بالتزامن مع إعلان واشنطن خفض قواتها في العراق وأفغانستان.. صواريخ تستهدف السفارة الأميركية في بغداد
قالت خلية الإعلام الأمني في العراق إن عدة صواريخ كاتيوشا سقطت مساء الثلاثاء على المنطقة الخضراء ببغداد، وذلك بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة تخفيض عدد قواتها في العراق وأفغانستان.
وأفاد مراسل الجزيرة نقلا عن شهود عيان بأن أصوات انفجارات عديدة سمعت من داخل المنطقة الخضراء الشديدة التحصين وسط بغداد، رافقتها أصوات إطلاق نار لمضادات أرضية.
وقال الجيش العراقي إن 7 صواريخ سقطت في العاصمة بغداد، 4 منها سقطت داخل المنطقة الخضراء و3 سقطت خارجها، وأضاف أن هذه الصواريخ انطلقت من منطقة الألف دار في بغداد الجديدة شرقي العاصمة العراقية.
ولم يتبين حتى الآن حجم الخسائر التي أحدثها سقوط الصواريخ، كما لم تعلن السلطات العراقية أي تفاصيل عن الحادثة حتى الساعة.
وقد أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستخفض عدد جنودها في أفغانستان والعراق بحلول منتصف يناير/كانون الثاني المقبل، وذلك تنفيذا لأوامر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي كان لوح سابقا بسحب القوات برمتها من البلدين.
فقد قال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر إن نحو ألفي جندي سيغادرون أفغانستان، على أن يغادر 500 آخرون العراق، بحيث لا يبقى في كل من البلدين سوى 2500 جندي أميركي.
وأضاف ميلر أن القرار يعكس رغبة ترامب “في إنهاء حربي أفغانستان والعراق بنجاح ومسؤولية وإعادة جنودنا الشجعان إلى الوطن”، وفق تعبيره.
وعدد الجنود الذين سيظلون في أفغانستان هو الأدنى منذ بدء خوض القوات الأميركية عمليات قتالية في هذا البلد قبل عقدين من الزمن.
وكان الرئيس الأميركي لوح سابقا بالانسحاب الكامل من أفغانستان والعراق بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض روبرت أوبراين الثلاثاء إن ترامب يأمل في عودة جميع القوات الأميركية من أفغانستان والعراق بحلول مايو/أيار.
وتعليقا على هذا التطور، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبيرغ، إن ثمن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان يمكن أن يكون باهظا جدا.
وعلى الصعيد الداخلي، أثار قرار خفض القوات الأميركية في أفغانستان والعراق انتقادات حتى في الأوساط الجمهورية.
فقد أبدى زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل -خلال كلمة بمجلس الشيوخ- معارضته انسحاب قوات بلاده من أفغانستان والشرق الأوسط، معتبرا أن انسحاب هذه القوات سيعرض “الإنجازات” التي حققتها هذه الإدارة للخطر.
وأضاف أن 70 عضوا في مجلس الشيوخ من كلا الحزبين صوتوا بأغلبية ساحقة لصالح تعديل قدمه، وهو تعديل يقر بالتقدم المحرز في سوريا وأفغانستان، ويحدد المخاطر المستمرة، ويحذر من أن الانسحاب السريع قد يخلق فراغات ستكون إيران وروسيا والإرهابيون سعداء بملئها، حسب تعبيره.
وفي كابل، قال صديق صديقي، المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني، تعليقا على تصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن انسحاب القوات الأميركية نهاية العام الجاري، إن القوات الأفغانية تقوم بـ98% من العمليات العسكرية وتستطيع الصمود أمام هجمات العدو.
وأضاف صديقي أن ما يهمه هو المساعدات المالية والعسكرية والعلاقات مع المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن عشرات الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وحركة طالبان وتنظيم الدولة يهددون أفغانستان والشركاء الدوليين، حسب قوله.
يذكر أن اتفاق السلام الذي وقعته واشنطن وحركة طالبان في الدوحة أواخر فبراير/شباط الماضي نص على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهرا، وذلك مقابل ضمانات أمنية من الحركة تتمثل أساسا في عدم استخدام الأراضي الأفغانية منطلقا لشن هجمات.
الجزيرة نت