آراء

الاعتقاد بالحل السياسي غير وارد في سوريا

خورشيد ملا احمد
يعتقد البعض بأنه مازال هناك أمل بحلول سياسية في سوريا , غير أن الحلول السياسية لاتتأتى بعد أن تتعقّد الامور من حيث تدمير الجزء الأكبر من البنية التحتية وتدمير المجتمع بأكمله من ناحية الحالة النفسية والتركيبة الاجتماعية وقتل وتهجير واعتقال مايزيدعلى نصف عدد سكان البلد وليس هذا فقط بل نشأت قوى ترفض أية تهدئة نسبية حتى ولوادّعتها لأنّ التركيبة التي تشكلت بها هذه المجموعات ما هي إلا على اسس تعميق االخلاف و المشاكل كمثل المجموعات الطائفية والمجموعات الإرهابية و التي تستخدم العنف, وكلّ هؤلاء منتشرون في سوريا بأكملها مع النظام الذي خلق كلّ ذلك هذا من جهة .ومن جهة أخرى عندما نتحدّث عن حلول سياسية . فهذه الحلول ستظهر بوادرها منذ البداية عندما انطلقت الشرارة الاولى التي نادت لاجل الحلول السياسية. ولكن النظام لم يكن يريد ولم يكن يود حل المسائل بالسبل الديمقراطية والسياسية . لأنه بالاساس عقلية النظام مبنية على استخدام القوة والعنف وهكذا بناء لا يقبل الحلول السياسية .
وعندما رفض الشعب هذه العقلية من النظام بعد عقود من الزمن أصبحت سوريا شيئا فشيئاً معرّضةً للتدخلات الخارجية التي عمّقت المشاكل أكثر فأكثر . لأنّ تدخل تلك القوى والدول الاقليمية لم يكن لأجل الحلول وإنما لتعميق المشاكل و توسيع الشرخ داخل سوريا جغرافياً واجتماعياً وذلك عن طريق كل واحد استخدم القوة التي هي بعيدة عن أية مسألة سياسية . كما أنّ الدول العظمى أصبحت تبحث عن مصالحها من خلق جبهتين متنافستين وكلّ جبهة بدورها تجعل أمور الحرب أكثر توسعاً وأكثر سيطرة على عقلية الشارع لأجل الابتعادعن الحلول السياسية . وكلّ الامور الاخرى التي تنادي بالمؤتمرات والاجتماعات السياسية ليس إلا شكل من أشكال دعم إحدى الجبهتين اللتين تعمّقان الحرب والمشاكل .
وعليه فسوريا أصبحت غير قادرة على الحلول السياسية . لا النظام الذي هوغير مستعد لهذه المسألة منذ بدايتها .ولا القوى المعارضة التي ولدت من رحم الجبهتين اللتيين عمقتا المشاكل ولا المجموعات المسلّحة التي قد خلقت أساساً ليس لأجل مواجهة النظام وإنما لتشتيت المجتمع وأمّا القوى الإرهابية التي وِلدت من الجبهتين ومن النظام أتت لخلق المرض السرطاني لقتل المجتمع .
معنى الكلام الأوضاع في سوريا سارية في منطق صراع القوى والعسكرة . الجبهتان لا تريدان حل المشاكل بالطرق السلمية لأجل مصالحها وحتى أن تحقتت مصالحها سيتركون الاوضاع هكذا مابين نظام ديكتاتوري يخدمهم وبين مجتمع غير راضٍ عن النظام . لأن الاستقرار ليس لصالحهم .
يبقى الحل بفوز قوة وطنية أو انتصارها في معركة الصراع ومن ثمّ تقوم بتهبئة المجتمع نحو حالة سلمية وسياسية . وهذه القوة في الوقت الحاضر غير موجودة .
بالمحصّلة إنّ المؤتمرات هي فاصل استراحة وقيلولة من النوم بعد الأكل الدسم من ذبح وقتل الابرياء إيذاناً يبدء الشوط الاخر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى