المنظمة الآثورية الديمقراطية: الاسد يرمي في تصريحاته إلى التحريض ومواصلة إثارة الفتن بين المكونات السورية الأصيلة
في وقتٍ يعاني فيه السوريون من آثار الحرب المدمّرة التي شنّها النظام لمواجهة مطالبهم في الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية، وفي وقتٍ تتدهور فيه الأوضاع المعاشية للمواطنين في كافة المناطق إلى مزيدٍ من البؤس الذي لم يعهدوه منذ نشوء الدولة السورية الحديثة التي تحولّت إلى دولة فاشلة في ظل حكمه الذي امتد لحوالي خمسة عقود. يستمرّ النظام في التنصّل من مسؤولياته من خلال الهروب إلى الأمام، للتغطية على العجز والعزلة التي يعاني منها شعبياً ودولياً.
من خلال اتّباع نهجٍ يقوم على التلاعب بالمشاعر القومية والدينية، وإثارة الفتنة بين مكونات المجتمع، وتحريض الجميع ضد الجميع عبر استخدام المؤسسات الدينية الرسمية من أجل خدمة هدفه في البقاء في السلطة ضد إرادة الشعب.
تجلّى هذا النهج بوضوح في الخطاب الذي ألقاه رأس النظام في الاجتماع الدوري الموسّع الذي عُقد في جامع العثمان بتاريخ 7/12/2020 أمام علماء وعالمات وزارة الأوقاف.
وجاء الخطاب مكمّلاً لخطبة وزير الأوقاف في أحد مساجد طرطوس بتاريخ 4/12/2020 والذي تخلّى فيه النظام عن شعارات حماية الأقليات وحصن العلمانية تجاه قوى الإرهاب والتكفيرالتي ضلّل بها المجتمع الدولي طويلاً، ليدشّن حملة منظّمة تهدف إلى تسفيه قيم الحداثة كالحرية والمساواة والديمقراطية والمواطنة المتساوية والتنوّع والعلمانية وحقوق الإنسان، بحجّة الحفاظ على الدين وصون عقيدة المجتمع، من خلال الربط بين العروبة والإسلام بطريقة تنزع عنهما أيّة قيمة إنسانية وحضارية عُرٍفت بها، ودفعها إلى التماهي الكامل مع منظومة البعث التي جلبت الخراب والدمار على سوريا والعراق وسائر دول المنطقة.
طغى على الخطاب جملة من المغالطات والتناقضات التي لا تستند إلى أيّة قاعدة فكرية أو تاريخية، ومكمن الخطورة في الخطاب، يتمثّل في التنكّر لتاريخ سوريا وثقافتها وحضارتها التي قامت وما تزال على قاعدة التنوعّ القومي والديني والثقافي، واستهداف المكوّن السرياني الآشوري العريق والتحريض عليه، متجاهلاً إسهامات ودور السريان الآشوريين في بناء حضارة سوريا والمنطقة، والتي تشهد عليها الآثار المنتشرة في كل بقاع سوريا، ووثّقها كبار المؤرخين من العرب والمسلمين قبل غيرهم. إضافة لما يمثّله هذا الاستهداف من مخاطر على ما تبقّى من وجود المكون السرياني الآشوري والمسيحيين عموماً والذي تضاءل إلى أدنى مستوى له في ظل حكم هذا النظام.
إننّا في المنظمة الآثورية الديمقراطية، إذ نرفض وندين هذا النهج الذي يرمي إلى التحريض ومواصلة إثارة الفتن بين المكونات السورية الأصيلة بقصد القضاء على حالة التنوع واستمرار التحكّم بالمجتمع، فإننا على يقين بأن غالبية العرب والمسلمين في سوريا، سوف لن تنطلي عليهم هذه اللعبة، وسيرفضونها بدورهم، لأنّهم دفعوا ثمناً باهظاً جرّاء سياسات وقمع النظام إلى جانب بقية مكونات الشعب السوري. حيث يتطلّع الجميع إلى القطع مع منظومة الاستبداد، وبناء دولة ديمقراطية تستلهم قيم الحداثة والعصر، وتقوم على أسس العدالة والمساواة والديمقراطية والشراكة والمواطنة المتساوية، ويتمتع فيها جميع المواطنين من كافة القوميات والأديان بكامل حقوقهم التي سوف يصونها دستور سوريا الجديد بإرادة وتوافق الجميع.
سوريا 13/12/2020
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي