انتفاضة 12 آذار.. محطة نضالية ناصعة
افتتاحية جريدة يكيتي العدد “٢٧٢” (هيئةالتحرير)
لأول مرة في تاريخ كردستان سوريا ينتفض الشعب الكردي بكل فعالياته وأحزابه، ويتوحد بحنجرة واحدة لا للظلم…نعم لحقوق الشعب الكردي ، ملعب قامشلو كانت الشرارة وتجسدت فيه روح التضحية ورفض الذل ، الشعب الكردي انتفض من ديريك ( المالكية) الى عفرين مرورا بدمشق وكرد الشتات، فكانت انتفاضة الشعب الكردي العارمة بامتياز ، وسقط شهداء وجرحى، و جرت اعتقالات همجية.
انتفاضة أصابت نظام البعث بالهستريا، ووصفها بالطوفان ، في ظل العاصفة الكردية غير المحسوبة ، والتي فاجأت النظام والمحيط ، استطاع النظام إخمادها بالقتل والترهيب، في ظروف لم تسعف الشعب الكردي للإستمرارية ، ولكنها رسخت قيم الكردايتي والتضحية، هذه الانتفاضة استطاعت أن تقفز بالقضية الكردية الى مصاف الاهتمام الدولي ، لقد كانت تحولا نوعياً و ناصعاً تضاف الى سجل الشعب الكردي الحافل بالتضحية ، فقد أثبت الشعب الكردي بأن القضية الكردية هي قضية وطنية بإمتياز، وليست قضية شعب مهاجر وطارئ كما يروج بعضهم ، بل هي ضحية تراكمات التقسيم الممنهج للمنطقة ، وعجز الحكومات المتعاقبة عن معالجتها وطنياً والإقرار بالحقوق القومية للشعب الكردي ، لابل تنكر النظام لكل ذلك ، فضلا عن قيامه بفرض سياسات عنصرية واستثنائية بحق شعبنا، واتباع (سياسة فرق تسد ) للحد من تنامي الشعور القومي ، فسياسة حزب البعث من القضية الكردية لم تتغير وهي ثابتة منذ عقود، مبنية على الأنكار لقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية، انطلاقة انتفاضة آذار كانت بداية مرحلة جديدة وتطور نوعي في النضال السلمي لمواجهة سلطة الإستبداد ، وأضافت انطباعاً و مفهوماً دولياً وإقليمياً جديداً لخلفية وأبعاد القضية الكردية في سوريا والتي تتطلب الإعتراف الدستوري بحقوقه كونها قضية وطنية لاتنفصل عن قضايا الشعب السوري التي تنتظر الحلول ، ومن هنا نرى ضرورة التنسيق مع كافة المكونات السورية وفق رؤية سياسية حول القواسم المشتركة لحفظ حقوق الجميع وكل ذلك لن يتحقق من دون أنتقال سياسي وفق مرجعية جنيف الأممية، وتنفيذ قراراتها ذات الصلة بالشأن السوري ، و هنا لا بد من التذكير بأن تدويل القضية الكردية وتفاعلاتها الحالية هي امتداد طبيعي لإنتفاضة 12 آذار ، انتفاضة الدروس و العبر والتاريخ ، والمرحلة مفصلية تتطلب بناء مرجعية كردية، وبلورة رؤية سياسية موحدة تشمل جميع الأحزاب والفعاليات الكردية عبر بذل الجهود وعدم تفويت الفرصة أمام المبادرات الدولية وبجهود حثيثة من قيادة إقليم كردستان العراق لتهيئة البيئة المناسبة لإطلاق الحوار الكردي- الكردي كونه السبيل الوحيد لإبعاد شبح الحرب عن مناطقنا وعودة آمنة للمهجرين إلى مناطقهم من سري كانية ( رأس العين) وكري سبي(تل ابيض ) وعفرين وبالتالي إعطاء زخم لقضيتنا أمام المحافل الدولية، لنيل حقوق شعبنا المشروعة وفق العهود والمواثيق الدولية..
وفاءنا لشهداء انتفاضة 12آذار و للتضحيات التي قدمت على مر العقود ، تكمن في وحدة الصف الكردي وفق ثوابت قضيتنا، كشعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية ، وتغليب مصلحة شعبنا فوق كل الإعتبارات ….عندها سنكون أوفياء لتضحياتهم ودمائهم الطاهرة .