الحرائق تلتهم آلاف الهكتارات في كُـردستان سوريا .. وإدارة PYD تتخبط
Yekiti Media
لا شيء سوى الاحباط والعجز ينتابك وأنت تقف في دهشة وحيرة أمام سيول النيران التي تلتهم آلاف الهكتارات المزروعة بمحصول القمح في كُـردستان سوريا، ووسط حالة مــن اللامبالاة من السلطات الموجودة في وخاصة سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ورفضها مساعدة إقليم كُـردستان العــراق، ومبادرة “الخوذ البيضاء” المحسوبة على المعارضة السورية.
مراسلو يكيتي ميديا في متخلف المناطق أكــدوا عــدم وقوع خسائر بشرية في حرائق اليوم الاثنين، مشيرين إلى حالة مــن الغليان في الشارع الكُـردي بسبب لا مبالاة سلطة الاتحاد الديمقراطي، وضعف إمكانيتها، منوهين إلى أن جميع سيارات الإطفاء الموجودة لدى هذه السلطة هـي تلك التي تركها النظام حين رحيله عن المنطقة منــذ العام 2013.
-شرقي قامشلو.
النيران بدأت بالاشتعال صباحاً في مفرق قرية سنان على طريق قامشلو/ ديريك لتصل إلى قرية عطشان وشبك ومنها إلى عابرة بمنطقة آليان، لتحرق بعدها جميع المحاصيل في قرى نبي سادي، خربي جهوا، موسى كوري، ديرونا آغي، كندكِ شلال، ديروكفنك، آلا قوس، كندكي طيب، كوندكي مراد، جالكا وبكروغلي.
تزامن ذلك مع اشتعال النيران بقرى اليوسيفية، رميلان شيخ، رميلان باشا، مرجة، شمالي بلدة كركي لكي، وساهم فوج إطفاء رميلان بإخماد الحرائق ليتوجه بعدها إلى منطقة آليان، والتي شهدت خسائر كبيرة وصلت بحسب متابعين إلى مليارات الليرات، كما واشتعلت النيران بأراضي قرية مسعدة في تل كوجر.
محاصيل قرية تل زيوان أيضاً اشتعلت النيران فيها مسببة خسائر مادية كبيرة، وتمت السيطرة عليها بمساعدة من الأهالي وسيارة إطفاء.
-غربي قامشلو.
التهمت النيران المحاصيل الزراعية في قرى نقارة، تل فارس، دمخية الصغيرة، دمخية الكبيرة، كرباوي وملا سباط، شمالي قامشلو على طريق الحسكة، ووصلت إلى أطراف المطار ليرسل النظام سيارات الإطفاء لإخمادها.
في مدينة الدرباسية طالت النيران قرية بريفا مخلفة خسائر بمئات الهكتارات، وفي عامودا كانت النيران من نصيب قرى سيمتك نواف، وكري موزان،وكر حصار، وفي سري كانييه بقرى أرقم والناصرية.
أما فـي كوباني فقد اشتعلت النيران في أربع مناطق متفرقة في الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي وهـي قرية شيران، تل حاجب، وجوم علي، وقرية بغديك بريف تل أبيض، وتمت السيطرة على النيران هناك، في حين ما زالت النيران مشتعلة لساعة إعداد هــذا التقرير في قريتي تلك وقبجوخ.
فيما بلغت قيمة الخسائر الناجمة عن حرائق المحاصيل الزراعية في كُـردستان سوريا، 19 مليار ليرة سورية، بحسب أحدث تقديرات “الإدارة الذاتية” المعنلة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي.
بحسب هيئة الاقتصاد والزراعة في “الإدارة”، فإن المساحة التقريبية للأراضي الزراعية التي تعرضت للاحتراق لغاية 16يونيو/حزيران الحالي ما يقارب “40860” ألف هكتار.
تتوزع هذه الحرائق على مناطق “الإدارة الذاتية” على النحو التالي: إقليم الجزيرة 34600 هكتار، إقليم الفرات 2450 هكتاراً، الطبقة 1850 هكتاراً، الرقة 1500 هكتاراً، دير الزور 350 هكتاراً، منبج 110 هكتارات، وفق تقرير “الإدارة الذاتية”.
-إمكانيات متواضعة ولا تعويض
شهادات الأهالي وملاحظات المتابعين ترى أن “الإدارة الذاتية” لا تملك أية سيارات إطفاء حديثة وجميع ما لديها هـي من السيارات القديمة التي تركها النظام بعد تسليمه المنطقة للاتحاد الديمقراطي عام 2013.
النيران تلتهم الاراضي الزراعية بقرية ملا سباط جنوبي قامشلو.. للمزيد (أضغط هنا)
-لا تعويض
وزير الزراعة في حكومة النظام، أحمد القادري، الذي يزور المحافظة برفقة وزير التجارة عاطف النداف، قال إن الحرائق التي طالت محاصيل المزارعين في الحسكة “غير مشمولة بصندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية” مبرراً ما ذهب إليه، بأن الحرائق تدخل في إطار الضرر” بفعل فاعل أو الاهمال”، مؤكداً أن “هذا غير مشمول في التعويض”.
فيما لم تبتعد “الإدارة الذاتية” عن موقف النظام، عبر التنصل أيضاً من التعويض، ونقلت مصادر إعلامية محلية عن الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد في الإدارة، سلمان بارودو قوله إن امكانياتهم “متواضعة” ولا يستطيعون تعويض المزارعين الذين تعرضت محاصيلهم للحرائق، مضيفاً “لسنا دولة ولا حكومة حتى نعوض الفلاحين”.
-تخبط
تتخبط “الإدارة الذاتية” في توجيه التهم لمفتعلي الحرائق، فتارة تربطها بتنظيم “داعش” الإرهابي، وأخــرى بالدولة التركية، وثالثة بنظام الأسد، كما أعلنت عن اعتقال عدد من المحسوبين على النظام بتهمة إشعال الحرائق دون تقديم أي إيضاحات للرأي العام حول مجرى التحقيقات.
-اتهامات متبادلة
في المقابل يتهم النظام قوات سوريا الديمقراطية بـ “افتعال الحرائق” وجاء في تقارير لوكالة النظام الرسمية (سانا) إنه “تعمد ميليشيا (قسد) المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكي إلى افتعال الحرائق للضغط على المزارعين لمنعهم من تسليم محاصيلهم إلى مراكز الحبوب التي تم افتتاحها في الحسكة”.
مسلسل إشعال النيران في الأراضي الزراعية مستمر منذ نهاية شهر أيار/مايو الماضي ولغاية اليوم دون تقديم الجهات التي تعتبر نفسها “سلطة” أي إيضاحات حول الأسباب الحقيقة وراء الحرائق التي خلقت حتى الآن أكثر من عشرة ضحايا مدنيين، وعسكريين أثناء محاولتهم إخماد الحرائق.
النيران تحاصر منزلاً في قرية خربي جهوا بمنطقة آليان
الحرائق بين قريتي شبك وعابرة منطقة آليان .. طريق قامشلو ديرك
البوم الصور