التعليم المؤدلج يهدد مستقبل الأجيال الناشئة
عبد الرحمن حمي
الحجج والمبررات التي تقدمها الإدارة الذاتية في منعها تدريس مناهج التعليم السائدة وإغلاق الطريق أمام الطلبة الكُرد في تكميل تحصيلهم العلمي، على إنها مناهج النظام من ناحية، ووجوب تعليم أبناء الشعب الكُردي بلغتهم الأم، والتي طالما كانت حلم راود كل من ناضل ويناضل في سبيل الحقوق الشعب الكردي منذ سنوات طويلة.
إنها حجج باطلة لا تستند على أي مسوغ علمي، سوى نشر الجهل بين الأجيال الناشئة، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، لا توجد فروقات في المناهج المعتمدة من قبل النظام( الرياضيات والفيزياء والكيمياء) والدول الأوربية الأكثر تطورا من حيث القيمة العلمية.
أما بالنسبة التعليم باللغة الكُردية، هل هناك كوادر تدريسية قادرة على تدريس (الرياضيات، الفيزياء والكيمياء، علوم…….) لطلاب الثالث الإعدادي والثانوي باللغة الكرُدية ؟اعتقد لا..لان كل الكوادر والاختصاصيين الموجودة غير قادرين على التدريس سوى باللغة العربية لأسباب نعلمها جميعا..
مسألة التعليم من المسائل التي تحتاج إلى سنوات طويلة من التخطيط العلمي، لا إلى قرارات اعتباطية تصدر من جاهل غير ملم بحيثياتة والنتائج الخطيرة المترتبة عليها.
كما نعلم جميعا، هناك ارتباطات وثيقة بين الإدارة الذاتية والنظام في الكثير من النواحي (اقتصادية، سياسية، عسكرية،صحية…..).. حتىّ مادة الخبز التي تعتبر من الأمور البسيطة يمكن الاكتفاء بها ذاتيا، تعتمد الإدارة الذاتية على الطحين الوارد من النظام، وطوابير الناس الواقفة على الأفران خير شاهد على ذلك.
إذاً ما السر، من وراء هذا التشدد عندما يتعلق الأمر بالتعليم ولمصلحة من ؟؟.. بالرغم من المصلحة العامة والظروف التي تمر بها المناطق الكردية، تتطلب الاستفادة من النظام القائم على الأقل فيما يتعلق بالتعليم والتحصيل العلمي. إلا إننا نشاهد العكس، فقط في مجال التعليم دون غيرها تريد الإدارة الذاتية الانفصال عن النظام..