اتفاقٌ حذِرٌ.. وخوفٌ من التفاصيل
إسماعيل رشيد
باعتقادي هذا كان المتوقَّع من الاتفاق بين روسيا وتركيا ، وكلّ طرفٍ لن يجازف بخطواتٍ أحاديةٍ ،و سيتحرّكون عبر وكلائهم إذا اقتضت الضرورة ، محور آستبانة مهدّدٌ في ظلّ التأكيد الأمريكي مؤخّراً بأنّ الحلّ السوري يكمن في جنيف فقط ، ناهيك عن قواعد الاشتباك المباشر بين روسيا و تركيا ، يبدو أنّ اتفاقية أضنة مع دمج سوتشي قد فرضت إيقاعها على اجتماع الرئيسين ، وغياب إيران سيجعل الاتفاقية ( الهشة أصلاً) عرضةً للانهيار في أيّ لحظةٍ … أعتقد رجحان الاتفاقية يميل لمصلحة روسيا ، فلم يتمّ الحديث عن نقاط المراقبة التركية ولا خط M 5 و التأكيد على وحدة الأراضي السورية ، ومحاربة الإرهاب ، فكلّ هذه النقاط تصبّ لمصلحة روسيا والتي تعني حليفها النظام .
هناك تناغم تركي للموقف الأمريكي بين سطور الاتفاقية (الحلّ السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254) أي وفق مرجعية جنيف، بمعنى فرض إراداتٍ خجولةٍ بعيداً عن إعلان الفشل.
بالمختصر الاتفاقية تجاهلت الخوض بالتفاصيل لعوامل ومحدّدات تخصّ كلّ طرفٍ.
من جانبٍ آخر روسيا تستغلّ توتّر العلاقات التركية -الأوربية – الأمريكية وتحاول الضغط باتجاه (تغيير التوازن)، وتركيا التي يعيش على أراضيها أكثر من ثلاثة ملايين لاجئٍ سوري، و فقدت الأمل بدخول الاتحاد الأوربي، فأنها لن تخرج صفر اليدين من سوريا، وستسعى لفرض تواجد نفوذها في شرق المتوسط وشمال أفريقيا، والمرحلة المقبلة ستحمل المزيد من المفاجآت والتراجيديا في طبيعة العلاقة بين الطرفين.