آراء

العدالة الانتقالية بعد سقوط الأسد

شيرزان علو
بعد سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم في سوريا يتردد على الأذهان من خلال تصريحات مسؤولي الإدارة الجديدة في دمشق والشعب السوري على تطبيق العدالة الانتقالية .

-مفهوم وتدابير العدالة الانتقالية

العدالة الانتقالية “هي مجموعة من التدابير القضائية وغير القضائية التي تُتخذ في فترات الانتقال من النزاع أو الحكم الاستبدادي إلى السلم والديمقراطية، بهدف معالجة انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة التي وقعت في الماضي، وضمان عدم تكرارها في المستقبل”
الهدف الأساسي من العدالة الانتقالية هو تحقيق السلام والمصالحة الوطنية وبناء مجتمع قائم على سيادة القانون وحقوق الإنسان .

تشمل التدابير :

1. المساءلة والمحاسبة: ملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات، سواء عبر محاكم وطنية أو دولية.

2. جبر الضرر(معالجة): تقديم تعويضات للضحايا، سواء كانت مالية، معنوية، أو رمزية.

3. كشف الحقيقة: من خلال لجان الحقيقة والمصالحة، يتم توثيق ما جرى من انتهاكات وتحديد المسؤولين عنها.

4. الإصلاح المؤسسي: إصلاح المؤسسات الأمنية والقضائية والإدارية لمنع تكرار الانتهاكات.

5. الذاكرة الجماعية: الحفاظ على ذكرى الضحايا من خلال نصب تذكارية أو متاحف أو فعاليات عامة.

-العدالة الانتقالية في ظل سلطة احمد الشرع

تسعى السلطة في دمشق من خلال التصريحات في أغلب المناسبات على إقناع الشعب السوري بأنها تحاول تحقيق العدالة الانتقالية ، بينما في الواقع نلاحظ أن جلى أهتمامها موجه حول الحصول على الشرعية الدولية ، ولا يهمها كل مطالب الشعب السوري في تطبيق هذه العدالة وبناء الوطن والنظام .

فعندما لا توجد تدابير قضائية و لا المسائلة و المحاسبة و الإصلاح المؤسساتي موجودة ، و لا كشف الحقائق و الاضرار و معالجتها موجودة ، بل على العكس نلاحظ الانفلات الأمني و المحاسبة الميدانية للمواطن السوري، والحالة الانتقامية بحجة فلول النظام السابق و التشبيح و غير ذلك هي السائدة ، وعندما تتحول اغلب مناطق سوريا إلى ساحات معارك انتقامية و تحدث المجازر( مجازر الساحل ) بحق المدنيين و خطف النساء و السبي و…إلخ ، فكيف يمكن أن يلاحظ الشعب السوري هذه العدالة.

– هل تتحقق العدالة الإنتقالية في سوريا

لطالما العدالة الإنتقالية هو الإنتقال من النزاع والحكم المستبد إلى الديمقراطية والسلام وبناء المجتمع ، فمن الطبيعي أن يكون هناك حكم إنتقالي يؤمن بمفهوم العدالة الإنتقالية ،لكن عندما لا يكون هذا الإيمان موجود و ننتقل من نزاع و حكم مستبد إلى نزاع وحكم مستبد أخر لا يمكن هنا أن نتحدث عن تحقيق العدالة الإنتقالية.

 

جميع المقالات المنشورة تعبر عن وجهة نظر كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي يكيتي ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى