
آراء حول انسحاب المجلس من الائتلاف الوطني
Yekiti Media
أعلن المجلس الوطني الكُـردي في سوريا في بيانٍ أصدره بتاريخ 7 شباط 2025، بعد انتهاء اجتماعه في مدينة قامشلو، الانسحاب من الائتلاف المعارض ومن هيئة التفاوض السورية بعد سنواتٍ من انضمام المجلس، لمتابعة البيان، (أضغط هنا).
و أثار قرار المجلس آراء عديدة من شريحة واسعة من السياسيين والمثقفين، وكان ليكيتي ميديا لقاءات حول القرار، محمد صالح أحمد وهو عضو اللجنة المنطقية لحزب يكيتي الكُردستاني في دهوك قال: إنّ انضمام المجلس الوطني للائتلاف الوطني المعارض عام 2013 كان نتيجة التحولات في مسار الثورة السورية، وبالتالي تدويل القضية السورية في المحافل الدولية وبالتالي تمّ توقيع وثيقة مهمة وتاريخية بين المجلس الوطني والائتلاف تضمّنت أنّ الشعب الكُردي تعرّض للظلم والإقصاء، ولابدّ من الاعتراف بحقوقه في دستور سوريا المستقبلي، وتسمية اسم الدولة بالجمهورية السورية، وإلغاء السياسات العنصرية التي طبّقت بحق الكُرد، وتعويض المتضرّرين واعتماد نظام لا مركزي…الخ.
وأضاف: بالفعل تمّ تدويل القضية الكُردية ، وبات لها ممثلين في المحافل الدولية من هيئة التفاوض واللجنة الدستورية ، وتوقيع وثيقة مهمة رياض 2….الخ.
وقال: بعد سقوط الأسد تغيّرت المعطيات والوقائع فالأجسام الثورية يفترض أن تحلّ نفسها، فالنظام سقط ويتطلّب التعامل مع الواقع الجديد ، ومن هذا المنطلق فإنّ الائتلاف وهيئة التفاوض اتخذا قرار الحلّ، ومن هنا كان قرار انسحاب المجلس نتيجة طبيعية وغير مرتبط انسحابه بنتيجة مواقف….
ولفت إلى أنّ المرحلة القادمة تتطلّب من المجلس الوطني بناء تحالفات جديدة مع السوريين لضمان حقوق الشعب الكُـردي، وزاد:نحن بحاجة إلى مكونات سوريا وربما سيكون مع مكونات الائتلاف وغيرها وبصورةٍ أوسع.
ومن هنا هناك ترويج وتشويش على موقف المجلس وكأنه انسحب مذلولاً ،بالعكس وقعنا وثائق مهمة مع السوريين وتمّ تدويل قضيتنا، ولايمكن تجاهلها في القادم وكسبنا الكثير من مكونات سوريا، والمرحلة القادمة سنكون امام مسؤوليات وتحديات كبيرة تتطلّب الحكمة وتضافر جهود الجميع.
بدورها قالت هيام محمد والتي تشغل عضوية اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكُردستاني_سوريا : إنه ومنذ أن بدأت الثورة السورية وتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا، ومن ضمنها المجلس الوطني الكُردي في سوريا كإطار سياسي، اكتسب ثقة الشعب الكُردي واعتراف المحتمع الدولي والذي عمل لسنوات ضمنها ووجد هذا الإطار الشكل الملائم سياسياً وعمل كشريك في العمل السياسي والدبلوماسي ضد نظام الأسد الدكتاتوري بكافة مرتكزاته الأمنية لذلك حظي باهتمام بالغ واعتراف دوالي وعمل المجلس الوطني الكُردي وإنطلاقاً من واجبه القومي تجاه قضية شعبه العادلة والمشروعة كقضية أرض وشعب على أرضه التاريخية والتأكيد على الإقرار بحقوق الشعب الكُردي حسب الأعراف والمواثيق الدولية والقرار الأممي 2254 والمشاركة في صياغة الدستور السوري تتضمّن رؤية واضحة لمستقبل سوريا والالتزام بالعمل المشترك لحل عادل لجميع القضايا التي تضمن خقوق جميع المكونات المتعايشة في سوريا وخاصةً القومية الكُردية والتي تعدّ ثاني أكبر قومية في البلاد.
وهذا الإطار الجامع كان بمثابة صوت جميع المكونات وله الدور الهام والمميز في خدمة جميع القضايا .
وأضافت: وبعد سقوط النظام السوري البعثي الإستبدادي، قرّرالمجلس الوطني الكُردي في سوريا الإنسحاب من الإئتلاف وفي التوقيت المناسب ، وحسب ما تقضيه ضرورة ومتطلبات المرحلة الراهنة، للإرتقاء إلى تطلعات شعبنا الكُردي، وتأمين حقوقه القومية المشروعة في نشدان الديمقراطية وعليه:
1-لأنّ النظام قد انهار ولا حاجة لنا بأن نتعارض مع السلطات الجديدة، والتعامل بإبجابية حسب الرأي العام الدولي والمحلي
2- للالتفاف إلى الخصوصية الكُردية والعمل على فتح مكاتب في العاصمة دمشق لتكون في قلب الحدث، وتكثيف النشاط الدبلوماسي سياسباً في الإطار السوري العام ومع المجتمع الدولي لتعريف القضية الكُردية، وفتح الحوار مع باقي الأطراف والقوى السياسية، وتشكيل وفد مفاوض مشترك يحمل رؤية سياسية وموقف موحد تجاه القضية الكُردية في سوريا تتجسّد في الفيدرالية، لا سيما هناك تحضيرات لعقد مؤتمر وطني سوري ليكون المجلس في استعداد تام للأيام المقبلة لتثبيت تطلعات الشعب الكُردي في سوريا تعددية برلمانية ديمقراطية، يقرّ دستورها بالحقوق المشروعة؛ لأنّ سوريا لكل السوريين.
