الهلال الأحمر في سري كانييه (براء اختراع في إذلال الناس)
جوان واشوكاني
من المعرف أن منظمات الإغاثة الدولية في ظروف الأزمات من المفترض أن تكون عونا للناس ، لا وسيلة من أفظع الوسائل في إذلالهم و إهانتهم….؟
\\بدون مقدمة\\
و شعبة الهلال الأحمر في مدينة سري كانييه التابعة لمحافظة الحسكة تعد نموذجا فظا في ذلك و تكاد تكون مدرسة لكل من يريد أن يتعلم و يتعرف على آخر أساليب و فنون تعذيب و إذلال الناس
\\روتاري الهلال الأحمر\\
إن شعبة الهلال الحمر في سري كانييه تعمل في سرية تامة جدا و بعيدا عن شيء دارج على المستوى العالمي هذه الأيام ( الشفافية ) وكأنها إحدى المنظمات التابعة لحركة الماسون العالمية فلا يعلم بما يجري بداخلها إلا من فيها ، و من يتركها لأي سبب كان يصيبه الشلل التام في لسانه و ضميره الإنساني …..
\\ براءة اختراع \\
متى و من يستحق السلة الغذائية ؟
في ذلك حدث ولا حرج فان القائمين على الهلال يبدعون في ذلك أيما أبداع فلا يعرف من يحق له الحصول على السلة الغذائية و متى إلا هم …… قبل عام كان المقياس الزمني لتوزيع السلة هو ( كل سنة مرة واحدة ) أي كل من كان دفتر أسرته مختوما خلال نفس السنة و لمرة واحدة فلا يحق له الحصول على سلة ثانية مهما كانت الأسباب ، هذا أولاً ، و ثانياً و هو الأهم فالأفضلية لذوي الاحتياجات الخاصة و الأرامل و الأيتام و أبناء السبيل ……. و إذا دققت في الشروط جيدا تجد أنها تكاد تنطبق على ساكني القبور و ليس الأحياء ، و اعتقد إن كل هذه الإجراءات و الشروط هي ( براءة اختراع ) من القائمين على الهلال و يجب أن تسجل باسمهم تحت طائلة المساءلة القانونية لمن يريد الاستفادة من ذلك……
\\ آلية التوزيع \\
بعد صدور القرار التاريخي من سدنة شعبة الهلال لتوزيع ما تبقى من سلال غذائية بعد أن تم توزيع معظم السلال على العامين في الهلال بدءاً وليس انتهاءاً برئيس الشعبة وأقاربهم من الدرجة العاشرة والعشيرة والقبيلة ، يوزع الباقي لذر الرماد في العيون … والسؤال الأهم بأية آلية يوزع هذا الفتات ؟ إن رحلة الحصول على السلة ، وفي ذلك اليوم يكون اليوم الموعود للحصول على السلة ، وفي ذلك اليوم يكون الناس قد أعدوا لهذا اليوم ما استطاعوا من قوة ورباطة جأش وخاصة النساء وهن الغالب
الغالبية العظمى ، حيث يوزعن أطفالهن الصغار على بين الأهل والجيران ومن ليس له قريب فمصير الأولاد مرافقة الأم في أبشع يوم في تاريخ طفولتهم البريء وفي ذلك اليوم الموعود ومنذ ساعات الفجر الأولى ينطلق الناس زرافات إلى شعبة الهلال لحجز دور وأي دور وخاصة النساء حيث يصطفون على شكل كتل بشرية ، وبعد ثلاث أو أربع ساعات تطل شمس الصيف الحارقة ومعها يطل سدنة المعبد ( الهلال ) بصدور عالية ونظرات قلها ازدراء وقرف إلى هذا الحشد الكبير وبعد أن يشقوا الصفوف ليفتحوا باب المعبد ( الشعبة ) وهم المميزون بخوذاتهم وقمصانهم بشارات الهلال الأحمر ، وما هي إلا لحظات حتى يبدأ يوم الحشر العظيم ، فمن كان يحمل كتابه باليمين ( الأغنياء وذوي الجاه وبشكل عام أولاد الست ) فلهم السلة الغذائية بكل أريحية ومن الباب الخلفي … أما الذين يحملون كتبهم باليسار فالويل والبثور وعظائم المسبات والإهانات من قبل هؤلاء الذين يعتمرون شارات الهلال فتراهم يتحكمون بالناس بأبشع الوسائل وضاعة ووقاحة ، وكأنهم ضباط برتبة الأمراء والناس من حولهم مجندين لا حول ولا قوة لهم مع أنه من بينهم ( الطبيب والمهندس والمدرسين والمدرسات وكافة فئات المجتمع … ) وبعد عناء يوم طويل ، وكما في الامتحان حيث يكرم المرء أو يهان حيث تبيض وجوه وتسود وجوه ، يظفر الأقلية بسلة غذائية ويعود الأغلبية بخفي حنين ، ولعل أشدهم تمرداً و( ثورية ) وعدم تحملاً لما يحدث هو الذي يقدم على تمزيق تلك الورقة الممهورة بخاتم الهلال عائداً إلى وهو يلعن الساعة التي قرر فيها المجيء إلى هذا المكان …
\\ أين منظمات المجتمع المدني \\
طبعاً كل ذلك يحدث وكما ذكرنا تحت شمس الصيف الحارقة وسدنة المعبد يعملون بكل بلادة ولا مبالاة ، في مدينة هي بالأساس مدينتهم ويفترض بأن هؤلاء هم أولاد البلد ، وتحت أنظار ( منظمات المجتمع المدني ) وما هب ودب من كافة المنظمات الإنسانية والغير إنسانية والجمعيات الخيرية والشريرة وكافة الأحزاب ومراسلي القنوات والصحف الذين أصبحوا ينمون عرضياً بعد أن توقف نموهم الطولي . وكأن هؤلاء الناس ليس ناسهم وكأن المدينة لا تعنيهم في شيء . أما المراسلون فلا يهمهم سوى تقارير فارغة من المضمون وكلمات منمقة لا تزعج أحداً ، همهم الوحيد الحفنة من الدولارات مقابل التقرير ، وليذهب الجميع إلى الجحيم مادام هم في نعيم …
\\ شعبة الهلال نموذجاً \\
بالطبع عندما نتحدث عن شعبة الهلال الأحمر ، هذا لا يعني أن باقي المنظمات الإغاثية والجمعيات ( الخيرية ) تعمل بشفافية ووفق المعايير التي تحافظ على كرامة الإنسان كإنسان ، ولكن الهلال الأحمر هو النموذج الفظ ليس إلا …
السؤال المطروح : لماذا يحدث كل ذلك ؟ وهل يتم ذلك عن سابق إصرار وتخطيط ؟ ومن المسئول عن ذلك ؟ ولماذا يتم كل ذلك ؟ سؤال مركب برسم كل من يعتبر نفسة معنياً بهذه المدينة وأبناء هذه المدينة .