الوفد الإسرائيلي في موسكو: السوريون أطلقوا النار لمدة 40 دقيقة بعد عودة مقاتلاتنا إلى قواعدها
Yekiti Media
عقد الوفد العسكري الإسرائيلي الذي يزور موسكو حالياً عدداً من الاجتماعات رفيعة المستوى مع المسؤولين الروس يوم الخميس في محاولة لنزع فتيل التوتر الذي نجم عن سقوط طائرة روسية قبالة السواحل السورية خلال غارة جوية إسرائيلية في وقت سابق الأسبوع الماضي.
وعرض الوفد الإسرائيلي الذي يترأسه قائد القوات الجوية الميجور جنرال أميكام نوركين على نظيره الروسي نتائج التحقيق الأولي الذي أجرته قوات الدفاع الإسرائيلية في الحادث وأظهر أن سوريا وليس إسرائيل هي المسؤولة عن إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية إيل -20 ومقتل طاقمها المكون من 15 عسكرياً.
وقدّم الوفد الإسرائيلي خلال الاجتماعات معلومات استخبارية تتعلق بـ”الجهود الإيرانية الرامية إلى إقامة وجود عسكري دائم في سوريا ونقل أسلحة متطورة إلى الجماعات الإرهابية في المنطقة”، بحسب بيان للجيش نقلته صحيفة “ذي تايمز أوف إسرائيل”.
وتابع بيان جيش الدفاع الإسرائيلي أن “الاجتماعات عقدت بروح طيبة وكان هناك حوار مهني ومفتوح وشفاف حول مختلف القضايا، وتم التركيز على أهمية مصالح الدولتين واستمرار آلية نزع التصعيد” في إشارة إلى الخط الساخن بين البلدين حول سوريا.
ونفى متحدث باسم الكرملين تقريراً إسرائيلياً يفيد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعى إلى عقد اجتماع مع نوركين خلال زيارته، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية، وأوضح أن بوتين ونوركين لن يلتقيا.
وبدأ كل شيء مساء الاثنين الماضي عندما شن سلاح الجو الإسرائيلي غارة جوية على ما قيل إنها منشأة أسلحة بالقرب من مدينة اللاذقية قالت إسرائيل إنها تستخدم لتخزين ونقل الذخيرة المتقدمة لحزب الله وغيره من حلفاء إيران.
وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية قد كشفت نقلاً عن مصادر إسرائيلية لم تسمها أن طهران افترضت أن تل أبيب لن تهاجم في اللاذقية بسبب الوجود الروسي المكثف قربها وبالتالي حاولت تعزيز أنشطتها هناك.
وقال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان في وقت سابق يوم الخميس خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه يتفهم الغضب الروسي لكن إسرائيل ستواصل عملياتها في سوريا من أجل محاربة أنشطة إيران، نافياً أي مسؤولية إسرائيلية عن الحادث.
وأضاف ليبرمان “أقبل وصف الرئيس الروسي بأن هذا كان حادثاً مأساوياً، لكن المسؤول عنه هو جيش الأسد”. وتابع “هنالك جيش ودفاعات جوية، أناس غير مسؤولين وغير محترفين يبدو أنهم تصرفوا بعد أن كانت طائرات سلاح الجو الإسرائيلية تحلق في المجال الجوي الإسرائيلي”.
وكانت إسرائيل قد نشرت تقريراً من 40 صفحة باللغتين الإنكليزية والروسية يظهر أن بطاريات سورية مضادة للطائرات أطلقت عشرات القذائف دون تمييز لمدة 40 دقيقة بعد الهجوم الإسرائيلي الأولي وأن وحدات الدفاع الجوي السورية أطلقت النار دون أهداف محددة ودون أن “تكلف نفسها عناء التأكد من عدم وجود طائرات روسية في الجو”.
وشدد التقرير، الذي تحدثت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن الجيش السوري شغّل عدة بطاريات مضادة للطائرات وأطلق عشرات الصواريخ بينها واحد ضخم من طراز S-200 بعد فترة طويلة من عودة الطائرات الإسرائيلية إلى قواعدها.
وأشار الوفد الإسرائيلي لنظيره الروسي بأن القضية الأساسية هي التغيير في سلوك القوات السورية الذي كان يفترض أن الصواريخ السورية لن تفعل الكثير في مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية. لكن منذ أن تمكن السوريون من إسقاط مقاتلة إف 16 إسرائيلية في شباط/فبراير الماضي، وهي المرة الأولى منذ 1982، باتوا أكثر نشاطاً في جهودهم ونشروا لهذا الغرض بطاريات صواريخ جديدة ومتقدمة مصدرها روسيا.
إلى جانب ذلك، قالت “يديعوت أحرونوت” إن روسيا أصدرت أوامر تقييد للطيران يوم الأربعاء للحد من الرحلات الجوية في المجال الجوي القبرصي وعلى المناطق المتاخمة لسوريا في إطار الاستعداد الروسي لمناورات عسكرية في عدد من المناطق البحرية في المنطقة وسيستمر حتى الأربعاء القادم، مما قد يؤثر على بعض طرق الطيران التي تخضع لقبرص قانوناً، بما في ذلك الرحلات الجوية إلى إسرائيل ولبنان وسوريا.
وقال جيش الدفاع الإسرائيلي إن “روسيا قد قررت إغلاق بعض مسارات الطيران لفترة محدودة، الأمر الذي يتطلب التنسيق مع الأنشطة الجوية الأخرى التي تجري في قبرص والمجاورة لإسرائيل”، مضيفاً إن ذلك لن يؤثر على الرحلات العسكرية والمدنية في الشرق الأوسط وأن الإغلاق ليس الأول من نوعه وسيكون مؤقتاً.
مونت كارلو