انتشار زراعة البطاطا في شرقي قامشلو
Yekiti Media
تعرف زراعة الخضروات بأنها إنماء الخضروات بهدف استهلاكها أو الإتجار بها محلياً، حيث تعتمد معظم مناطق كُردستان سوريا على الإنتاج المحلي وذلك من خلال زراعة مساحاتٍ كبيرة من الأراضي الزراعية بأنواع مختلفة من الخضروات، لإمداد السوق بالإنتاج المحلي، ولأول مرة في المنطقة الكُردية قام أحد المزارعين بزراعة البطاطا في أرضه، كتجربة أولية في المنطقة، على أمل نجاح هذه التجربة بإنتاجٍ جيد ووفير.
محمد أبو علاء ،الرجل الستّيني ، مزارع من بلدة تل معروف شرقي مدينة قامشلو، يعمل في زراعة الخضروات الموسمية على مدار السنة، بالإضافة لزراعة المحاصيل الزراعية، كالقمح والشعير منذ سنوات، في أرضه القريبة من بلدته، بهدف تأمين دخل مادي له ولأسرته.
بالحديث عن عمله واعتماده زراعة البطاطا ،هذه السنة، صرّح لموقع يكيتي ميديا ” أعمل بزراعة الخضروات منذ عام 1990،أي ما يقارب ال 32سنة، وقمت أيضاً بزراعة البطاطا، لعدة سنوات ضمن مساحات صغيرة، ولكن لم تنجح زراعتها ،بسبب رداءة البذار، خلال سنتين قدم إلى بلدتنا أقاربي من منبج وقاموا هذه السنة بتأمين البذار الهجين وإحضار آلياتهم الخاصة بزراعة البطاطا ،وقاموا بترشيدي وتزويدي بالتعليمات الضرورية في كيفية الزراعة بالطرق الصحيحة والمناسبة، وبعد اطلاعي على إنتاجهم الشتوي الجيد تشجعت لاستثمار أرضي في زراعة البطاطا بمساحةٍ شاسعة، فقد كان انتاجهم الشتوي بحدود ال 40 طناً من البطاطا لكلّ هكتار، وقمت بزراعة الأرض بداية شهر آب الحالي ببذار البطاطا آملاً بإنتاج جيد كتجربة أولية في زراعتها”.
وأضاف “قمت بتهيئة الأرض وفلاحتها بعد تأمين بذار البطاطا، و قمت بتأمين كافة المستلزمات الضرورية من أسمدة وعدة الزراعة وآليات والأيدي العاملة التي استعين بهم هم أبنائي، كما ونوّه: إنّ زراعة البطاطا تكون في الموسم الشتوي في شهر شباط وتكون الأفضل وإنتاجها وفيرٌ”.
وأشار إلى التحديات والصعوبات التي تواجهه ” الصعوبة الأساسية التي تواجهني هي الحصول على الكميات اللازمة من مادة المازوت للمولدات المخصصة للآبار لسقي المزروعات، والتي تكون مفقودة معظم الأوقات مما يجبرني لشراء المازوت الحر بأسعار مرتفعة حتى أضمن إنتاج جيد لموسمي، وأيضاً نعاني الأعباء المادية الكبيرة في الزراعة ،من ارتفاع سعر الأسمدة والأدوية الخاصة للمزروعات، فالأسمدة تكون أسعارها بعملة الدولار حيث أنّ سعر طن السماد 700دولار، وهذا مكلف جداً بالنسبة لنا كمزارعين”.
ولتسليط الضوء على زراعة البطاطا في المنطقة، قال المهندس الزراعي نزار موسى، في تصريحٍ ليكيتي ميديا:
نظراً لأهمية استهلاك البطاطا كسلعةٍ غذائية وازدياد الطلب عليها في كلّ أنحاء العالم ، تأتي أهمية التركيز على هذه المادة الغذائية التي كانت تزرع سابقاً في الجزيرة السورية بنسب ضئيلة وغير اقتصادية، معتمدة على زراعة الدرنات وعلى الرطوبة التي قلّت مع مرور الزمن.
وأضاف: توجيه الاهتمام بزراعة البطاطا في مناطقنا يستوجب إيجاد الصنف المناسب لظروف المنطقة والمقاوم للآفات والأمراض أولاً، ناهيك عن التحضير الجيد للتربة وإغنائها، وهذا يمكن تحقيقه من خلال التعاون والعمل على تشجيع مراكز البحوث لاستنباط الأصناف المناسبة، وتشجيع زراعتها من خلال الإرشاد الزراعي الناجح والهادف، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدرنات الغنية بالنشاء خصوصاً.
البطاطا نبات ذو أهمية كبيرة في التغذية بقدر أهمية القمح والأرز وهي مصدر الغذاء الرئيسي لاحتوائها على النشاء والبروتين ب1 و ب2 وفيتامين ج وبعض المعادن، وهي من أكثر المواد الغذائية البشرية المستهلكة بعد الحبوب.