الحركة الكوردية والمتغيرات الدولية
دوران ملكي
تعاني أغلب الدول الرأسمالية الغربية أزمات خانقة نتيجة المنافسة الإقتصادية مع قوى رأسمالية آسيوية مما دفع بالبعض منها إلى البحث عن الحلول خارج الأسوار عن أسواق أو ما يشبه المستعمرات الإقتصادية عبر تأجيج الصراعات العرقية والطائفية التي كانت راكدة في فترة الدكتاتوريات نتيجةً للقمع المفرط أو تحت ذرائع أخرى مثل انتشار الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ومبادىء حقوق الإنسان مما نتج عنه الغزو العسكري لبعض الدول وثورات الربيع العربي التي نتج عنها تولد الإرهاب الذي جعل من المنطقة عاليها سافلها وغير مجرى الصراع في انتظار المجهول القادم
في البداية استخدمت الدول الغربية مبدأ التدخل المباشر والغزو العسكري كما حدث في حربي الخليج الأولى والثانية ولكنه استقبل بالرفض الجماهيري من قبل شعوبها التي لم تبدي استعداداً لزج أبنائها في حروب الشرق فاعتمدت الحروب التطفلية بالاعتماد على شعوب المنطقة كطاقة بشرية أرضية والتكنولوجيا الحربية الغربية كطاقة جوية ولوجستية وحذت حذوها جميع الدول الطامحة في الشرق الأوسط باعتمادها على فصيل أو أكثر لإدارة معاركه الأرضية فازدادت الهوة بين الفصائل وازدادت حدة الصراع وتكرست الانقسامات وتكريس مناطق النفوذ أما عرقياً أو طائفياً
النتيجة سيكون الفاشيون والعنصريون في مواجهة نتائج أعمالهم السابقة وسيكون نصراً للمظلومين وستتغير خرائط المنطقة يسبقها فترات انتقالية من ارتباطات هشة مآلها إلى التحطم وستكون هناك بوادر مرحلة جديدة للشعوب المظلومة التي طمست هويتها وتاريخها
نحن كأمة كردية محرومة من حقوقها ستكون مرشحة بأمتياز لنيل حقوقها القومية والإنسانية في خضم هذه الصراعات الدولية وبالإضافة إلى الرغبة الدولية هناك رغبة شرق أوسطية إذ دخلت في الصراع دول مثل إيران وتركيا لكي تتحاشى هذا التقسيم لجأت إلى ضربات استباقيةمما زاد من مخاوف دول الخليج العربي مما دفعها إلى إنشاء أحلاف جديدة وبناء سدود في وجه هاتين الدولتين تخبئ بين سناياها قيام دولة كردستان وحل الصراع السني العربي الكردي
المطلوب من الحركة الكوردية المزيد من الجديةلمراجعة الذات والاستفادة من المرحلة القادمة بتحقيق الركنين الأساسيين للانتصار وهما البناء الداخلي ومواكبة الظروف الموضوعية عبر دراسة الواقع دراسة جيدة والتمسك بالشعارات الوطنية والقومية وتلبية مطامح الشعب والابتعاد عن الركض خلف السراب الذي طالما عانى منه الكورد تاريخياً منذ نشأة الشمولية الدينية والأيديولوجية
كفانا عملاً للغير وركضاًخلف الشعارات والفلسفات اللاواقعية في بناء أمم نكون فيها أقلية وثقافتنا فيها دونية علينا الالتفات إلى شعبنا وطموحه في إقامة دولته المستقلة علينا تجاوز العنجهية والتبعية للمستعمر الكلاسيكي الذي ينهب خيراتنا ويدمر ثقافتنا وتاريخنا وأن نتجاوز الميكافيلية في الممارسة وأن نكون واضحين في أهدافنا لقد انتهى زمن التستر والخوف والاختفاء خلف الإصبع وأن نطلب الشيء ووعاؤنا مخبأة خلفنا وأن لانيأس إن خسرنا جولة فالمستقبل لنا لأننا نعتمد على قوة شعبنا وغنى أراضينا وخيرات بلادنا التي ستجلب لنا شركاء جدد
اقولها بصراحة إن ما يحدث اليوم لا يرتقي لمستوى طموحاتنا وأهدافنا علينا الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على هدف محدد حتى نستطيع مواجهة العدو والصديق وأخص بالذكر أنصار الأمة الديمقراطية كونهم يملكون السيطرة الميدانية في كردستان الغربية لذا يقع على عاتقهم القيام بهذه المبادرة وان يكونوا بمستوى تضحيات شعبنا ودماء شهدائنا وأن يستفيدوا من تجارب التاريخ فما عمله صلاح الدين الأيوبي للأمة الإسلامية لم ولن يستطيع أحد أن يحققه وماذا كانت النتيجة انهيار الدولة الأيوبية بسبب اعتمادها على المرتزقة والمماليك وكان الكورد رواد الفكر الماركسي وتزعموا الأحزاب الشيوعية وكانت النتيجة أنهم عملوا لقومياتهم وأجبروا الكورد على الانسلاخ الوطني واليوم تريدون منا أن نصبح رواداً للفكر الديمقراطي ونوقع صك موتنا بيدنا
الديمقراطية شعار جميل لكن يجب أن يستعمل في مكانه المناسب فلتكن كردستان دولة ديمقراطية ولكن لن نوقع صك موتنا على حساب الأغلبية
وبوسائلكم الأحادية والاستفراد بالقرارات المصيرية لا تخدمون القضية الوطنية الكوردية فكونوا أوفياء لمبادئكم التي تنادون بها كونوا ديمقراطيين مع أخوتكم وشعبكم ولا تؤسسوا لدكتاتوريات عفى عليها الزمن كونوا أصحاب قضية لا سيفاً على رقاب الشعب.