الأكراد يشتكون العقلية الإقصائية
يكيتي ميديا
لطالما شعر الأكراد بخصوصية تعامل معها النظام السوري بعنصرية فاقعة، لكنها لم تسلم أيضًا من بعض المعارضين الذين يتعاملون مع القضية الكردية بنظرة مشابهة.
إيلاف من لندن: اعتبر القيادي الكردي زارا صالح في تصريح لـ”إيلاف” أنه “دأب بعض الباحثين على الاساءة للشعب الكردي متجاهلين تاريخه”، وأضاف: “عندما تطغى النزعة الشوفينية – العنصرية ممتزجة بالقومجية يفقد الشخص بوصلته الانسانية”.
وتابع: “نحن لا نتحدث فقط عن الوطنية فيغدو قاطعاً في أحكامه ونمطيا شوفينيا في تفكيره ومزورا للتاريخ والحقائق، وهذا هو حال من يدّعي البحث زوراً وبهتانا، ويترأس مركزا للدراسات وحقوق الإنسان خاصة في قضية الشعب الكردي”.
وكان ميسرة بكور، رئيس مركز الجمهورية للدراسات السورية، قد قال في ندوة عرضت على احدى القنوات العربية: “إن مدينة ديار بكر عربية والسوريين لن يسمحوا للأكراد بإعلان دولة فيها، وإن الكرد ليس كلمة جامعة، وهي لا تشير الى مجموعة محددة، وأن أكبر كذبة في التاريخ هي القومية الكردية، فالكرد ليسوا قومية حتى يطالبوا بفيدرالية”، بحسب ما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي.
ثقافة بعثية
وقال صالح: “بداية أحيل صاحبنا على الله عز وجل، الذي خلقنا جميعاً شعوبا وقبائل ومنهم الكرد والعرب وغيرهم من البشر ولم يميز بينهم، ثانياً يبدو من كتاباته انه وريث ثقافة بعثية – تكفيرية اقصائية وخير من انتهل من مدارس البعث ومعلميه مثل منظر حزب البعث عندما كان يقول عن الكرد (الأكراد العرب السوريين)”.
ورأى أنه قد تفوق التلميذ هنا، “حيث يعتبر الكرد عربا في أصولهم ويلغي حتى القومية الكردية من القاموس وينصب نفسه عالم تاريخ واجناس وجغرافية معا في مقاربة ساذجة لشخص يبين مدى جهله عندما يحاول تشويه التاريخ بهذا الشكل، وهنا سوف أحيله على مؤرخين أجانب ثم أنصحه بقراءة التاريخ أولا، لأن الكرد موجودون على أرضهم التاريخية كردستان منذ قدم التاريخ وقبل تشكل العراق وسوريا حديثاً”.
وأشار صالح الى أن “المؤرخ ديفيد ماكدويل يقول: الأكراد هم خليط من شعوب الهوريين والميتانيين والسوباريين والميديين، والباحث سيدني سميث اعتبر السوباريون هم الهوريين أنفسهم الذين حكموا في القرن الثامن عشر قبل الميلاد حتى منطقة غرب الفرات، ولا يزال ضريح النبي هورو موجودا في منطقة عفرين الكردية. المملكة الهورية الميتانية اثارها موجودة قرب راس العين وكانت عاصمتهم (اشي كاني) في القرن السادس عشر قبل الميلاد”.
و شدد على أن “هناك الكثير من الحقائق في كتب التاريخ فقط، أي أن الأكراد يعيشون منذ آلاف السنين على ارضهم ولهم لغة وثقافة وتاريخ مشترك وشعور قومي يجمعهم ولغتهم هندو – اوروبية ويعتزون بها وبانتمائهم إلى قوميتهم وخدموا الانسانية كثيراً كما خدموا دينهم الاسلامي”.
ولكنه قال: “يبدو أن بعض الباحثين وفق عقلية البعث العروبي الممتزج بفكر داعشي تكفيري ومن شدة حقده على الأكراد ايضاً يرى كما فعل البعث عندما قام بتعريب البشر والحجر وغيّر اسماء المدن والقرى الكردية وحتى في فترة لم يسمح بتسجيل الاسماء الكردية للولادات الجديدة بقصد الصهر في بوتقة العروبة”.
وأعرب القيادي الكردي عن استيائه “حيث ذهب الباحث حتى الى مدينة (امد) اي دياربكر في كردستان تركيا واعتبرها عربية، متناسيا قبل كل شيء انه تنازل عن لواء اسكندرونة والجولان وغيرهما فقط لانها مناطق كردية اقصد دياربكر هنا ويدعي عروبة وفكرا قومجيا على غرار دكتاتوريات مثل صدام والاسد في شعارات جوفاء محاولا القفز فوق التاريخ”.
فشل الثورة
وقال: لعل ظهور هكذا نموذج “ممن يدعون المعارضة لنظام الأسد احد اهم اسباب فشل الثورة لانهم تجاوزوه حتى عندما جمعوا بين دكتاتورية النظام وفكر ديني تكفيري داعشي مع جبهة النصرة قاعدة يحاول اعادة انتاج نظام دكتاتوري باسم الثورة عبر تسلقها وهو ما جعل العالم يخاف البديل القادم ويمدد في مصير الاسد لان ما يطرحه من يدعون أنفسهم ثوارا يحملون ثقافة وفكرا انتقاميا لجهة الطائفية وكذلك عقلية عنصرية إلغائية لا تقبل سوى بطائفته وخلفية بلاد العرب أوطاني”.
وذكّر بأنه هناك من من الممكن أن نعتبره من أكثر المحرضين على تلك الثقافة الانتقامية ويحمل كل العلويبن وزر آل الأسد ويدعو للقصاص منهم كما دوماً يحرض بنفس شوفيني ضد الكرد و”هذا بحد ذاته فكر لا يختلف عن رؤية داعش حول مستقبل سوريا وهو عمليا يقسمها بفكره هذا عبر نظرية وتهديد وفرض اللون الواحد وحتما يفضلها اسود بلون الدولة الإسلامية سيفا ونحرا وهنا استغرب ادعاءه برئاسة مركز بحثي مهتم بحقوق الإنسان وبحكم ثقافته تلك فهو خير من يمثل احد جنود خلافة داعش مهنة”.
في المحصلة، قال: “يبدو أن هناك من يعيش خارج التاريخ والجغرافيا معا ولا يرى ما يحدث حوله الا عبر شرنقته القومجية الطائفية العنصرية وهذا ما جعله يعتمد منطق المهزومين ومزوري الحقائق عندما يشاهد انتصارات الكرد في كل من العراق وسوريا وقرب انتهاء العمل باتفاقية سايكس- بيكو وان مشروع التغيير في المنطقة ستكون الدولة الكردية احدى استراتيجيتها الأساسية لانه حق طبيعي للكرد شرعته القوانين السماوية وحقوق الإنسان قبل أن يمتلك صاحبنا حق شطب الاخرين من خريطة العالم الا اذا كانوا عربا”.
ورأى أننا “لا يمكن أن تبنى الأوطان بهكذا ثقافة وعقلية، وسوريا الغد ستكون لجميع من يؤمن بالعيش المشترك ويقر حقوق الجميع في اطار فيدرالي اتحادي وحق جميع المكونات في تقرير مصيرهم، وعدا ذلك فان التقسيم قائم سلفاً، وسوف يرسخه امثال السيد ميسرة بكور وكل من ركب سلمية الثورة وحاول استغلال دماء السوريين لمشاريعه الحزبية او الطائفية”.
إيلاف