المجلس الوطني الكردي…قرار مخيب للأمال
عدنان بدرالدين
قرار الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي بالوقف المفاجئ والشامل لحملة الإضراب عن الطعام التي عمت كل مدن وبلدات الجزيرة وكردستان العراق وبعض البلدان الأوربية من أجل إطلاق سراح العشرات من قيادات أحزاب وأعضاء المجلس من سجون سلطة الأمر الواقع الأوجلانية هو بكل المقاييس قرار سيئ ومخيب للأمال. فالحملة كانت في طريقها لأن تعيد، ولو القليل، من الأمل لجماهير الشعب الكردي في الداخل وفي المنافي القريبة والبعيدة في أن المجلس العتيد يخرج، ولو ببطئ، من الفعل الكلامي إلى المقاومة العملية للمشروع المدمر للحركة الأوجلانية التي باتت تتصرف في كردستان سورية كقوة إحتلال. من المحزن، ولكن المثير للكثير من التساؤلات أيضا، إقتران هذا القرار بتزايد الإهتمام الدولي بما يجري من خروقات فظيعة لحقوق الإنسان تحت سلطة الأمر الواقع المتحالفة مع نظام الإستبداد، والمتخندقة في محور موسكو- طهران – دمشق كإحدى النتائج المباشرة لهذه الحملة.
كل الذرائع التي أوردتها الأمانة الموقرة في تبريرها لإتخاذ هذا القرار غير مقنعة. فنحن لم نسمع أحدا من أهالي السجناء يدعو إلى وقف الحملة، بل أن العكس تماما هو الصحيح، فقد كان هناك إصرار جلي من جانب الكثيرين منهم، وعلى شاشات التلفزة الكردية، على الإستمرار حتى تحقيق الهدف، مهما كانت النتائج. كان من الضروري إستبدال المضربين الذين تدهورت حالتهم بآخرين، فالحملة لايجب أن تشكل، بالطبع، خطرا على حياة المشاركين فيها، ولكن لايجوز لها أيضا أي تتوقف قبل تحقيق أهدافها.
أنا واثق من أن القيادي الأوجلاني الذي لمز من قناة المضربين عن الطعام نصرة لرفاقهم في سجون الإستبداد الكردي قبل عدة أيام بطريقة غير لائقة، يبتسم الآن جذلا وبتشف مخاطبا أتباعه بالقول:
– ألم أقل لكم أن المسألة برمتها غير جدية؟