“إقليم كردستان” ينوي حسم الحدود التي رسمتها قوات البيشمركة بدمائها في الموصل
يكيتي ميديا
حذّر مسؤولون محليون في نينوى، من نشوب صراع مع إقليم كردستان على الحدود الإدارية في المحافظة، بعد القضاء على «داعش»، وحمّلوا الولايات المتحدة مسؤولية ضمان الاستقرار، وقالوا إن الإنقاسامات السياسية أضعفت مجلس المحافظة.
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، قال خلال مقابلة مع «إذاعة صوت أميركا»، إن «إقليم كردستان ينوي حسم قضية حدوده التي رسمتها قوات البيشمركة بدمائها بعد طرد داعش من الموصل»، بالتزامن مع إعلان وزارة «البيشمركة» رفضها الانسحاب من المناطق المتنازع عليها.
وقال النائب عن نينوى محمد نور العبد ربه لـ «الحياة»، إن «واشنطن تتحمل مسؤولية نشوب أي صراع أو أزمة في المحافظة بعد تحريرها، ولن تستطيع البيشمركة والجيش العراقي السيطرة على المناطق المحررة، من دون التحالف الدولي، خصوصاً أميركا التي لها دور كبير في رسم السياسة المستقبلية للحكومتين الكردية والاتحادية، وهي تقدّم الدعم إلى الحكومتين، وباستطاعتها أن تقرر مصير الحدود الإدارية في حال وجود محاولة لإعادة رسمها». وأضاف: «من المبكر الحديث عن هذا الأمر، ولا ننكر جهود البيشمركة في محاربة داعش، لكن ذلك لا يعني أن تضم مناطق حررتها الى الإقليم لأنها ستخلق أزمة سياسية كبيرة في البلاد». وزاد أن «وضع الحكومة الاتحادية يثير الهواجس فهي لا تحظى بقبول شعبي، والشارع الموصلي قلق مما قد يحصل خلال عمليات التحرير، إضافة الى المخاوف السياسية القائمة من مطالب تقسيم المحافظة في محاولة لزرع فتنة مستقبلية، عبر دفع الأقليات إلى المطالبة بالتقسيم، على رغم أن مناطقها تشكل تنوعاً عرقياً ودينياً وقومياً، في حين لم نسمع دعوات إلى الوحدة الوطنية».
إلى ذلك، قال عضو مجلس المحافظة عبدالرحمن الوكاع لـ «الحياة»: «من المبكر الحديث عن ترسيم الحدود، طالما الهدف حالياً هو تحرير الموصل، وسيأتي الوقت المناسب لحسم الخلافات على المناطق المتنازع عليها، فحدود المحافظة مكفولة في الدستور، وحمايتها هي مسؤولية الحكومة الاتحادية التي عليها عقد حوار مع إقليم كردستان». وأوضح أن «المشكلة متعلقة بالحكومة الاتحادية أكثر من كونها مشكلة مجلس المحافظة»، وأضاف: «لسنا قلقين من حملة تحرير الموصل لأنها ستحسم بطرد داعش، بقدر قلقنا من مرحلة ما بعد التحرير، والتساؤلات المطروحة هي عن مدى قدرة الحكومة المحلية على إدارة المهام ومدى استعداد المركز لتقديم الدعم، والشك قائم حول قدرة المحافظة على إدارة الملفات الشائكة وسط التنوع السكاني، وهي أساساً تعاني التخبط في إدارة ملف بضعة آلاف من النازحين».
وشدد الوكاع على «ضرورة تحديد الجهة التي ستدير الدفة وآليات الإدارة»، وعن الموقف الأميركي من هذه الهواجس قال: «في لقائنا مع المسؤولين الأميركيين والبريطانيين، أكدوا رغبتهم في إعادة دور نينوى الحقيقي في العراق والمنطقة عموماً، لكن الأطراف المحلية تفتقر إلى التنظيم لتطبيق هذه الرؤية، وعلينا أن نأتي بمن يستطيع تولّي هذه المهمة».
الحياة