الجوع يفتك بأب وابنه في “مضايا” فيما بقية أفراد العائلة يحتضرون
يكيتي ميديا – Yekiti media
أفاد مراسل “السورية نت” في ريف دمشق نبوخذ نصر أنه تم العثور يوم أمس على طفل يبلغ من العمر 9 سنوات ميتاً من شدة الجوع وضعف الإمكانات الطبية في بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق.
وأضاف مراسلنا بأن الطفل هو ابن “سليمان عبد الكريم فارس” وهو أحد نازحي بلدة بقين المجاورة، والذي كان هو الآخر قد قضى يوم الأربعاء الماضي نتيجة الجوع ونقص التغذية، موضحاً في الوقت نفسه أن زوجته وابنته دخلتا بحالة غيبوبة وما تزالان حتى الآن تحتضران في المشفى الميداني في بلدة مضايا.
ورغم مشاهد الموت البطيء لآلاف الأسر، ومئات الصور لأطفال يتضورون جوعاً داخل مضايا، لم تدخل طوال الأشهر السبعة الماضية وحتى الآن أي مواد إنسانية وإغاثية إلى البلدة التي تخضع لحصار خانق من قبل قوات الأسد جهة الشرق والشمال وميليشيا “حزب الله” المساندة لها من الغرب والجنوب .
وبحسب المجلس المحلي في مضايا فإن حالات الإغماء تزايدت لتصل إلى 150 حالة يوم الجمعة غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما تشهد البلدة عشرات حالات الإغماء يومياً بسبب سوء التغذية، في حين بلغ عدد الأشخاص الذين قضوا جوعاً 45 شخصاً خلال شهرين فقط حيث ارتفعت نسبة الموت خلال الأيام القليلة الماضية لتصل إلى حالة وفاة واحدة كل يومين أو ثلاثة وسط عجز طبي ونقص حاد في الأدوية.
ويشار إلى أن أسعار المواد الغذائية النادرة داخل بلدة مضايا وصلت إلى مستويات قياسية، فكيلو غرام واحد من الأرز يباع بنحو 100 دولار أمريكي إن وجد.
وبالموازاة مع ذلك أجبرت قوات الأسد سبع عائلات مقيمة في مدينة بلودان كانت قد نزحت من الزبداني، على النزوح إلى بلدة مضايا، تزامناً مع حملات ملاحقة لكافة النازحين من الزبداني وبقين وإجبارهم على النزوح مجدداً إلى بلدة مضايا لتزداد معاناتهم أكثر وسط صمت دولي مطبق.
وكانت أحد البنود التي تضمنها اتفاق الزبداني ـ كفريا والفوعة هو فك الحصار المحكم الذي تفرضه قوات الأسد على كل من بلدتي مضايا وبقين، بالإضافة إلى فتح ممرات إنسانية دائمة لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية للمدنيين المتواجدين هناك، لكن استمرار قوات الأسد في تطبيقها لسياسة التجويع بهدف إجبار الأهالي على ترك مناطقهم أدى لأوضاع إنسانية غاية في الصعوبة وتسبب في موت عشرات المدنيين.