المعارضة السورية تتعهد خطيا بعدم تجنيد الأطفال
Yekiti Media
لا يسعى المجتمع الدولي الإنساني إلى إنقاذ الأطفال في سوريا، ولا سيما بمناطق النزاع وحمايتهم من الاقتتال المستمر في الشمال السوري فحسب، بل باتت محاولاته لا تتوقف لانتشالهم من أن يكونوا بيادق في نار المعارك المشتعلة بعدما دخل بعضهم أتون الحرب قبل عقد من الزمن.
ويبقى تجنيد الأطفال في سوريا، ذلك البلد الذي مزقته الحرب أكثر الملفات الشائكة، ويجهض كل الجهود الدبلوماسية والإنسانية لوقف نزف المعركة ويوقف طاحونة الحرب الدائرة، إلا أن مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام للأطفال والصراعات المسلحة نجح في اختراق تلك الأزمة بتوقيع اتفاق خطة عمل تحول دون استمرارها.
من الموقعون؟
وشمل الاتفاق توقيع كل من (الجيش الوطني المعارض، وأحرار الشام، وجيش الإسلام) والفيالق والفصائل المتحالفة معهم بهدف إنهاء ومنع تجنيد الأطفال واستخدامهم وقتلهم وتشويههم، إعمالاً بقرار مجلس الأمن 1539 من عام 2004 والقرارات اللاحقة.
وبحسب بيان اتفاق الخطة إنه حضر ووقع على ذلك “حسن الحمادة من الجيش الوطني المعارض، وعامر الشيخ عن أحرار الشام، ومحمد دوارة عن جيش الإسلام، بينما وقعت فرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح نيابة عن الأمم المتحدة في الثالث من يونيو (حزيران) الجاري”.
وتلتزم القوى العسكرية من المعارضة السورية المسلحة بإنهاء ومنع تجنيد واستخدام وقتل الأطفال وتشويههم، وإصدار أوامر قيادية في هذا الشأن، والتعرف على الصغار الموجودين حالياً في صفوفها وإطلاق سراحهم، ووضع تدابير وقائية وحمائية وتأديبية في ما يتصل بتجنيد الأطفال.
وقال البيان “ستطبق خطة العمل على أي من الفصائل الجديدة التي تنضم أو تنسحب من الجيش الوطني المعارض، والجماعات التابعة له بعد توقيعها”.
بدورها قالت غامبا “في حين أن التوقيع على خطة العمل هذه خطوة مشجعة نحو حماية الأطفال، فإن تنفيذها الكامل سيكون حاسماً لتحقيق نتائج ملموسة لحمايتهم”، داعية جميع الأطراف إلى العمل للوصول إلى حل سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254 من عام 2015 لتحقيق السلام المستدام في البلاد.
حماية الطفل واجب
إزاء ذلك كشف تقرير سابق أصدرته منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة عن تجنيد 52 طفلاً خلال عام 2023 بينهم 29 قاصراً و23 قاصرة، ونبه التقرير إلى ما يشكله تجنيد الأطفال من خرق لميثاق العقد الاجتماعي في شمال شرقي سوريا الصادر في الـ23 من ديسمبر (كانون الأول) 2023 ويضم به حقوق المرأة والطفل.
وكانت الأمم المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقعتا على تأسيس مكتب حماية الطفل من النزاعات المسلحة التابع للإدارة الذاتية، وأعقب ذلك إصدار قانون حماية الطفل الذي ينص على إبعاد الصغار من النزاعات المسلحة….
تقرير عن تجنيد القاصرين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (أضغط هنا)
ويرى رئيس منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بسام الأحمد أن مجرد التوقيع على مثل هذه الاتفاقات سواء مع “الجيش الوطني المعارض أم الفصائل التابعة له أو غيرها” يدل على وجود انتهاكات سابقة في ما يخص تجنيد الأطفال ويدحض تهربهم من الوثائق والتقارير التي تثبت تورطهم بذلك، مضيفاً “بعد دخولنا في السنة الـ14 من عمر النزاع يعني أن عقد من الزمن حدثت فيه عمليات كثيرة”.