آراء

التوافق السياسي مطلب شعبي قبل أن يكون مطلب سياسي

عامر سليمان
برز التوافق السياسي كآلية مهمة ومؤثرة في إدارة المراحل الانتقالية تمهيدًا لأوضاع سياسية واجتماعية أكثر استقراراً, حيث يحتاج التوافق السياسي إلى البيئة السياسية والاجتماعية والثقافية الملائمة, ويرتبط التوافق بالدرجة التي يمكن أن يبلغها منطق التنازلات السياسية التي تتيح منهجية الشراكة بين الفاعلين في إدارة السلطة قدرة كبيرة على مواجهة عوامل التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية.
لكن في التجربة التوافقية للقوى المتصارعة سياسياً في كوردستان سوريا, والتي خاضت عدة اتفاقات كان مصيرها الفشل ,حيث كان أتفاق دهوك الأخير يسعى الى بناء توافق على عدة نقاط وهي :
1-بناء مرجعية سياسية مشتركة
2-أعادة النظر في العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية
3-كذالك أيجاد قوى عسكرية موحدة
لكن التوافق وصل الى طريق مسدود لأسباب عديدة منها (عدم وجود توازن حقيقي بين الطرفين ,وأيضاً تدخل النظام الذي لم يعد خافياً على أحد علاقته ودعمه لأحد الأطراف المتصارعة والمتناحرة, كما أن الصراع الكوردستاني أثر سلباً على أي توافق بين تلك الاطراف)
فالتوافق في التجربة الكوردستانية السورية بالرغم من الصعوبات والعراقيل الداخلية والخارجية ألا أنها تستلزم نقاط وطرق وشروط لترى النور: أولها وجود قوى مؤثرة على الطرفين وممكن أن تكون قوى دولية أو حتى إقليمية أو توافق للقوى الكوردستانية  تضع الأولوية للتوافق في كوردستان سوريا أو توازن حقيقي على الأرض للطرفيين المتصارعين أو احتمال تتجنبه جميع القوى الشعبية والسياسية الا وهو التوافق بعد صراع دموي تعيد التجربة المريرة للحزبين الكوردستانيين “البارتي” و”اليكيتي” الدموية والتي انتهت بالتوافق السياسي على بحر من الدماء.
فالتوافق السياسي أصبح غاية شعبية قبل أن تكون غاية سياسية للظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة أضافة للمصلحة العليا للشعب في الاستقرار ونيل كامل حقوقه كشعب على أرضه التاريخية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى