الـ PYD تصارع الزمن للانقضاض على ما تبقّى من الشعب الكُردي في سوريا
محمد ليلي
في بداية مبادرة السيد مظلوم عبدي حول توحيد الموقف الكُردي – الكُردي, أبدى المجلس الوطني الكُردي كعادته استجابته لهذا المسعى النبيل بهدف الوصول إلى وحدة الموقف الكُردي في سوريا, وباعتبار أنّ المجلس الوطني الكُردي لديه هواجس كبيرة حول مصداقية pyd بهذا الخصوص, كون أنّ المجلس وقّع عدة اتفاقياتٍ سابقة مع pyd ولكن pyd تهرّب منها جميعاً واستغلّها لاكتساب الوقت ومخادعة المجلس كما استغلّها لصالح أجنداته وارتباطاته الحزبية.
ولذلك فعندما أبدى المجلس الوطني الكُردي موافقته على مبادرة السيد مظلوم حدّد سقفاً زمنياً لإنجاح حواراتها و خوفاً من المماطلة التي قد يلجأ إليها pyd لاستغلال الوقت لصالحه كعادته, ولكن للأسف حتى الآن الحوارات ما تزال تجري ببطءٍ شديد مع أنّ الوضع في كُردستان سوريا لا يتحمّل المزيد, نعم ندرك أنّ الوضع في سوريا بشكلٍ عام لا يتحمّل المزيد بسبب ارتفاع سعر الدولار وقرب تنفيذ قانون قيصر, ولكنّ الوضع في كُردستان سوريا مختلف بشكلٍ كبير عن الوضع السوري العام باعتبار أنّ المناطق الكُردية تحت النفوذ الدولي و الأمريكي بشكلٍ خاص وهذه المناطق هي منبع الخيرات زراعياً ونفطياً, ومع ذلك يقوم pyd باستغلال هذه الفترة الزمنية المفتوحة حول حوارات التقارب الكُردي – الكُردي, للانقضاض على ما تبقّى من الشعب الكُردي في كُردستان سوريا مناصفةً وبالاتفاق مع النظام السوري من خلال التلاعب بأسعار المحاصيل الزراعية وقطع الكهرباء النظامية ورفع أسعار أمبيرات المولادات الكهربائية والشحّ المقصود في توفير الغاز المنزلي ووقف بيع الأدوية الطبية لرفع أسعارها ورفع سعر المحروقات كالبنزين..
وارتفاع سعر الدولار والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية كالخبز وغيره و..إلخ,.. لأنه أي pyd يدرك بأنّ المجلس لن يقوم بالرد الإعلامي والتصعيد ضده حرصاً من المجلس لإنجاح مبادرة وحدة الموقف الكُردي ولذلك pyd يستغلّ هذا الوضع وهذه الفرصة للانقضاض على ما تبقّى من الشعب الكُردي, لذلك يُفترض بالمجلس الوطني الكُردي أن لا يمنح للـ pyd فرصة التسويف والمماطلة, لكي لا يقع المجلس مجدّداً في فخّ وألاعيب ومماطلات pyd وحتى لا يتساهل المجلس في موضوع السقف الزمني الذي حدّده كشرطٍ من شروط نجاح الحوارات التي تجري بناءً على مبادرة السيد مظلوم عبدي التي تجري تحت الإشراف الأمريكي والفرنسي والتي تهدف إلى توحيد الموقف والخطاب الكُردي في سوريا ..
لا شكّ أنّ الأمور ستزداد سوءً إنْ بقي الوضع على ما هو عليه, لأنّ مثل هذه الحالات من الضغوطات المعيشية والاقتصادية والسياسية على المواطن تكون عواقبها كارثية على المجتمعات سياسياً و اجتماعياً ولا تحمد عقباها ويصعب تداركها إذا ما انفلتت الأمور وخرجت عن السيطرة …