انقرة : سنفعل مايلزم لو حاول PKK التعشعش في شنكال
كشف وزير الدفاع التركي فكري إيشيق، عن أن التعزيزات العسكرية التي تدفعها بلاده إلى الحدود مع العراق، تأتي في إطار التحضيرات للتطوارت بمحاربة “الإرهاب” في داخل تركيا وخارجها.
وقال إيشيق في تصريحات لقناة “ATV” الإخبارية التركية، أمس الثلاثاء، ونقلتها ” يني شفق التركية” إن “هناك تطورات مهمة في المنطقة، فمن جهة ثمة حرب ضد الإرهاب في داخل تركيا، وفي الجهة الأخرى هناك تطورات مهمة على الجانب الآخر من الحدود”.
مشيرا إلى أن “تلك التعزيزات تأتي في إطار الاستعدادت لجميع تلك التطورات، ويتعين على تركيا الاستعداد مسبقاً لكافة الاحتمالات”.
ورداً على سؤال فيما إذا كانت تلك التعزيزات إلى المنطقة الحدودية، موجهة للجانب العراقي، أجاب الوزير التركي، “في مثل هكذا مواضيع نواصل لقاءاتنا مع الحكومة العراقية، وقوات التحالف، وحكومة إقليم كوردستان العراق”.
وأشار إيشيق إلى أن “تركيا لديها خطوط حمراء في العراق، إلا أنها ملتزمة دائماً بتعهداتها في حال لم يتم تجاوز تلك الخطوط”.
مستدركا بالقول : ” في حال تم تجاوز تلك الخطوط الحمراء فإن تركيا لن تتردد بفعل ما يلزم في هذا الصدد، هناك أرضية جيدة للحوار في الوقت الراهن، وفي هذا الإطار تتواصل الجهود”.
ورداً على سؤال بخصوص ماهية خطوط بلاده الحمراء في العراق، قال إيشيق “إن خطوط تركيا الحمراء هي بالأخص عدم تغيير التركيبة الديموغرافية للموصل (400 كم شمال بغداد )، وزيادة التهديدات الإرهابية ضد تركيا، هذا موقفنا منذ البداية”.
وأردف إيشيق: “لن نسمح بوجود تهديد للتنظيمات “الإرهابية “نحو تركيا هناك، مهما كان الثمن”.
وتابع”لدينا خط أحمر في هذه المسألة، تركيا ستفعل مايلزم لو حاول حزب العمال الكوردستاني PKK التعشعش في المنطقة وخصوصاً في شنكال (سنجار) “.
الوزير التركي لفت إلى أن “بلاده تجري لقاءات وتعمل مع الحكومة العراقية، وحكومة إقليم كوردستان للحيلولة دون حدوث تطورات تتسبب في تهجير السكان المحليين من مناطقهم، لتغيير التركيبة الديمغرافية في الموصل”.
وبيّن إيشيق أن” تركيا تعمل مع التحالف الدولي، وستواصل عملها، وتقوم بالتحضيرات اللازمة، وأن هذا من حقها الطبيعي”.
إيشيق أشار أيضا إلى أن “تركيا لا تريد أن يُشارك أي طرف أجنبي في العراق، (في إشارة إلى حزب العمال الكوردستاني) بالعملية العسكرية الجارية في الموصل (انطلقت في 17 من الشهر الماضي) الأمر الذي سيُدخل المنطقة في طريق مسدود.
مبيناً أنه “لا ينبغي لأحد أن ينتظر من تركيا أن تبقى متفرجة حيال حدوث تطور من شأنه أن يجر المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار لفترة طويلة في المستقبل”.
وزير الدفاع التركي لفت أيضا إلى أن بلاده تراقب عن كثب التطورات المتعلقة بالسكان (العراقيين) الذين تربطهم معها روابط تاريخية وثقافية، مؤكداً أن “تركيا لم تتخذ أي خطوة موجهة نحو وحدة التراب العراقي”.
وأكد الوزير التركي “ضرورة إجراء العملية العسكرية لتحرير الموصل في إطار وحدة الأراضي العراقية” مشيرا إلى أن “تطهير الموصل من داعش مهم للغاية، وأن تركيا تدعم تحرير المحافظة”.
وشدد إيشيق على أن “تركيا تراقب جميع التطورات عن كثب، وأن العمل الدبلوماسي متواصل بهذا الصدد”.
ومجيبا على سؤال فحواه، هل ستستخدم تركيا هذه التعزيرات العسكرية لإقامة منطقة آمنة في شمال العراق؟ قال إيشيق: “إن كل هذه المسائل سيتم التباحث فيها مع نظرائنا، وسنعمل سويا .. تركيا ليس لديها طموح البقاء طويلاً هناك، ولم تتحرك في أي وقت من الأوقات بهذا المنظور”.
وأكد أن “تركيا مضطرة للحفاظ على أمنها، وليست مجبرة للانتظار خلف حدودها، هناك اتفاقية بين العراق وتركيا، وهذا يعطينا الحق في هذا الشأن، وتركيا ستواصل الجهود الدبلوماسية حتى النهاية”.
وانطلق في وقت سابق من يوم امس، عدد كبير من الدبابات والعربات المدرعة التركية، من ثكناتها في العاصمة أنقرة، ومدينة جانقيري (وسط)، باتجاه قضاء سيلوبي في ولاية شرناق (جنوب شرق)، المحاذي للحدود مع العراق.
ويُصر المسؤولون الأتراك على ضرورة مشاركة بلادهم بقوة وفاعلية في عملية تحرير الموصل من قبضة داعش ، للحيولة دون وقوع “تجاوزات” بحق المدنيين، على أساس طائفي، ولكبح التهديدات الموجه إليها عبر حدودها مع العراق بطول 350 كم.
وأعلنت الحكومة التركية، أكثر من مرة، أن تواجد قواتها في معسكر “بعشيقة”، قرب الموصل، ليس احتلالاً للأراضي العراقية، وإنما بهدف مواصلة تدريب قوات الأمن العراقية وقوات العشائر، بطلب من حكومة بغداد، وشخصيات وأحزاب سياسية عراقية.