النظام وأذياله و تكميم الأفواه
عندما قامت الثورة السلمية في سوريا و طالب الشعب بالحرية و الديمقراطية جاءت القاذورات المحملة على كفوف الراحة من قبل الأنظمة الإقليمية و النظام الإستبدادي في دمشق و الذين سلموهم معاول الهدم و آلات القتل و الدمار ليخربوا بأيديهم و أيدي من يعاونونهم الديار، و يرتكبوا جرائمهم البشعة قلما عرف التاريخ مثله من جرائم الذبح و القتل و المجازر و تدمير المدن و القرى و الأحياء المدنية فقتلوا أحلام الشعب السوري في تنفس الحرية و شرب الديمقراطية و تم ذبح و نحر الوطن من الوريد إلى الوريد، قدموا أنفسهم على أنهم أولياء على الشعب المسالم و تحت اللباس الديني و التقوى تارة و الطائفي تارة أخرى سلبوا و اغتصبوا و نهبوا و انتقموا من كل قرية و بلدة نادت بالحرية و طالبت بتغيير النظام و نشروا فكرهم الظلامي في كل مكان داخل الوطن و خرجوا إلينا بأساليبهم الدنيئة و الرخيصة و مارسوا إرهابهم ضمن صفقات مع النظام و تلاشت آثار الثورة و ضاعت ملامح شئ اسمه الوطن و أصيب الشعب بخيبة الأمل عندما فاحت رائحة أفعالهم الإرهابية تحت مبررات حماية الشعب و رفع الظلم و حماية أملاك الناس و الدفاع عن الثورة وحتى اسم الثورة سرقوه و سموا أنفسهم بالثوار و المجاهدين و في النهاية تبين لدى الذين كانوا يؤمنون بهم على أنهم من لاعقي أحذية النظام و يعملون تحت أمرة مخابراته و أجهزته الأمنية و هدفهم أسقاط الشعب لصالح النظام و حاشيته.
يبدو أن الشعب السوري قد إرتكب خطيئة كبرى لا تغتفر و أجرم بحق نفسه لن ينساه أبد الدهر و سوف تتذكره الأجيال عندما طالب بشم رائحة الحرية و قد أحيلت أوراق الشعب السوري بالكامل إلى القاضي العام التابع للنظام الذي لا يعرف عنه شيئاً سوى أنه ظالم و لا يحب إلا الظلم و التعدي على الأبرياء و حقوقهم و السير خلف الطغاة و المستبدين مبرري أفعال النظام الذين استخدموهم طوال العقود الماضية بمثابة السوط و الجلاد لتعذيب الشعب و تخويفهم و جعلهم يعيشون في حالة من الهلع و الإضطراب النفسي خوفاً من إرهاب النظام و حكم قضاتهم الذين قذفوا بالإنسانية و الوطنية خلف ظهورهم من أجل تأمين مكانتهم بين المستبدين و حتى الذين تظاهروا بالديانة دهسوا عليها من أجل مكاسب دنيوية زائلة في مفهومهم على الأقل.
إن الذين يمارسون سياسة تكميم الأفواه و التسلط و الإستفراد بالقرارات المصيرية و كتم نفس الإعلام بإتباع سياسة الترهيب و الوعيد ضد المؤسسات الإعلامية و كوادرها الوطنية الذين يتخذون مواقف وطنية لتصحيح المسارات من جميع النواحي سواء بالعمل ضد ملفات الفساد أو الظلم أو حتى ضد الإنقسام الطائفي أو الحزبي في مجتمعنا الممزق أصلاً سوف يبقى هؤلاء الصوت الحر الذي يهز ضمير كل وطني شريف من خلال تمسكه بالثوابت الوطنية ( جنكين العليكو مثالاً)و من الطبيعي أن تجد الآلاف يدافعون عنه و عن فكره و حسه الوطني الرفيع و يسكن في القلوب و الضمائر و يصبح بشكل أوتوماتيكي لسان حال المظلومين الذين يبحثون عن حلول يرضي الجميع لأن رأسماله الحق و الشجاعة و الصبر و من هنا تتوالد العلاقة الوطنية بين المناضلين على جميع الأصعدة سياسياً و أعلامياً و عسكرياً و بين أبناء الشعب الذين يهدفون في توجيه الطاقات نحو الهدف الصحيح و يمارسون النقد البناء و الجرئ للإنتقال إلى حياة أفضل بغض النظر عن الإنتماءات الحزبية أو الطبقية أو المذهبية.
الشعب الكردي لا يريد أن ينتقل من ضحية لمستبد إلى ضحية لمن لا يعرفون قيمة المواطن والوطن و لا يعطون للإنسان أية أهمية، نطالب بالحرية للجميع و إطلاق سراح جميع المعتقلين و إنهاء حالة التفرد في القرارات و الإتفاق على الحدود الدنيا بين مختلف التيارات و الأحزاب و الشعب الكردي لا يريد أن يكون خدماً لدى الدول الأقليمية و الأنظمة الديكتاتورية بل يريد أن يعمل في سبيل حماية وطنه الذي طالما كان يناضل و يكافح من أجله و المواطن الكردي الذي طالما كان ضحية الأنظمة المستبدة المتعاقبة.
مروان سليمان
05.01.2016