الرؤية النقدية للمثقف الكردي
محمد رمضان
بكل الأحول 90% من الكتاب والصحفيين الكرد في كردستان سوريا هم نتاج الحركة الكردية من حيث الإلمام باللغة الأم في القراءة والكتابة نظراً لعدم وجود المدارس أو المعاهد والجامعات المختصة التي تدرّس اللغة الكردية في العلن نتيجة ممارسات السلطات السورية في تجريد الكرد من أبسط الحقوق المدنية
وهنا نجد بعض الكتاب والمثقفين الكرد شغلهم الشاغل الهجوم على الحركة الكردية خاصة ’’ الأحزاب المنضوية تحت راية المجلس الوطني الكردي ’’ ذلك دون الرجوع إلى المعطيات على الأرض الواقع والأسباب التي أدت للوصول إلى هذا الحد .
إن اعتماد الأسلوب النقدي الأكثر فاعلية يجب أن يتم تقويته عن طريق السياق الثقافي وشخصية الشخص بطرح النقد وطبيعة العلاقة بين الناقد والمنتقَد. ولتقييم الموقف، يتعين على المرء طرح مجسات استكشافية والاعتماد في بادئ الأمر على الموقف الإدراكي وليس نقداً ويمكن أن تكون مهارات حل النزاعات مفيدة.
وبالتالي في أغلب الأحوال هؤلاء ليس لديهم أي رؤية مستقبلية في طرح مفهوم ما ،سوى النقد وترك جوانب السلبية في تطور عمل الحركة الكردية والوقوف على الأخطاء دون الإيجابيات في حين عندما يتطلب منهم أمراُ معين يتهرب من سياق الحديث بمعنى “لا يعجبهم العجب ولا الصيام برجب”
وهناك البعض المثقفين ممن فشلوا في الأطر السياسية الأخرى لا سيما خارج سياق المجلس الوطني الكردي ويتظاهرون بأنهم مستقلين ويقدمون الخدمات للقضية الكردية بجهودهم الذاتية أكثر ما يفعله أكبر الأحزاب الكردية على الساحة الكردستانية وعلى نفاقهم الخاص وسرعان ما ينكشف قناعهم الزائف ببث السموم بين الجيل الواعد.
ونمط آخر من المثقفين يبحثون عن ثغرة ما في قمم ’’ جبال الألب ’’ بعيدة كل البعد عن الواقع الكردي جغرافياً وسياسياً وتاريخاً لكي يصبح مأخذاً بين أيدهم برمي سهام بعكس الرياح .
وبصورة أصح بأنهم فوق كل الاعتبارات الوطنية والقومية فلديهم المعرفة في فك بعض المصطلحات السياسية فقط .
وثمة أسئلة هل يستطيع الناقد السلبي إيجاد العوامل المشتركة والأرضية الصالحة للتلاقي على المائدة الواحدة التي يتغذى عليها الجميع ضمن الدائرة القومية ؟
هذه وغيرها من استحقاقات محاسبة المرحلة، والولوج إلى المرحلة الراهنة ومن هنا ينبغي أن يعكف أهل الفكر والقلم والتوجيه النقدي واستشراف المستقبل من خلالها خصوصاً في المسألة الثقافية، و البعد الثقافي أهم أبعاد المرحلة وأهم اختيارات عصر العولمة والمعاصرة فمتى يمسك بزمام الثقافة ليستطيع الفعل في هذا المرحلة. ولذا ينبغي التركيز على خلق ثقافة جديدة تمتاز بالاستثنائية والشجاعة وهي ثقافة المراجعة ونقد الذات قبل نقد الآخر.
في المحصلة نجد أن النقد البنّاء أساس تقدم الشعوب والوصول إلى الأهداف المنشودة من خلال تقبل الآخر ومراجعة الذات والوقوف على الأخطاء وإيجاد الحلول المناسبة ومواكبة المرحلة الجديدة من كل جوانبها.