المناطق السياحية بين جمالية المكان وسوء طرقها وتهميشها
Yekiti Media
تمتاز مدن وبلدات كُردستان سوريا باحتوائها على مناطق ذات طبيعة جميلة وهادئة غالبا ما تكون ملاذاً للاسترخاء والرحلات الربيعية والصيفية، حيث الأنهار القصيرة أو برك سباحةٍ يلجأ اليها قاطنو المدن بغرض السباحة وهرباً من ارتفاع درجات الحرارة صيفاً والمتلازمة مع انقطاع الكهرباء أحياناً.
ولتسليط الضوء على تلك المناطق كان ليكيتي ميديا جولة في عدة أماكن في منطقة ديرك والتي عُرفت بارتياد المواطنين لها ومنها: سويديكي ونبع الماء الصافي وبركتها الجميلة الحاضنة كجارتها شكر خاج للنهر والأشجار الكثيفة المتعانقة، والتي أصبحت مكاناً يقي الوافد إليها نفسه وعائلته حرّ الصيف وشمسه الحارقة.
ولا شكّ بأنّ النبع وبركة السباحة التي اعتاد أهالي تلك المناطق الذهاب إليهما غالباً لاتكون بالمكان المهيّأ من حيث الجاهزية لكن تبقيان خياراً للزائر إليهما وخاصةً بوجود بركة مياه صافية في جارودية التابعة لديرك وكذا منطقة حياكة الغنية بالمياه والشجر.
لعلّ أكثر الصعوبات التي تواجه المتجه للنبع والنهر في سويديكي وشكر خاج هي الطريق الواصل بين مدينة ديرك/وسويديي وشكرخاج، حيث تعدّ وفق المقاييس وكأنها خارج الخدمة ناهيك عن عدم ردم الحفر والمطبّات الكثيرة فيها، فمساحتها ضيقة مع انعراج وانحدار شديدين طالما كان ومازال هاجساً للكثيرين وخاصةً أنه شهد عدة حوادث مؤلمة، ولاسيما أنها صلة وصل بين قرى مجاورة ومدينة ديرك.
وهنا لا نستطيع تجاوز /جم شرف – عين ديوار/ عروس الشريط الحدودي الجامعة لسكان المدن والقرى البعيدة منها والقريبة بغرض الاسترخاء ضمن الرحلات العائلية والشبابية. فهي بدون منازع مصياف رائع يرتاده الراغب فهي المسلك لبرا بافت وجماليته الحاضرة على أرض كُردستان سر خت وبن خت، وكذا كهنيا غيدا وسقلان اللتان كانتا وللآن تعدّان من أهدأ ما يمكن أن يرتاح فيها قاصدها.
وتُعتبر عين ديوار الواقعة على نهر دجلة، الفاصل بين كُردستان سوريا وكُردستان تركيا، وهي المطلة على بوتان المدينة والمعرّبة إلى جزيرة ابن عمر، الأكثر احتضاناً للوافدين القاصدين للاستجمام والراحة، إلا أنها وبالرغم من امتيازها بطبيعةٍ خلّابة ومحاذاتها لنهر دجلة لم تحظَ بالاهتمام الكافي من قبل المهتمّين والعاملين على هذا الجانب.
وهذا ما أكّده المواطن /ب – أ/ والذي فضّل عدم ذكر اسمه، وهو من سكان مدينة ديرك: كنا نقول سابقاً بأنّ الحكومة غير مهتمة بالمنطقة الكُردية ولا تعيرها الاهتمام كما بجب، لكن حقيقةً لا نعلم ولا نفهم حجم التجاهل من إدارة ال pyd وعدم اهتمامهم بهذه المناطق وتجهيز وتحسين الطرق المؤدّية إليها.
وقال المواطن /خ – ع/ في هذا الصدد “حقيقةً لا أجد الفرق بين برا دلال وبرا بافت كما عين ديوار وغيرها من الأمكنة السياحية إلا فقر الخدمات هنا”.
وأضاف: إن وجِدت المطاعم والمتنزهات فوق هذه التلال الجميلة فلن تكون إلا جنةً ننعم بهدوء وجمالية نستحقّها إلا أنه ماباليد حيلة، فكلّ مسؤول وردَ على مناطقنا للأن لم يعرها الاهتمام المطلوب.
يُذكر بأنّ أهالي بعض القرى عمدوا إلى تحسين طرق قراهم من خلال جمع الاشتراكات من بعضهم البعض، وقد تنصّلت البلدية من دفع تكاليف تحسين الطرق ومن بينها “قرية ركافا – كاني نعمة – كاسان – مزر – جم شرف – زهيرية” وغيرها من القرى التابعة لمدينة ديرك، والتي خرجت معظم الطرق المؤدّية إليها عن الخدمة نتاج الحفر العشوائي ورداءة المواد المستخدمة.