آراء

الانتخابات العراقية-الحسابات المؤجلة.

دوران ملكي
نظرة بإمعان إلى ما سبق من ازدياد في حدة التوتر بين الكورد والحكومات العراقية بعد تشكيل الحكومة التي تلي الانتخابات.ينتهي زمن الوعود لتبدأ فترة التنصل. تبدأ انبطاحية لحين تشكيل الحكومة لتتحول إلى دكتاتورية في فترة الارتكاز لتنهار على يد الكورد
مايخفيه الدستور العراقي بين ثناياه فتؤكد عظمة مهندسيها إبان الحكم العسكري الأمريكي إذ تم وضعه بحيث لا يستطيع اي طرف فرض هيمنته على الآخرين مهما كانت الظروف أو طبيعة المكونات وخاصة ان الوضع العام وصل إلى مرحلة التقسيم الفعلي إبان حرب الخليج الثانية ليصبح الدستور هو الفيصل والرابط والجامع لمكونات العراق
استطاعت القائمة الكردستانية في الانتخابات السابقة أن تلعب دور المقصلة للكثير من رؤساء الحكومات المتعاقبة وكانت هاجسهم ليبادروا بالتنازل تلو الآخر مقابل تشكيل حكوماتهم أماانتخابات 2018 لها تراجيديا أخرى إذ تأتي في ظروف معقدة تواكب تشكيل احلاف دوليه عمادها المصالح وتقاسم مناطق النفوذ في كلٍ من سوريا والعراق بعد انحسار الدولة الإسلامية منهما تحت ضربات قوات التحالف الدولي وتسارع أطراف أخرى إلی وضع اللمسات الأخيرة على جثمان هذا الغول الذي أرعب البشرية جمعاء حيث رافق انتشاره وزواله الدمار المطلق وحالة عدم استقرار في المنطقة بسب بقاء حاضنته إلى الآن واعتماد الدول ذات الشأن الحروب التطفليةوكلٌ اعتمد حليفاً أرضياً مما زاد من حدة التوتر
كذلك يعتبر الحدث الانتخابي الثاني بعد خروج القوات الأمريكية وتم دعم الجيش العراقي في مواجهة الإرهاب حتى بات في أحسن أحواله وتم تدعيمه بمليشيات طائفية واتفاق مع قوات البيشمركة بإشراف دولي لتتوج بمعركة تحرير الموصل وتطهيرالعراق من فلول داعش
وقد رافق نشوة الانتصار هذه تنامي النزعه الشوفينية العروبية بمرتكزات طائفية وأولى نتائجه هو التنصل عن الاتفاقات العسكرية إبان معركة الموصل ومطالبة الكرد بالانسحاب من المناطق المتنازع عليها بعد أن تنازلت حكومة المالكي عنها لصالح الدولة الاسلامية بغية توجيه الإرهاب الى كردستان
كما استغلت حكومة العبادي الوضع الدولي وصراعاتهم على مناطق النفوذ في سوريا والعراق ختى أخذ الضوء الأخضر وبمساعدة من أيران وتركيا تم الهجوم على كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها
كل هذا ساعد على زيادة الهوة بين الكورد والحكومة العراقية في ظل زيادة المد الأيراني في الخليج وسوريا انطلاقاً من العراق وازدياد الضغوط على الكورد بدلاً من تتويج انتصاراتهم مما دفع بالقيادة الكردستانية إلى الرد على هذه الهجمة بإجراء الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان
أما كردياً هي الأولى بعد نجاح استفتاء إقليم كردستان ونشوء صراع بين إرادة الكردايتي بزعامة الرئيس مسعود البرزاني وبقايا الجحوش الذين يحاولون عرقلة مسيرة الاستقلال من خلال الاستقواء بأعداء الكورد كعادتهم والسماح لهم بالتدخل في الشأن الداخلي الكردي وخاصة بعد خروج مام جلال من المعادلة السياسية وزعامة الاتحاد الوطني مما ترك فراغاً في وحدة الصف الكردي
ومما زاد من مخاوف الدول الإقليمية ذات الشأن هو الدعم الدولي الذي تلقاه الرئيس عسكرياً وسياسياً فدخلوا في مؤامرة مع ثلة من المتآمرين تم بموجبه الانسحاب من كركوك والمناطق المتنازع عليها لصالح الحكومة العراقية والحشد الشعبي بمباركة أيرانية وتركيه
تأتي هذه الانتخابات في ظروف كردية بالغة التعقيد إذ ستجري الانتخابات في ظل سيطرة الحشد الشعبي على كركوك والمناطق المتنازع عليها واستخدامهم الترويع والتهديد للمواطنين مما دفع بقائمة الديمقراطي الكردستاني إلى مقاطعة الانتخابات في محافظة كركوك على اعتبار أن المحافظة محتلة من قبل المليشيات الأيرانية
كما أن الانقسام والتشتت الكردي وبشكل خاص في صفوف الاتحاد الوطني مما قد يؤدي إلى تشكيل كيانات وكتل ستغرد خارج سرب الكرد مما ينتج عنه ضعف في الوسط الكردي وهذا ما كان يخطط له أعداء الكورد ولكن في نفس الوقت يبقى الحزب الديمقراطي الكردستاني بقوته التنظيمية والعسكرية والجماهيرية المتماسكة لتكون قائمته متصدرة في محافظات أربيل ودهوك والمناطق المتنازع عليهافي محافظة الموصل والتي تحمل الرقم 184وفي باقي محافظات كردستان وكل من حظي بدعم وتضحيات البشمركة في شنكال والموصل وسيكون انتصارها صفعة في وجه الذين يروجون بأن(الاستفتاء على استقلال كردستان أدى إلى خسائر كبيرة في المكتسبات)
الاستفتاء إنجاز كبير تحقق وخاصة في كركوك والمناطق المتنازع عليها مما زاد من حفيظة أعداء الكورد كظاهرة استباقية دستورية تعيد لهذه المناطق صبغتها الكوردستانية وهذا لا يزيد على الديمقراطي الكردستاني إلا قوة ومن المتوقع أن تحصل القائمة على مقاعد أكثر في محافظة السليمانية وحلبجة مقابل الضعف في القوائم الأخرى استناداً الى نتائج الاستفتاء وانهيار الفكر القومي لدى القوائم الأخرى وتبيان انبطاحية البعض منها وتبعيتها لأعداء الكورد والتنازلات التي قدمتها بانسحابها من كركوك قلب كردستان وتسليم مصير أهلها الى الحشد الشعبي مما أدى إلى تهجيرهم
ومن المتوقع أن تستحوذ القائمة على أصوات الناخبين في جميع المناطق انطلاقاً من المعطيات مما يؤهلها للحصول علی أكثر من 65في المائة من أصوات المقترعين في محافظات كردستان وبذلك يصبح رقماً دسستورياً لا يمكن تجاوزه ويحصل على مفتاح تشكيل الحكومة العراقيةبالتعاون مع الخيرين الكردمن باقي الكتل وخاصة ان الكردجميعهم مهددين من قبل الحشد الشعبي والدول الإقليمية مما يدفع بباقي الكتل إلى الانضواء تحت لواء قائمة الديمقراطي ليبدأ يوم الحساب وسيل التنازلات وزيارة الوفود إلی كردستان وسيقع كل من تعنجه وتكبر في شباك الكوردايتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى