استمرار ENKS في اطر المعارضة إساءة للشعب الكردي
بدران مستو
لم يكن غريباً عندما انضم المجلس الوطني الكردي إلى الائتلاف الوطني ,على أساس التوافق على الحد الأدنى تجاه معالجة القضية الكردية في سوريا بشكل خاص ,والقضايا الوطنية السورية بصورة عامة ,على أمل أن تتطور تلك الرؤى المشتركة نحو الأفضل في المستقبل ,لكن الغريب في هذا الأمر أن يستمر ENKS في صفوف هذه المعارضة العنصرية حتى الآن ,بعد أن اقصيت القضية الكردية من برامجهم ,ومن ثم على طاولة المفاوضات في جنيف ,وإتباعهم جملة من الممارسات ,والمواقف الشوفينية تجاه الشعب الكردي ,وقضيته العادلة منها :
ـ ضعف تمثيل ENKS في الهيئة العليا للمفاوضات ,وفي اللجان المنبثقة عنها ,وتجاهل الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في رؤيتها السياسية.
ـ تجاهل مطالب الشعب الكردي في مؤتمر لندن ,وفي وثيقة الاطار التنفيذي للحل السياسي على الرغم من مطالبة المجلس بضرورة تعديلها ,وتضمينها لتلك المطالب.
ـ تفرد الائتلاف في اصدار بيانات سياسية عديدة بخصوص الشأن الكردي ,دون مشاركة أو اطلاع ENKS ,على الرغم من معارضتها ,ورفضها لهذا الأسلوب مراراً ,لكن من دون أية جدوى ,مما أفقدها حضورها ومصداقيتها.
ـ استمرار التصريحات والمواقف العنصرية والعدوانية بين لحظة وأخرى ,من قبل العديد من قادة هذه المعارضة ,ليس بحق الشعب الكردي في سوريا فحسب ,بل طالت حتى رموز الشعب الكردي وقضيته في الأجزاء الأخرى من كردستان.
ـ الهيمنة التركية على الائتلاف ,ومصادرتها لتوجهاتها السياسية لتواكب اجندتها المعادية للشعب الكردي وللتحول الديمقراطي الحقيقي في سورية.
ـ ارتكاب الكتائب الإسلاموية التابعة للهيئة العليا للمفاوضات ,تجاوزات واعتداءات عسكرية متكررة على أبناء الشعب الكردي في منطقة عفرين وغيرها ,حتى أنها لجأت إلى استعمال الأسلحة الكيماوية ضد سكان حي الشيخ مقصود ,وهذا ما يحشرها مع خانة القوى الإرهابية الأخرى ,مثل داعش والنصرة والحشد الشيعي وغيرها.
ان هذه المعارضة القومجية لم تقبل في البداية حتى بعضوية ENKS في الائتلاف ,إلا بعد ضغوط مارستها دول غربية معينة ,جاء ذلك لا سواد عيون الشعب الكردي ,بل لترجيح كفة الأصوات المنادية بالمشاركة في مؤتمر جنيف2 ,لأن غالبية القوى المؤتلفة فيها حينها ,كانت ترفض مبدأ خيار التفاوض السلمي مع النظام ,وانطلاقاً من هذه الواقعة الثابتة ,فإن هذه القوى لم تجد يوماً في ENKS شريكاً فعلياً لها ,بقدر ما وجدت فيها وسيلة لإضفاء الشرعية على إطارها المهلهل كممثل لكافة مكونات الشعب السوري.
وقد تجاهلت هذه المعارضة وبشكل مقصود انتقادات وملاحظات الموجهة لها ,لتصحيح رؤيتها من القضية الكردية وإدراجها في مفاوضات جنيف ,ومعالجة غيرها من المسائل الإشكالية ,أي أنها بالأحرى تخلت عن القضية الكردية ,وهي بذلك سوف تتحمل مسؤولية ما سيترتب على هذا التجمع الوطني المشترك من تصدعات وانهيارات ,جراء عقليتها الشوفينية والإقصائية ,وسياساتها الراضخة لإملاءات بعض الدول الإقليمية.
اعتقد أن استمرار ENKS ضمن اطر المعارضة (الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات) ,وهي في حالة الإلغاء والتهميش ,لا يقبله العقل ولا المنطق السياسي السليم ,فاستمراره يعني الإساءة للشعب الكردي ولقضيته العادلة ,وبالتالي بات ضرورياً أن ينتفض المجلس عن نفسه في مؤتمره الرابع ,ويتخذ قرار فك ارتباطه التنظيمي مع المعارضة ,والبدء بمرحلة جديدة من العمل الجاد ,والسعي نحو تحقيق هدفين أساسيين وعلى جبهتين في آن واحد :
الأول ـ استثمار المجلس الوطني الكردي لعلاقاته الدبلوماسية والسياسية مع التيارات والشخصيات الديمقراطية في المعارضة السورية ,ومع الدول المؤثرة في الملف السوري ـ امريكا وروسيا وأوربا ـ من أجل القبول بتمثيل الشعب الكردي في كتلة مستقلة ,وجواز مشاركتهم إلى جانب أطراف المعارضة الأخرى في المنابر والمحافل الدولية المتعلقة بالأزمة السورية.
الثاني ـ صياغة مشروع جديد لترتيب البيت الكردي ,وفق الحد الأدنى من التوافقات والتفاهمات ,واعتباره كضرورة تاريخية وموضوعية ,وكواجب أخلاقي وقومي ,يقع على عاتق كل الأطر ,والقوى الكردية لتبذل كل ما بوسعها من تضحيات وتنازلات ,من أجل التلاقي وتوحيد الصفوف ,لأن الأحداث التاريخية اثبتت دائماً أنه لا يوجد أصدقاء للكرد سوى الكرد انفسهم.
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي Yekiti Media