ويرى رشيد علي جان، سفير السلام لحقوق الإنسان، قرار المجلس الخطوة الإيجابية، مشدداً على أنّ الخطوة كان يجب أن تتخذ قبل سنوات لعدة أسباب منها كون الائتلاف المعارض للنظام البعثي كان على الأغلب معارضاً شكلياً وليس فعلياً، وأغلب من كانوا أعضاء فيه كانوا مسؤولين بعثيين وانشقّوا عن النظام لأسباب متعددة، لكل منهم حالة معينة، لكن ليس هذا هو المهم لنا نحن الكُرد ؛ لأنّ الائتلاف كان يرفض وبشدة تغيير اسم الجمهورية العربية السورية، وإلغاء كلمة العربية منها، ويرفض الفيدرالية واللا مركزية في سوريا، وكان دومًا يتهرّب من حقوق الكُرد وكان سببًا رئيساً في احتلال المدن الكُردية مثل عفرين وسري كانيي وكري سبي ونهب وسرقة آثارها وتغيير معالمها وتعريبها وتهجير الكُرد منها ،وذلك لخدمة تركيا وإغلاق الطريق أمام الكُرد من أجل القضاء على حلم الكُرد بإقامة إقليم فيدرالي في سوريا يشبه إقليم كُردستان العراق، كل هذه الأسباب كان على المجلس الوطني الكُردي أخذها بعين الاعتبار منذ البداية، وأخذ موقف حازم منها، لكن كان لقيادة المجلس الوطني الكُردي نظرة أخرى في علاقاته مع الائتلاف السوري، ويعتبر أنه يفاوض في المحافل الدولية لحقوق الكُرد والدفاع عن القضية الكُردية بشكلٍ رسمي وأمام الدول الكبرى وأوربا، وهذا كان شيئاً طبيعياً من أجل الحصول على الحقوق الكُردية.
وأضاف: والآن بعد انسحاب المجلس الوطني الكُردي من ضمن الائتلاف السوري، بعد انهيار نظام الأسد وتقلد احرار الشام بقيادة السيد احمد الشرع الحكم في سوريا لفترة انتقالية لحين كتابة الدستور الجديد لسوريا وإجراء انتخابات حرة في سوري،ا وبذلك لم يعد للائتلاف السوري المعارض أي قيمة أو معنى، كون النظام سقط وجميع المؤتمرات الدولية التي كان يفاوض عليها كانت من أجل إسقاط النظام السوري، فانسحاب انكسي منه شيء طبيعي، والتوجه إلى مسار اخر يفيد القضية الكُردية والشعب الكُردي في روج افاي كُردستان وهو يقرّر ذلك المسار حسب رؤيته ومصالحه ومصالح الكُرد بعد الوساطة الأمريكية والفرنسية لتوحيد الصف الكُردي ولقاء السيد الرئيس مسعود البارزاني بقيادة المجلس الوطني الكُردي و قائد قسد مظلوم عبدي في هولير، وزيارة مسؤول الملف الكُردي في هولير الدكتور حميد دربندي إلى قامشلو، كل هذه الأحداث جعلت المجلس يأخذ قرار الانسحاب من الائتلاف، والتفاوض مع باقي الأحزاب والإدارة الذاتية في روج افاي كُردستان من أجل المصلحة الكُردية واستغلال الفرصة الذهبية التي أتت للكُرد.
وتابع بالقول: ويجب أن تكون جميع الخطوات مدروسة بحذر لأنّ مصلحة الكُرد هي الأولوية في توحيد الصف ومصلحة كُردستان فوق أي اعتبار، وقرار المجلس الوطني الكُردي انكسي، افتتاح مكتب في دمشق خطوة جيدة، لكن لا أن تكون على حساب المصلحة العامة الكُردية، وترك باقي الأحزاب والإدارة الذاتية لوحدها والتفاوض مع دمشق بشكلٍ فردي قد يفسّر البعض فتح مكتب المجلس الوطني في دمشق تفسيراً خاطئاً، ويعتبره خيانة ، لا أبداً، من حق المجلس ان يكون له مكتب كما لمسد مكتب في دمشق، والإدارة الذاتية لها مكتب منذ أيام حكم الأسد في دمشق، وهذا حق مشروع للجميع، لكن التفاوض على حقوق الكُرد يجب أن يكون موحداً بين جميع مكونات روج آفا وأحزابها ، واختيار وفد واحد يمتلك الخبرة في التفاوض من حقوقيين ومثقفين وسياسيين ومجتمع مدني.
واختتم بالقول: هذا الوفد يكون مكلّفاً من قبل المجلس الوطني الكُُردي، أنكسي، وقسد للحصول على الحقوق في شمال شرق سوريا ، والحصول على الفدرالية في سوريا لمناطق شمال شرق سوريا أي روج آفايي كُردستان.
مرةً أخرى نقول : انسحاب المجلس الوطني الكُردي من ضمن الائتلاف خطوة إيجابية تأتي في مصلحة الكُرد