الحشد الشعبي يتخطى التعريب وينتقل إلى مرحلة احتلال أراضي الكُرد
بدأت ميليشيا الحشد الشعبي باحتلال أراضي الكُرد في المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، لتوزيعها على مسلحيها وتحويلها إلى قواعد عسكريّة.
وشدّد مسؤول فرع خانقين للحزب الديمقراطي الكُردستاني على جهود حزبه لمنع ممارسات الحشد الشعبي، قائلاً: “هذا نتاج خيانة 16 أكتوبر، وللأسف فإنّ الاحتلال يجري في منطقة واسعة من خانقين بدعم من الدولة والحكومة العراقيّة”.
وقالت وكالة باسنيوز الكُردستانيّة “بحسب عدة وثائق رسميّة، فإنّ احتلال آلاف الدونمات من الأراضي في خانقين وكركوك، وتوزيعها على مسلحي الحشد الشعبي وتحويلها إلى قواعد عسكريّة، حظي بدعم من الحكومة العراقيّة الحاليّة”.
ويتزامن ذلك مع احتلال مئات الدونمات من أراضي محافظة كركوك، حيث تقدّر مساحة قطعة واحدة فقط من الأراضي التي يريد الحشد الشعبي تحويلها إلى قاعدة عسكريّة، بـ 60 دونماً، وتقع في حي (شوراو) الكُردي بالمدينة، ويبعد مئات الأمتار عن مقر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكُردستاني.
وبهذا الصدد، قال مسؤول فرع الحزب الديمقراطي الكُردستاني في خانقين أكبر حيدر، لوسائل إعلام كُردستانيّة: إنّ “ما يجري في المنطقة هو نوع آخر من التعريب، وللأسف، بعد خيانة 16 أكتوبر، يتم ذلك على نطاق واسع جداً في هذه المناطق رسمياً وبدعم من القوات العراقيّة والدولة”.
كما أضاف “نحاول من خلال كتلة الحزب الديمقراطي الكُردستاني ومسؤوليه في بغداد إيقاف هذه القرارات واحتلال أراضي الكُرد، وسيفعلون ما في وسعهم من أجل شعوب المنطقة، لكن ما يجري هو نتاج خيانة 16 أكتوبر، وليس من السهل منعه”.
من جهته، قال المراقب السياسي آكو سليمان من كركوك: “لم تشهد كركوك عمليات تعريب واحتلال في أي وقت مضى كما يحدث حالياً”.
وأضاف “انتخابات مجالس المحافظات كشفت عن أعداد العرب الذين تم جلبهم إلى كركوك وقاموا بالتصويت، ولا شك أنّ هؤلاء العرب قد استوطنوا في الأراضي الكُرديّة، ولم يتم ذلك في كركوك وخانقين فقط، بل أيضاً في كافة المناطق الممتدة من خانقين إلى سهل الموصل، فجميع تلك الأراضي تقع تحت احتلال الحشد وتتعرض للتعريب”.
كما أكّد أنّه “من المهم أن يتحد الكُرد لمنع هذه الموجة من الاحتلال، وإلّا ستبدأ بالتأكيد مرحلة أخرى بعد هذا الاحتلال، وهذه مرحلة ستكون مشابهة لمرحلة داعش، من خلال مهاجمة بيوت الكُرد في هذه المناطق وخطف بناتنا وزوجاتنا وأقاربنا واستعبادهم، لأنّ كل مرحلة تمهد لمرحلة أخرى، ومن المهم أن نفهم نحن الكُرد هذا الأمر معاً ونواجهه معاً، وإلّا فإنّ هذه المناطق ستحتل وتتعرض للتعريب بشكل كامل، لأنّه حتى الآن شنّت حملة احتلال مكثفة، من خلال الاستيلاء على المحلات التجاريّة والأراضي والمنازل الكُرديّة وإنشاء قواعد عسكريّة في الأحياء الكُرديّة، وهي مرحلة أخرى من مراحل التعريب والاحتلال وطرد الكُرد من تلك المناطق”.