الهــجرة من كُـردستان سـوريا… سياسة ممنهجة لإفراغ المنطقة من أهلها الأصليين
Yekiti Media
نـزيف بشري كبير في فئة الشباب بكُـردستان سوريا، جراء الأوضاع السياسية والأمنية، والاقتصادية، صــوب الدول الإقليمية، القارة الأوروبية، بالرغم من التكاليف المادية الكبيرة، والصعوبات الجمّة التي تواجههم في رحلتهم المحفوفة بالمخاطر.
وتختلف طرق السفر بحسب إمكانيات المهاجر، وتبدأ بالوصول إلى تركيا، لبنان، والعــراق، ومــن ثــم نحو إحدى الدول المراد الوصول إليها.
الخــروج من كُـردستان سوريا:
أمام المهاجرين في كُـردستان سوريا، طــرق عــديدة بحسب متابعة يكيتي ميديا لقضية الهجرة، فالمهاجر الراغب بالسفر عبر تركيا، عليه إمّا الذهاب عن طريق عين ديــوار، في ريف ديرك، والذي يكلّف الشخص الواحد نحــو 3000 / 5000 دولار أمريكي، وهو يأتي بالتنسيق ما بين المهرّبين، ومسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي، أو عن طريق سري كانييه والذي يكلّف 2000/ 3000 دولار أمريكي، وتأتي بالتنسيق بين المهرّبين، وبين مسلحي الاتحاد الديمقراطي، ومسلحي المعارضة السورية في سري كانييه، والمبلغ المدفوع وبالاتفاق مع المهرّب حتى الوصول إلى اسطنبول، وبدء رحلة جديدة، فإمّا السفر عبر بلغاريا، وإمّا عبر اليونان، وهي أيضاً بحسب إمكانيات المهاجر، وتكلّف من 14000 $ إلى 18000 $ .
وبحسب المتابعة، يسافر البعض منهم مشياً، والبعض الآخر بالشاحنات المختلفة، أو بالطائرات كما ويسافر الكثير منهم عن طريق منح دراسية إلى روسيا، رومانيا، وأوكرانيا، ومن ثم التوجه نحو إحدى الدول الأوروبية.
ومن الصعوبات التي تواجه المهاجرين في المرحلة الأولى، الجندرمة التركية، والتي غالباً ما تقوم بطردهم وضربهم، كما لقي الكثير من المهاجرين حتفهم جراء إطلاق النار عليهم، كما ويقوم البوليس التركي باعتقال السوريين في اسطنبول، وإرسالهم إلى المخيمات في آضنة.
ويتعرّض المهاجرون للمضايقات الكثيرة من قبل أقرانهم من الأفغان، والعراقيين والفلسطينيين في مخيمات اليونان.
وفي سري كانييه وبعد الوصول إليها يتعرّض الكثير منهم للاعتقال من قبل مسلحي المعارضة، بغرض طلب فديات مالية كبيرة منهم، يكيتي ميديا وثّقت اعتقال شاب من الحسكة أكّدت عائلته دفع 8000 دولار أمريكي مقابل الإفراج عنه، وعودته إلى المنزل، كما وحصل موقعنا على معلومات تفيد باعتقال مسلحي المعارضة لعدد من الشباب المهاجرين، بعد عبورهم الحدود واعتقالهم من قبل الجندرمة التركية وتسليمهم لمسلحي المعارضة، وعائلاتهم تنتظر عن طريق المهربين معرفة مصيرهم.
ويسافر الكثير من الشباب عن طريق إقليم كُـردستان العراق، منطقة الكوجرات بريف ديرك، وإلى منطقة شنكال عن طريق الهول شرقي الحسكة، ومن ثم التوجه إلى إيران، أو تركيا، ويدفع كل مهاجر 2000 دولار للوصول إلى شنكال وإقليم كُـردستان.
وتقوم الكثير من العائلات، بإرسال أبنائهم القاصرين إلى أوروبا، بالرغم من الصعوبات الكثيرة، املاً في وصولهم إلى مبتغاهم، ومن ثم إجراء (لم الشمل)، كما وتسافر علائلات بشكل كامل، وتضطرّ لبيع أثاث منزلها، وممتلكاتها بأسعار زهيدة.
وفي كوباني، تنشط طرق التهريب في الريف الشرقي والغربي، وبشكلٍ ممنهج بين المهربين ومسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي، وتتفاوت الأسعار ما بين 1500 إلى 1700 دولار أمريكي، كما ويقوم آخرون بالتنقل إلى إعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة عن طريق المهرّبين، والدخول إلى تركيا عبر البوابة الحدودية وبأسعار تتراوح ما بين 3500 إلى 4000 دولار أمريكي.
وارتفعت وتيرة الهجرة خلال الفترة الماضية في عدة مناطق كُـردية، وتعود لأسباب عديدة، بحسب مراقبين، إلى السياسيات المتّبعة من قبل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي، منها اقتصادية، (عدم وجود فرص عمل/ احتكار/ فساد/ فقدان المواد والسلع الأساسية من الأسواق/ فقدان الوقود) وغلائها، وفرض المناهج المؤدلجة، وأسباب أمنية وسياسية وسعي الاتحاد الديمقراطي لإنهاء الحياة السياسية، وبالتالي إفراغ المنطقة من الشباب.
تجدر الإشارة إلى أنّ المئات من اللاجئين الكُـرد فقدوا حياتهم في طريق وصولهم إلى أوروبا، غرقاً في البحار، ومن البرد في الغابات،والاختناق في الشاحنات والسيارات، وجراء حوادث السير.