اضطراب التوحد ( Autism ) التوحد أو الذاتوية
شيندا وليد حاج عبدالقادر
يعدّ مرض التوحد أو الذاتوية كواحدٍ من مسبّبات اضطرابات النمو ، وهو حالة سلوكية عصبية معقدة ، تتسبّب بضعفٍ في التفاعل الاجتماعي ومهارات الاتصال والتطور التنموي جنباً إلى جنبٍ مع السلوكيات الصارمة والمتكرّرة ، وما يميّز هذا المرض أنّ الآباء يلاحظون علامات التوحد خلال السنوات الثلاثة الأولى من حياة الطفل ، وهي تتطوّر تدريجياً ، وبعض الأطفال لايتفاقم معهم الطيف ، ومن أهم أعراض التوحد :
١ – قد يُصاب الطفل المصاب بحساسيةٍ شديدة من الأصوات واللمسات أو الروائح والمعالم التي قد تبدو طبيعية للآخرين .
٢ – يُصاب الأطفال المصابون بالتوحد بمحركات نمطية متكرّرة للجسم مثل السرعة والهزاز أو رفرف اليد .
٣ – قد يكون لدى المصابين ردود غيرعادية على الأشخاص أو مرفقات الأشياء أو مقاومة للتغيير في روتينهم أو سلوك عدواني وحتى إيذاء النفس .
٤ – قد يبدون في بعض الأحيان وكأنهم لا يلاحظون الأشياء والأشخاص والأنشطة المحيطة بهم .
٥ – بعضهم يعاني من الضعف المعرفي إلى حد ما .
٦ – قد يعانون من مشكلاتٍ في مناطق معينة ، وخاصةً القدرة على التواصل مع الآخرين .
٧ – قديكون لديهم مهارة مطوّرة بشكلٍ غير عادي في مجالات أخرى مثل الرسم والموسيقى . وقد أجمع غالبية المتعاملين مع سايكولوجية الطفولة وفي تعليل أسباب مرض التوحد ، وترى غالبية الآراء على أنّ أسباب مرض التوحد لاتزال مجهولة ، ولكن لوحظ وجود عوامل تؤدّي لزيادة احتمالية الإصإبة بالتوحد ومنها :
١ – اضطراب أو اعتلال بعض الجينات ، ومنها ما يكون موروثاً من الآباء أو يظهر بشكلٍ تلقائي .
٢ – تعرّض الأم الحامل للأدوية والمواد الكيميائية مثل الكحول والأدوية .
٣ – تقدّم عمر الأبوين عند الإنجاب .
٤ – معاناة الحامل من تغيرات أو اضطرابات في عمليات الأيض كالسمنة والسكري
٥ – الإصابة بمشكلة بيلة الطفل كيتون وعدم علاجها وهي اضطراب في التمثيل الغذائي الناتج عن عدم وجود أنزيم معين .
٦ – الإصابة بالحصبة الألمانية .
وفي موضوعة علاج اضطراب التوحد وللأسف لا يوجد للآن علاج موحد لاضطراب التوحد ، ولكن يتوفر هناك العديد من الطرق المساعدة لزيادة قدرة الطفل على النمو واكتساب مهارات جديدة والتي تشمل العلاجات مايلي :
١ – تصحيح السلوك والتواصل .
٢ – التدريب على المهارات .
٣ – تعلّم تكوين صداقات وتقبّل الآخرين .
٤ – إضافة للأدوية الَمستخدمة للسيطرة على الأمراض وقد يمكن أو تصل فاعلية العلاج والتشخيص المبكرين إلى مرحلةٍ فعّالة حيث يستطيع الطفل فيها الالتحاق بالمدارس الملائمة وكذلك من أبرز العلاجات :
– علاج النطق ، ومعها العلاجات الدوائية حيث تساهم في علاج بعض السلوكيات مثل العدوانية .
– التحليل السلوكي التطبيقي والذي يهدف إلى تغيير السلوك بشكلٍ منهجي بالاعتماد على مبادئ التعلّم .
– العلاج الوظيفي والذي يُستخدم للمساعدة في تعليم المهارات الحركية الدقيقة كارتداء الملابس وخلعها والأكل بأدوات الطعام .
وعن كيفية التعامل مع أطفال التوحد ؛هناك مجموعة من القواعد حول كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد ومنها ما يأتي :
١ – تعلّم الصبر في التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد .
٢ – تعليم الطفل كيفية التعبير عن غضبه دون أن يكون عدوانياً .
٣ – يجب على الأهل إظهار الحب والاهتمام للطفل .
٤ – الحرص على التصرف بايجابية ، وذلك لأنّ أطفال التوحد يستجيبون للتصرف الإيجابي .
٥ – الحرص على تجاهل سلوك الطفل المزعج الذي يهدف لشدّ الانتباه وُينصح بالتحدث مع الطفل عن السلوك الجيد ومكافأته .
وخلاصة القول هنا : لقد شهد مجتمعنا إجمالاً بالفترة الأخيرة كثرة في حالات التوحد وزيادتها نتيجة لعدم الوعي التام بهذا الطيف والاضطراب و لقلة تركيز مجتمعاتنا على الجوانب النفسية عند الطفل ، وكذلك ومما تمّ ملاحظته من خلال المتابعات ، هو خجل الأهل من طفلهم ومن سلوكياته التي يقوم بها ، وأيضاً حتى عدم متابعة وضع الطفل عند إصابته بهذا المرض ، مكتفين بإبقائه بالمنزل وعزله عن الناس ،حتى لاتتسبّب لهم سلوكياته بالخجل ، لابل أنّ بعض العائلات يعنّفون أطفالهم كنتاجٍ لقلة المعرفة والوعي بهكذا شريحة ، ولا يدركون مطلقاً بأنها مرض مثل غيره من الأمراض ، وبالرغم من كلّ هذا التقصير الذي يبديه البعض من الأهالي ، وكذلك الجهود القليلة التي كانت تبديها الجهات الرسمية ، والأهم حالات عدم الاستقرار المجتمعي وخاصةً في بلدان المنازعات والحروب والاضطرابات السياسية ، إلى أنّ هذا الأمر أخذ يتحسّن ، ولوحظ التوجه نحو افتتاح مراكز متخصصة ومدارس خاصة للمصابين بالتوحد وكمثالٍ : فعلى مستوى إقليم كُردستان هناك مركز حكومي للمصابين بالتوحد في مدينة أربيل ، وكذلك هناك مراكز أهلية خاصة تقدّم نشاطات ومهام خاصة للأطفال الذين يعانون من هذا الطيف ، بوجود وإشراف كوادر مختصة ، وأخصائيين في هذا المجال لوضع فعاليات ونشاطات خاصة بهم وأساليب للتعامل معهم
…..
# باحثة اجتماعية بمنظمة tdh مختصة بحماية الطفل
• المراجع : دراسات وأبحاث متعددة من الإنترنت وإن كان الأغلب من موقع المرجع الطبي ( WebMD 2021 WebMD,llc