إيران ترسل اللاجئين الأفغان للقتال مع الأسد والموت مقابل المال
تجند إيران اللاجئين الأفغان الذين يعيشون على أراضيها للقتال في سورية إلى جانب نظام بشار الأسد، معتمدة بذلك على دافعين، الأول مادي عبر تقديم رواتب شهرية لهؤلاء، والثاني ديني حيث تزعم طهران أن المقاتلين سيذهبون إلى سورية لحمالة المزارات الدينية الشيعية في دمشق.
ويذكر تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية وترجمته “السورية نت”، أن المقاتلين الأفغان المنضوين في لواء “الفاطميين” يشكلون ثاني أكبر قوة عسكرية أجنبية تقاتل إلى جانب الأسد بعد ميليشيا “حزب الله”، ويضيف التقرير أن هؤلاء كانوا لاجئين في الأراضي الإيرانية.
ويشير التقرير نقلاً عن وكالات إيرانية أن ما لا يقل عن 200 جندي من “الفاطميين” قتلوا في سورية منذ بدء تدخلهم العسكري إلى جانب الأسد. ويكشف ذلك زيف ادعاءات إيران في أنها تشارك بالحرب السورية عبر مستشارين عسكريين فقط.
مدينتان للتجنيد
تعتبر مدينتا قم ومشهد الإيرانيتين من أهم مراكز تجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى سورية، حيث يعيش في هاتين المدينتين العدد الأكبر من اللاجئين الأفغان الذين يتم تجنيدهم بشكل يومي، فمدينة مشهد تقع على بعد ثلاث ساعات فقط بالسيارة من الحدود مع أفغانستان، وهي ثاني مدينة من حيث عدد السكان في إيران.
وتقبل إيران الأفغان ممن هم دون سن 18 شريطة أن يحضروا إذن كتابي من والديهم، حسبما ذكرت “الغارديان”. وتشير الصحيفة إلى مقتل مقاتلين أفغان صغار في السن بسورية، أحدهم قتل هذا الخريف ويبلغ من العمر 16 عاماً. وتبيّن أن المكان الذي يسجل فيه اللاجئون بشكل يومي هو مسجد “أبو الفضل” في منطقة “غلشهر” شرق مدينة مشهد، حيث يعيش معظم الفقراء الأفغان هناك.
وتقول “الغارديان”: ” في صباح خريفي في هذا العام، اصطف نحو 50 أفغاني في المسجد الباهت الذي يفتقد قبته ومأذنته التي تزين بعض أكثر المساجد تألقاً في البلاد، ليسجلوا أسمائهم على القائمة. والمتطلبات بسيطة، فعلى الراغب إثبات أنه أفغاني وأعزب أو قاصر ويملك موافقة من والديه”، مشيرةً أن إيران تطلق على قتلاها في سورية اسم “المدافعون عن الضريح المقدس”.
استغلال
ويقول مجتبي جلالي وهو لاجئ أفغاني مولود في إيران ووصل مؤخراً إلى أوروبا إن “ما تقوم به إيران استغلال للضعفاء”. وعلى الرغم من أن جلالي قد ولد في إيران، إلا أنه لم يتمكن من حمل الجنسية الإيرانية، وكذلك كل طفل أفغاني ولد هناك. حيث يواجه الناس أمثال جلالي صعوبات جمة في مواصلة تعليمهم، والحصول على حسابات مصرفية وعلى أوراق لمغادرة البلاد، أو الحصول على عمل في إيران.
ويعتبر جلالي أن إيران تخوض حرباً من أجل شخص آخر، في إشارة لرأس النظام في سورية بشار الأسد”، ويقول: “اللاجئون الأفغان في إيران هم من يدفع ثمن دعم طهران للأسد ويتم الكذب عليهم حول الدوافع الحقيقية. فهي ليست دينية، بل سياسية. وبدلاً من حماية لاجئيها، إيران تستخدمهم (للقتال)”
ووفقاً لجلالي، معظم الأفغان الإيرانيين والذين هم أيضاً شيعة، لا يتوجهون إلى سورية للمخاطرة بحياتهم على أسس دينية، ولكن بسبب الفوائد المالية والاستقرار الذي ستجلبها مشاركتهم لهم ولأسرهم. وتلفت “الغارديان” إلى أنه تم تسجيل مليون لاجئ أفغاني في إيران ولكن الدولة تستضيف مليونين آخرين على الأقل بطريقة غير قانونية.
وتم إنشاء لواء “الفاطميين” في إيران بعد بداية الثورة السورية بمساعدة من اللاجئين الأفغان الذين تعاونوا سابقاً مع إيران، لا سيما قبل الغزو الأمريكي للعراق في عام 2001. وعلى الرغم من عدم وضوح عدد أعضاء اللواء، فقد رُفع مستواه من لواء إلى قسم عسكري في وقت سابق من هذا العام، والذي من المفترض أن يكون عدد أفراده بين 10,000 إلى 12,000. وقد ذكرت وكالات إيرانية أن قائده، رضا توسلي قد قتل في سورية الشهر الماضي، وليس من الواضح من حل محله.
وحول الخسائر الكبيرة التي منيت بها إيران مؤخراً في سورية، يعتبر تقرير الصحيفة أن ذلك يدل على مدى استعداد إيران للذهاب بغية الحفاظ على نفوذها الاستراتيجي في البلاد. ويقول الخبير في القوة العسكرية الإيرانية “مراد فيسي” لـ”الغارديان”: “لقد أحدثت المشاركة الأفغانية فرقاً كبيراً بالنسبة لإيران وهم الآن يوفرون المساعدة لإيران أكثر من أي مجموعة أخرى باستثناء حزب الله”. ويتم نشر الأفغان لأغراض القتال، مع أن القليل منهم يحتفظون بأدوار استشارية عليا”.
وتختم الصحيفة البريطانية تقريرها بتصريحات للاجئ جلالي يقول فيها: “لقد كنت أسمع يومياً عن اللاجئين الأفغان الذاهبين إلى القتال من أجل إيران وبشار الأسد في سورية وقد كان هذا سؤال كبير في ذهني. لماذا كانوا يذهبون؟”. ويتذكر: “كل أسبوع، كنت أرى جثث نحو 10 إلى 15 شاباً تجري إعادتها ليتم دفنها في مدينة مشهد. لقد أساءت السلطات الإيرانية استخدام كلمة شهيد كلما وحيثما ناسبهم استخدامها. مرة أخبرني لاجئ أفغاني خاض الحرب في سورية من أجل إيران، وهو صديق لي، بأن مشارح طهران مليئة بجثث الذين قتلوا في سورية”.
من الصحافة العالمية