كردستان سوريا والعراق مدان بكل المقاييس, أمراً قطعياً لا جدال فيه كونه مستند لخلفية عدائية يجسدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليس لفصيل أو حركة أو حزب واحد بل لعموم الشعب الكرُدي استناداً إلى مصالح استراتيجية تاريخية.
لكن بعيداً عن العاطفة والمشاعر الجياشة والتي يشتهر بها الكرُدي علينا البحث والتمحص عن مسببات هذا العدوان وهذا القصف الذي لم يثر أي ردة فعلاً دولية وبالتحديد اللاعبين الاساسيين في المعمة السورية وعلى وجه الخصوص روسيا والولايات المتحدة الامريكية والتي جانب القصف أحد مقراتها العسكرية في  قرجوخ التابعة لديرك بكيلومترات قليلة.
حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وفر كل الحجج لنظام اردوغان بتنفيذ مأربه عبر الوقوف إلى جانب النظام السوري علانية ومجاهرته لعداء أردوغان الذي نادى برحيل النظام في بداية الثورة, كما انه
قام بحرق وتمزيق صور ار دوغان  وعلم بلاده في شوارع قامشلو وديريك وعامودا معلناً العداء لكل من ناهض النظام السوري لا بل اتهمهم بالاردوغانية حتى هذه اللحظة داخل سوريا وخارجها من كل المكونات السورية.
PYD  أدخل المئات من كوادر حزب العمال الكردستاني إلى سوريا للوقوف بجانب النظام ومناهضة كل من يقف بالضد من النظام السوري بدلالة حزب العمال الكرُدستاني PKK  , ووقف ومازال واقفاً مع مشروع الهلال الشيعي الإيراني وبالضد من المشروع القومي الكردستاني, مستمراً بالمضي في استفزاز تركيا على طول الحدود السورية التركية التي تحت سلطتهم من خلال رفع صور زعيمهم عبد الله أوجلان واعلام العمال الكرُدستاني منذ بداية الثورة السورية حتى الان.
كما ان اتفاق حزب العمال الكرُدستاني مع العسكر والانقلابين بتركيا ضد مشروع أردوغان أدى إلى تدمير الكثير من المدن والبلدات الكردية بتركيا حسب زعمه على الأقل وأردوغان يحاول إعادة بناء ما تم تدميره الآن
_كل ذلك بدلالة PKK الذي حول نصف الشعب الكردي في تركيا إلى أتراك نتيجة لسياساتها العدائية لكل ما هو كردي دون الخوض في التفاصيل اي على  مبدأ المثل القائل ب ي د ومن ورائهم ب ك ك هم من جاؤوا (بالدب إلى كرمنا), بالإضافة إلى تسبب حزب الاتحاد الديمقراطي PYD  بنسف الاتفاقيات التي تمت برعاية الرئيس البرزاني وعدم تنفيذها من أجل وحدة الصف الكردي مع المجلس الوطني الكردي
ناهيك عن ما قامت به هذه السلطة  وتنفيذا لسياسة ب ك ك (التي تقف بالضد من اماني وآمال الشعب الكردي بتشكيل دولته في عموم أجزاء كردستان مباشرة ومن خلال فروعها في كل جزء) في كردستان سوريا بالوكالة عن النظام الذي عجز عن تنفيذ سياساتها الالغائية والطلب هلالية ضد الكرد في سوريا خلال أربعة عقود من حكمه القراقوشي….  من قتل واعتقال وتعذيب وتهجير أبناء الشعب الكردي من صحفيين وكتاب وسياسيين ونشطاء  والغاء الحياة السياسية في كردستان سوريا وحماية المستوطنات التي صنعها النظام على حساب ممتلكات ووجود الشعب الكردي.
بعد كل هذا السرد لما قام به حزب العمال الكرُدستاني وجناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي PYD , يُرى من يستفيض بمشاعر نبيلة مفعم بأحاسيس مرهفة طالباً  من كل كردي شريف أن يدافع عن PKK وكل فروعها وعلى رأسهم ب ي د بكل مشتقاتها , الأمر الذي لن يلاقي من أي شخص يجيد فك طلاسم حرفين أي استجابة أو قبول كون القوى المذكورة آنفاً تعادي الشعب الكرُدي أكثر من ألد أعداءه التاريخين وتتيح لهم الحجج والذرائع لاستهداف الكرُدي بشرعية مطلقة مستندة إلى وقوف القوة الدولية على حياد دون مناصرة الشعب الكرُدي. لذا لا والف لا لن ندافع عن من سبب بكل هذه الويلات لشعبنا!!!!
الوضع سيبقى على ما هو عليه بل سيزداد سوءً ما لم يفك حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ارتباطه مع منظومة العمال الكرُدستاني  الذي أكد ويؤكد باستمرار عدم وجود كردستان في سوريا ويعتبر الكرد السوريين مهاجرين جميعا من خلال كتب وكتابات منسوبه لعبد الله اوجلان اولا ومن النظام السوري والإيراني.
من جهة أخرى وبالعودة إلى الاتفاقيات الموقعة بينها وبين المجلس الوطني الكردي في اقليم كردستان العراق برعاية وتحت اشراف الرئيس البرزاني وعمل في ساحة كردستان سوريا  مجسدا امال وأماني  وتطلعات الشعب الكردي  في كردستان روج افا وبدون هذا وذاك لن يكون بمقدور الولايات الأمريكية أيضا الوقوف إلى جانب هذا الحزب حتى النهاية لأن الضربة التركية الأخيرة لمواقع وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD  وضعت امريكا في وضع حرج وبين خيارين لا ثالث لهما أما أن يتخلى عن حليفه القديم ام يستبدل بمن قدم نفسه كجندي تحت الطلب لمحاربة داعش  والعلاقة معه موضع حرج ايضا  امام الشعب الامريكي كون حزب الاتحاد الديمقراطي PYD  فرع من فروع ب ك ك الذي لازال على قائمة الارهاب,  وان سكوت  امريكا على الضربة  التركية لمواقعهم  ستستمر ما لم يفك ارتباطه عن الاطراف التي ذكرى آنفاً  رغم أن أمريكا لازالت لديها امل لينفذ ب ي د رغبتها  تلك ويدخل مع المعارضة السورية في اتفاقات.  إلا أن PYD يحاول في الفترة الأخيرة الالتفاف على امريكية والدخول باتفاقيات وصفقات مع تركيا وبموافقه ضمنية من النظام السوري وإيران وهذا ما يوحى إليه من خلال تصاريح بعض قادتهم  العسكريين والسياسيين. وكل هذا شبه مستحيل لعدم قدرتها بفك الارتباط عن حلفائها واسيادها من جانب ولعدم ثقة تركيا بها من جانب آخر وبالتالي لن تسطيع امريكا الاستمرار بالعلاقة معهم حتى بوجود داعش ورغم دخولها بعض الدبابات والمدرعات الى مناطق قامشلو وديريك لإيهامهم  بغرض حمايتهم من الهجمات التركية القادمة ان حدثت وهذا ما يؤكده لنا القادم من الايام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى