آراء نخبة من السياسيين حول (تأجيل) انتخابات PYD البلدية
Yekiti Media
أعلنت إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي نهاية الأسبوع المنصرم تأجيل الانتخابات البلدية، والتي كان من المزمع تنظيمها في الحادي عشر من شهر حزيران الجاري ، وسط مقاطعة المجلس الوطني الكُـردي، ورفض أمريكي وتهديد من قبل النظام السوري و كذلك التركي.
وفي المحصلة تمّ تأجيل انتخاب البلديات في مناطق إدارة PYD إلى شهر آب المقبل…
لماذا تمّ التأجيل ؟ وهل رضخت إدارة PYD للضغوط الإقليمية والدولية بعدم إجرائها…
ام أنها رضخت لضغوطٍ محلية وخاصةً النظام السوري تمهيداً لترتيبات مستقبلية بينهما ، بعد فشل جميع لقاءاتهم الأمنية مع النظام السوري ؟ كخيار يتيم بعد رسالة أمريكا غير الحاسمة و المطمئنة حيال الانتخابات..
تأجيل الانتخابات…
تجدر الإشارة إلى أنّ إدارة الاتحاد الديمقراطي علّلت تأجيل الانتخابات بضيق الوقت المخصص للفترة الدعائية التي ينبغي أن تكون كافية أمام جميع المرشحين الذين تمّ قبولهم لخوض العملية الانتخابية، ولتأمين المدة الزمنية الكافية من أجل مخاطبة المنظمات الدولية لمراقبة سير العملية الانتخابية.
الموقف الأمريكي …
قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية عبر صفحة السفارة الأمريكية في سوريا على منصة (إكس) و موقع فيسبوك: إنّ أي انتخابات تجري في سوريا يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة، كما يدعو إلى ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2254
و زاد: ولا نعتقد أنّ الظروف الملائمة لمثل هذه الانتخابات متوفرة في شمال شرق سوريا في الوقت الحاضر”.
لقراءة وتحليل الأسباب التي أدّت إلى الـتأجيل، يكيتي ميديا التقت مع نخبة من السياسيين والإعلاميين.
يرى سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي، شلال كـــدو بأنّ إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي رضخت للضغوطات بعد أن وجدت نفسها يتيمة في مسألة إجراء مسرحية انتخابات البلديات أو الإدارة المحلية، وقد أدركت بأنها تمضي في خيار انتحاري من شأنه أن يجرّ عليها وعلى مصالحها ويلات كبيرة، إن لم نقل بأنها كانت تحفر قبرها بيدها.
وأردف قائلاً: في هذا السياق فإنّ عملية الانتخابات (المسرحية) كانت تفتقر الى الشرعية بكل ما في هذه الكلمة من معنى، فقد كانت تفتقر إلى الشرعية الشعبية أو الجماهيرية، حيث كانت معظم شرائح الجماهير ومن مختلف المكونات في أماكن سيطرة إدارة PYD غير مقتنعة بإجراء هذه الانتخابات المزيفة، والتي كانت تسعى إلى كسب الشرعية لحزب الاتحاد الديمقراطي وإدارته الذاتية ليس إلا.
وأكّد بأنّ الانتخابات تفتقر إلى الشرعية القانونية أو الدستورية، كون هذه الإدارة غير قانونية وغير دستورية أيضاً وغير منتخبة كما يعلم الجميع، وبالتالي فهي ليست إلا سلطة أمر واقع استبدادية قمعية، إضافةً إلى أنها لم تحظَ بمباركة دولية أو إقليمية، فالجميع كان يستعد لنفض أياديهم من هذه الإدارة وممارساتها، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية و،لا سيما من مسرحيتها الانتخابية الأخيرة، التي كادت أن تكون القشة التي تقصم ظهر البعير.
وحيال موقف نظام دمشق من الانتخابات يقول كــدو: أما فيما يتعلّق بموقف النظام الرافض لمسرحية الانتخابات، والذي عبّر عنه في اجتماع مجلس الأمن الدولي، فكان له الأثر الأبلغ في اتخاذ قرار التأجيل، الذي جاء مخيباً لآمال الكثيرين، الذين كانوا يطمحون أو يتوقّعون على أقل تقدير إلغاء هذه العملية من أساسها، التي من شأنها أن تجرّ الويلات والمآسي على المنطقة، لكن PYD أبقت على هذا الخيار مفتوحاً كي تشعل المنطقة بنار حرب جديدة خاسرة حينما تأتيها التعليمات.
وأضاف: وفي هذا الإطار، فإنّ الموعد الجديد الذي حدّدته إدارة PYD للانتخابات أشدّ خطورة من الموعد الملغى، نظراً لأنّ الولايات المتحدة سوف تكون غارقة في الانتخابات الرئاسية آنذاك أي في شهر آب اغسطس المقبل، وتصبح كالبطة العرجاء لا تستطيع إدارة الملفات الخارجية و إيلاء الاهتمام الكافي بها، بسبب شدة وأهمية حملات الانتخابات الرئاسية التي لا تفصلها عن موعد انتخابات PYD سوى ثلاثة أشهر، وبالتالي ستكون المناخات أصعب واشد تعقيداً في حال أقدمت إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي على إجراء الانتخابات في الموعد الجديد.
