الإمارات تنشر طائرات «إف 16» في الأردن وتستأنف عملياتها الجوية ضد «داعش»
أعلنت الإمارات، أمس، تمركز سرب من الطائرات المقاتلة «إف 16» للقوات الجوية الإماراتية في الأردن، وذلك بتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حيث أمر الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتمركز المقاتلات الجوية.
وقالت الإمارات إن ذلك يأتي تعبيرا عن وقوف دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا إلى جانب الأردن على مختلف الأصعدة والميادين، وتأكيدا لتضامنها الثابت والمتواصل مع الأردن ولدوره الطليعي وتضحياته الجسيمة لصالح أمن المنطقة واستقرارها، التي جسدها الشهيد البطل معاذ الكساسبة، ودعما للمجهود العسكري للقوات المسلحة الأردنية «الجيش العربي» الباسلة ومشاركتها الفاعلة في التحالف الدولي ضد «داعش» الإرهابي المتوحش الذي أظهر للعالم بشاعته وانتهاكه لكل القيم الدينية والإنسانية بارتكابه جرائم نكراء فضحت ادعاءاته، وحركت في نفوس أبناء الشعوب العربية مشاعر الغضب والاشمئزاز، حسبما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وتنبع المبادرة الإمارات وفقا للبيان الصادر أمس، لدعم الموقف الأردني الرسمي والشعبي من إيمان عميق بضرورة التعاون العربي من أجل استئصال الإرهاب فعلا وقولا، وتعزيز أمن واستقرار ووسطية الأمة، عبر التصدي الجماعي والفاعل لهذه العصابات الإرهابية وفكرها الضال وممارستها الوحشية.
إلى ذلك أخطرت الإمارات حليفتها الولايات المتحدة بأنها تعتزم استئناف مشاركتها في الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، حسبما صرح به مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس.
ووفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» جاء تصريح المسؤول في وزارة الخارجية، الذي طلب عدم الكشف عن هويته التزاما بقوانين الهيئة، للصحافيين عقب اجتماع بين جون كيري وزير الخارجية الأميركي، ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، وعدد من الدبلوماسيين البارزين من 5 دول عربية أخرى في الخليج.
وأكد مسؤولون إماراتيون «التزامهم بالمشاركة في التحالف»، وأشاروا إلى وجود أنباء سارة بشأن مسألة الرحلة في غضون الأيام القليلة المقبلة، على حد قول المسؤول الأميركي.
وكانت الإمارات الحليف العربي المهم في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الرئيسي في الحرب ضد تنظيم داعش، علقت غاراتها الجوية ضد الجماعة المتطرفة، في إشارة إلى مخاوف بشأن سلامة الطيارين بعد أسر الطيار الأردني الذي أعلن المتطرفون أنهم أحرقوه حيا، حتى الموت، وفق ما أفاد به المسؤولون الأميركيون.
وكانت الإمارات قد طلبت من وزارة الدفاع الأميركية تحسين جهود البحث والإنقاذ، ومن بينها استخدام طائرة «في – 22 أوسبري» ذات الأجنحة متغيرة الاتجاه، في شمال العراق، بالقرب من ساحة القتال، بدلا من إسناد تلك المهام في الكويت.
وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن الطيارين الإماراتيين لن يعاودوا القتال حتى نشر طائرات «في – 22 أوسبري»، التي تقلع وتهبط مثل المروحيات ولكنها تطير مثل الطائرات العادية، في شمال العراق.
وبحسب المسؤولين، أخطرت الإمارات القيادة المركزية الأميركية بقرار تعليق الطيران القتالي من جانبهم، وذلك عقب أسر الملازم أول معاذ الكساسبة من القوات الجوية الأردنية، حينما أسقطت طائرته بالقرب من الرقة، في سوريا. وقال مسؤول عسكري أميركي بارز إن متطرفي تنظيم داعش اعتقلوا الملازم الكساسبة بعد دقائق من سقوط طائرته، وأضاف: «لم يكن لدينا وقت للتدخل».
ولكن مسؤولين في الإمارات سألوا الجيش الأميركي ما إذا كانت فرق البحث والإنقاذ يمكنها الوصول إلى الملازم الكساسبة حتى مع توافر الوقت لفعل ذلك، كما صرح مسؤولون في الإدارة.
الشرق الأوسط