ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق رئيس المخابرات الجوية للنظام
أصدر النائب العام الألماني بيتر فرانك، اليوم الجمعة، مذكرة توقيف دولية بحق مدير إدارة المخابرات الجوية بالنظام السوري، اللواء جميل حسن، المسؤول عن ارتكاب فظائع في معتقلات النظام، ومن بين أبرز الشخصيات تأييداً لقتل السوريين المعارضين للأسد.
ونقلت مجلة “دير شبيغل” الألمانية عن مصادرها في القوات الأمنية، أن المحققين الألمان يتهمون جميل حسن في “ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ومن بينها عمليات تعذيب واغتصاب وقتل قامت بها عناصر إدارة المخابرات بحق مئات المعتقلين السوريين خلال الفترة الممتدة بين ربيع عام 2011 وصيف عام 2013″، وقالت “دير شبيغل” إن “حسن كان على علم بالجرائم التي مارسها موظفوه”.
وأكدت المجلة الألمانية أن مبادرة السلطات الألمانية هذه هي “أول محاولة لمحاسبة مسؤول رفيع المستوى في الحكومة السورية عن الجرائم بحق المدنيين”.
وأشارت إلى أن “لدى المحققين في النيابة الفدرالية والمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألمانيين معطيات قدمها مصور عسكري سوري، ملقب بـ”تسيزار”، التقط صور جثث المعتقلين القتلى، بناء على طلب من النظام”.
بدورها نقلت وكالة “آكي (link is external)” الإيطالية عن رئيس المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية، المحامي السوري أنور البني، وصفه صدور مذكرة التوقيف الدولية بأنها “أول خطوة حقيقية لتحقيق العدالة للسوريين”.
وأوضح البني إنها صدرت بجهود الشهود، وبموجب الدعاوى التي قدمها أمامه بالتعاون مع المركز الأوروبي للدستور وحقوق الإنسان والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، مشيراً إلى أنهم بانتظار باقي مذكرات التوقيف بحق باقي المجرمين في سوريا وعلى رأسهم بشار الأسد، مؤكداً أنه “لن يكون هناك مأمن لهم بكل العالم”.
إلى ذلك، قال المحامي ميشال شماس لـ”آكي” “إنها بشرى سارة للشعب السوري على طريق العدالة للاقتصاص من المجرمين”، مؤكداً صدور هذه المذكرة بحق اللواء الحسن.
ونوه شماس أنه “استناداً إلى القضايا التي سبق أن قدمها المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أمام المدعى العام الألماني بالتعاون مع المركزين آنفي الذكر، وشهادات شهود أبطال قدموا شهادتهم القيّمة والمؤثرة بحق الذين أجرموا بحقهم”.
وأضاف “إنها خطوة تاريخية في سبيل تحقيق العدالة للسوريين، ومحاسبة المجرمين الذين لن يكون لهم مكاناً أماناً بعد الآن، ونعاهد بمواصلة ملاحقة كافة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتعذيب بحق الشعب السوري أينما كانوا”.
وكان الحسن في أول تصريح له لوكالة “سبوتنيك” الروسية في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 قد دعا إلى إبادة الشعب السوري، مستشهداً بأحداث حماة الدامية والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين.
وانتقد الحسن ضمنياً طريقة تعامل الأسد مع معارضيه رغم كل العنف الذي وجهه لهم، وطالب الحسن بمزيد من “الرصاص والنار” ضد الثائرين على النظام.
ويُعتبر فرع المخابرات الجوية الذي يقوده الحسن، من أشد فروع المخابرات التابعة للنظام ارتكاباً للانتهاكات بحق المعتقلين السوريين، حيث تسبب باستشهاد المئات في أقبيته، ووفقاً لمصادر حقوقية، ويعتبر حسن متورط بشكل كبير في عدة جرائم إنسانية خاصة في ضواحي مدينة دمشق ودرعا.
alsouria