“الكليجا/ صوك” موروث شعبي وتقليد مستمر يُــزين ضيافة العيد
Yekiti Media
تعتبر الكليجا “صوك” من الحلويات القديمة المشهورة ومن التراث الشعبي والتقليدي حتى يومنا هذا، وتبدأ الأسر بصناعتها في الأعياد الدينية بشكلٍ مستمر، وفي كلّ عيد بالرغم من وجود أنواع أخرى من الحلويات والمعجنات الشرقية والغربية، ولكن لإعداد الكليجا في الأعياد موروث شعبي وتقليد مستمر لدى الأسر الكُردية وما زالوا يحافظون عليها للآن، وتقدم في ضيافة العيد من ديرك، إلى تربه سبي وصولاً لعامودا والحسكة.
وهذا ما أكّدته زينة المرأة الستينية، خلال حديثها لموقع يكيتي ميديا وهي تقوم بعجن مواد الكليجا “بالرغم من هجرة جميع أولادي إلى خارج البلد، ولكن في كلّ عيد أقوم بصنع الكليجا لتقديمها لزائري العيد، لأنها من الحلويات المفضّلة لدي؛ لما لها من ذكريات جميلة منذ زمنٍ بعيد، فقد توارثت طريقة صنعه من والدتي بالطريقة التقليدية، والتي تتكوّن من الطحين والسمن والسكر والخميرة ودواء الكليجا الخاص الذي أقوم بشراء أنواعه وخلطه وتجهيزه مسبقاً، وأعجن كلّ المقادير بالماء الفاتر، دون إضافة منكهات أخرى، كما يقوم البعض بصنعها في هذه الأيام، ثم أقوم بتقطيع العجين بالسكين بعد تزيينه برسمات بسيطة بالاستعانة بالملعقة والشوكة دون اللجوء لتقطيعها بالقوالب، مضيفة “أجد في عمل الكليجا بهذه الطريقة متعة خاصة والسعادة تغمرني وأسترجع بذاكرتي السنوات التي كان فيها أفراد عائلتي في المنزل ويقومون بمساعدتي في صنعها وتحميرها”.
وتابعت “سابقاً كنت أقوم بتحمير الكليجا بالأفران الحجرية، فكان يضيف لها طعماً ومذاقاً طيباً، أما الآن فأعتمد على الفرن الكهربائي لتحميرها وذلك لسهولة استخدامه”.
من جانبها تحدّثت نفية عن صنع حلويات العيد: “الكليجا من الحلويات الأساسية والرئيسية في كلّ عيد إلى جانب بعض الأنواع الأخرى من المعجنات كالمعمول والبسكويت والكعك، لأنّ أطفالي يفضّلون المعجنات الأخرى أكثر من الكليجا”.
وأشارت نفية “أواجه بعض الصعوبات في تحضير وصنع الحلويات بسبب انقطاع الكهرباء المستمر، والأعباء المادية الإضافية لصنع أصناف أخرى إرضاءً لرغبة أطفالي لمعجناتهم المفضلة”.
يُذكر أنّ كلمة كليجا (فارسية) كُليجة أو كَليجة: هو خبز صغير معجون بالزبد، و ذكرها ابن بطوطة (ت 779 هـ) في رحلته، أثناء زيارته لأمير خوارزمي، وذكر أنّ مائدته فيها «الطعام من الدجاج المشوي والكراكي وأفراخ الحمام، وخبز معجون بالسمن يسمّونه (الكليجا)، والكعك والحلوى».