تؤكد السياسية سكينة حسن، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي) أنّ هذه المنظومة كعادتها تتخبّط في إصدار قرارات وقوانين غير مدروسة وغير متوافقة، لا على مستوى خدمة المواطنين ولا على المستوى السياسي بما يتوافق مع المصلحة الوطنية ومستقبل الشعب السوري، لانها منظومة غير حرة في التفكير وفي إصدار القرارات وممارسة السياسات التي تعبّر عن مصالح الكرد والسوريين.
وقالــت: إنّ تكرار توافدها الى النظام في دمشق بين الحين والآخر يؤكّد بأنّ مازال التفاهمات بينها وبين النظام تشكّل تلك العلاقة العضوية منذ انطلاقة الثورة وتهديدات النظام أعتقد تأتي في إطار الشكليات …
وشدّدت على أنّ إجراء الانتخابات انطلاقاً من العقد الاجتماعي الذي أسّسه وألفه PYD في غرفة مظلمة لمنطقة محددة على مستوى سوريا محاولة يائسة ومرفوضة من السوريين كما هي مرفوضة إقليمياً ودولياً ومخالفاً للقرارات الدولية الصادرة عن المجتمع الدولي بخصوص الحل في سوريا، كما تشكّل إحراجاً لأمريكا والتحالف الدولي من الدول العربية وتركيا والشعب السوري المعارض في السماح ل PYD أن تقدم على هذه الخطوة في منطقة سيطرتها بطريقة شكلية في ظل غياب أي شكل من أشكال الحريات لمكونات المنطقة من قبل هذه الإدارة التي تمارس كل أشكال القمع والاستبداد بحق مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية على الأرض.
ونوّهت إلى أنّ PYD تحاول من خلال عملية طرح فكرة الانتخابات أن تسابق الزمن وتحاول إقناع أمريكا للحصول على الضمانات لتجنب المخاطر التي تبدو في الأفق من خلال تصريحات المسؤولين الأتراك للتدخل بعد أن فشلت كل الجهود والمحاولات المحلية والدولية من فك ارتباط هذه الإدارة عن حزب العمال الكُردستاني PKK
واختتمت قائلة:ً سوف تحاول PYD إيجاد مبررات للتراجع عن هذه الخطوة غير الواقعية والتي لا تعبّر إلا لزيادة الشرخ بين مكونات الشعب السوري الذي يخوض معركة الحرية ضد نظام الاستبداد، ونحن على قناعة أنّ كل المشاريع المحلية أو المناطقية تزيد من تعقيد المشهد في البلاد ولن تكون لصالح أحد، بل تهدّد مستقبل كل السوريين وفي مقدمتهم الكُرد وعلى الجميع تدارك هذه الحقيقة
أما الإعلامي عمر كوجري والذي يشغل رئاسة تحرير صحيفة كوردستان فيرى أنه و منذ البداية، وما أن أعلنت إدارة PYD عن إجراء هذه الانتخابات البلدية كان واضحاً أنها لن تنجح في إجرائها بالتوقيت الذي عيّنته، لأنّ الأوضاع في غربي كُردستان الداخلية ومن جميع النواحي، وخاصةً الأمنية والسياسية والاقتصادية غير مشجعة لإنجاح هذه الانتخابات، والتي هي تحصيل حاصل، وزاد: فلا يمكن أن تحدث الانتخابات تغييراً وتبدلاً واضحاً في مسار العملية الديمقراطية التي يتشدّق بها PYD بمناسبة وغير مناسبة ، حتى غدت هذه الكلمة مثار استهجان وسخرية في دواخل قطاعات كبيرة من شعبنا ..حتى بعض المستفيدين والقريبين من دائرة هذه الإدارة المحكومة من أولها لآخرها من قبل PYD بشكل فعلي..
وقال: لقد كذبوا حتى على أنصارهم حينما ادّعوا أنّ التأجيل تمّ بناءً على رغبة بعض التنظيمات والأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات بسبب ضيق الوقت، وعدم القدرة على تسيير الدعاية الانتخابية بشكلها الأمثل، وتعلم هذه الأحزاب تماماً أنها فاقدة الصدى والإرادة أمام سطوة وإرادة PYD..وهي أحزاب تفتقد للجماهيرية التي تتيح لها إيصال مرشحيها إلى المجالس البلدية؛ لأنها أحزاب ( قطعة بعشرة) صنعتها PYD لتوحي للمراقب غير الذكي أنّ ثمة حالة ( ديمقراطية) في المنطقة، وهناك أحزاب تمارس نشاطها بحرية، ومعلوم لكل متابع أنّ هذه الانتخابات شكلية، وقوائم الناجحين جاهزة كما كانت الحال ولاتزال في انتخابات كهذه لدى النظام السوري..
واختتم بالقول: إذن.. الأطراف المذكورة في صيغة السؤال لها دور في التأجيل، وكان من الممكن أن تتجاوزها إدارة PYD ..لكن الموقف الأمريكي كان الأقوى..وهو الذي جعلهم يؤجّلون لشهرين، وماعدا ذلك هراء لا طائل منه.
الموقف الأمريكي