الحرة.. ماذا يحدث في درعا؟
Yekiti Media
منذ خروج تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في درعا، احتجاجا على إعادة نصب تمثال لحافظ الأسد، تشهد المدينة حملة اعتقالات عشوائية تقابلها عمليات تصفية لرموز النظام في المدينة.
وأعادت تظاهرات السكان الذين خرجوا إلى شوارع الحي القديم في المدينة الأحد، الأجواء التي سادت مهد الثورة السورية السلمية في بداياتها، قبل أن تنقلب إلى حرب أهلية، لكن قوات الأمن أغلقت المنطقة لمنع انضمام سكان من مناطق أخرى للمتظاهرين.
والاثنين خرجت مظاهرة أخرى في بلدة طفس الواقعة في الريف الشمالي الغربي لدرعا، نادت بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين في سجونه، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وامتلأت جدران بلدات وقرى درعا بعبارات مناوئة لقوات النظام مثل “درع البلد لن تموت…رح تقع”، في إشارة إلى نصب تذكاري لوالد رأس النظام السوري.
ومع انتشار المنشورات المناهضة للنظام، وتوازيها مع عمليات اغتيال كان آخرها تصفية رئيس مفرزة الأمن العسكري في بلدة المليحة الشرقية في ريف درعا، بدأ النظام بعمليات مداهمة وتفتيش تهدف إلى اعتقال خلايا تابعة لـ”لجان المقاومة الشعبية” التي يتهمها النظام بأنها وراء عمليات الاغتيال لقياداته.
وكانت درعا مهدا لانطلاق احتجاجات سلمية على حكم أسرة الأسد في عام 2011، وهي الاحتجاجات التي قابلها النظام السوري بقوة مفرطة مما أدى إلى سقوط قتلى قبل انتشارها في أنحاء سوريا.
واستعاد الجيش السوري، بدعم جوي من روسيا وبدعم من جماعات مسلحة إيرانية، السيطرة على درعا من قبضة المعارضة المسلحة في تموز/يوليو في إطار سعيه لاستعادة السيطرة على معظم أنحاء سوريا.
لكن سكانا في درعا قالوا إن مشاعر الاستياء تتزايد بينهم منذ ذلك الحين بسبب تعزيز الشرطة السرية التابعة للأسد سيطرتها مجددا على المدينة.
وبعد سيطرة قوات الحكومة على درعا الصيف الماضي اختار سكان كثيرون البقاء فيها بدلا من الذهاب إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال سوريا حيث تجمع عشرات الآلاف من النازحين الآخرين من مناطق استردتها الحكومة.
وأعادت السلطات السورية نصب تماثيل ضخمة عديدة للأسد الأب في مناطق استعاد النظام السيطرة عليها.
ويشكو سكان كثيرون في محافظة درعا من عدم عودة الخدمات بشكل كامل ومن انقطاع مزمن للكهرباء، في حين يخشى شبان كثيرون من قيام السلطات بحملة تجنيد عسكري لزجهم في القتال.
ويقول بعض السكان إن فصائل محلية مسلحة مدعومة من إيران تهيمن الآن على جنوب سوريا الذي يحتل موقعا استراتيجيا، ويجاور الأردن ومرتفعات الجولان إلى الغرب، وإن هذه الفصائل تتصرف دون خوف من عقاب لأن الحكومة المركزية أضعف من فرض سلطته على تلك المنطقة.
وعلق رئيس هيئة التفاوض نصر الحريري على مظاهرات درعا بأنها “تدحض بشكل قطعي شائعات انتصار نظام بشار الأسد وأن إرادة الشعب السوري كسرت، وهذا أمر مستحيل وضرب من الأوهام، لأن الشعب يريد إسقاط النظام ويريد أن يحقق الدولة المدنية الديمقراطية وأن يُخرج هذه الميليشيات الطائفية التي أجرمت بحق الشعب السوري”.