أزمة الخلاف في الحركة الكوردية
الكرد في سوريا يمرون بمراحل مصيرية خطيرة( خطر الوجود و التغيير الديمغرافي و الضياع و تسليم المنطقة لأعداء الشعب الكردي……الخ) و لكن أخطر المشاعر التي تختلج عقل الكردي هو الشعور بعدم القدرة على التفاهم بين القيادات السياسية الكردية و هو أمر يضعف الأمل كي لا أقول بأنه يقتل الأمل بإمكانية الخروج من الأزمات السياسية الكبرى التي تعيشها الحركة الكردية في سوريا أو كما يقول البعض بأنها أزمة قادة و أزمة رجال إذ لم يعد ثمة رجال و قادة في الحركة الكردية بمستوى المرحلة و تحدياتها و رسم مصير الشعب الكردي بما ينسجم و متطلبات المرحلة و أيضاً وضع آليات جديدة لتحديد مستقبل الحركة الكردية .
في فترات ماضية كان من بين رجالات الحركة الكردية أبطال ضحوا بأنفسهم و ناضلو بجدارة و عملوا على حماية الحركة السياسية الكردية و واجهوا النظام الديكتاتوري و الفاشي بصدور عارية و إبتدعوا أساليب جديدة في النضال هذا عندما كان النظام في أوج قوته و جبروته و يبقى إعتقالهم من قبل النظام المستبد وساماً على صدورهم و منهم المناضلين حسن صالح و مروان عثمان و إبراهيم برو و عبدالباقي يوسف و المضحين بحياتهم أمثال تحسين ممو و آراس بنكو و غيرهم من المناضلين في الرعيل الأول من نشوء الحركة السياسية الكردية في سوريا.
أما اليوم و بعد إن أصبحت الساحات مفتوحة للجميع و يتسلق الخائبين و الجبناء على أكتاف المناضلين يقف الجميع عاجزين عن فعل شئ و هذا ما يدفعنا إلى الترحم على مراحل النضال السابقة و من بين هذه الترحمات و التأسف من تسلق خفية و أصبح مناضلاً في غفلة من الزمن مع العلم أنه كان يقف ضد الحركة الكردية في الفترة التي سبقت هذه المرحلة و هذا ما يبعث على القلق و عدم الإطمئنان لما يدور في الكواليس الدولية و الإقليمية و حتى المحلية و نتيجة للتدخلات الأقليمية المباشرة في الشأن الكردي أثر بشكل كبير في تدني مستوى العمل السياسي و الأداء السياسي و الخطاب السياسي على مستوى القيادات الحزبية و بالتالي أدى إلى حصول خلل و تدني في مستوى القيادة السياسية و أدائها و هذا الأمر ينطبق على مجالات عديدة سواء من ناحية الإدارة أو الهيئات الحزبية و حتى من الناحية الإعلامية لكل الأطراف و بشكل عام في جميع جوانب الحياة في المجتمع الكردي.
نعم إنها حقيقة مؤلمة و لم يعد هناك معايير في التعاطي مع أية قضية عندما يتم اللجوء إلى لغة التخوين و إلقاء التهم الباطلة و السخيفة بالبعض و هذا ما أدى إلى أن يصبح كل شئ مبرراً و كل شئ في موضع الشك و التساؤل عندنا فضاعت الحقيقة و لم يعد ثمة إمكانية للمراقبة أو المحاسبة هذا إذا وجد من يريد المراقبة أو المحاسبة أو أن يقبلهما في الأساس.
و هذا لا يعني البتة بأن مجتمعنا قد خلا من الرجال المصلحين و الذين يريدون المصالحة و توحيد الصف و يريدون الخير لشعبنا و حركتنا الكردية بكاملها و لكن لا ننسى بأن دورهم محدود و هذا يتطلب من الجميع دعم هذا الدور و التحدي في سبيل أن لا تقع الحركة السياسية في متاهات و تبدوا و كأنها غير مهتمة أو غير قادرة على القيادة أو إدارة شؤونها و هذا هدف يجب أن نناضل من أجله.
إن الوضع الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي الضاغط على الناس يستوجب تحركاً لمواجهة الأزمة التي تعصف بالمنطقة الكردية من إنتشار البطالة و غلاء الأسعار و نقص في المواد و حالات الخوف و الذعر التي يعيشها المواطنين من المجموعات الإرهابية و ضغوطات سلطات الأمر الواقع هذه الأسباب مجتمعة كانت نتيجتها تفريغ المنطقة من أبنائها و على هذا الأساس يجب على الحركة الكردية في سوريا أن تتخذ بعض الخطوات التي تراها ضرورية لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية و المساهمة في التخفيف من معاناة و آلام المواطنين و الإتفاق السياسي و الإجتماعي فيما بين التيارات السياسية و النخب التي تدعي حرصها على الوطن و المواطن و تشكيل صيغة مشتركة يتفق فيها الجميع على قيادة المرحلة لكي نثبت لشعبنا بأننا كقادة ممثلين لشعبنا على مستوى المسؤولية و على مستوى قيادة المرحلة و إذا نجحنا في هذا الإختبار فسوف نعيد ثقتنا بأنفسنا و ثقة شعبنا بحركتنا الكردية.
مروان سليمان
20.11.2015