بالصور…. تطور مراحل صناعة الأسلحة المحلية لدى قوات المعارضة في سورية
منذ دخول الثورة السورية منحى جديداً وتحولها من مسار السلمية إلى مسار المواجهة المسلحة نظراً لوحشية النظام في مواجهة معارضيه، ما تزال قوات المعارضة تواجه مشكلة في إمكانية الحصول على أسلحة وذخائر تساوي إلى حد ما تلك التي بحوزة النظام وذلك نتيجة الدعم المستمر له من قبل حلفائه الروس والإيرانيين.
ولمواجهة تلك المشكلة، بدأت فصائل المعارضة بالبحث عن بدائل تسد بها النقص الكبير للأسلحة المتوفرة لديهم، وذلك من خلال تصنيع أسلحة وذخائر متنوعةبطريقة بدائية عن طريق ورشات صغيرة تعتمد خلالها الورشات على المواد المتوفرة وبعض الخبراء في مجال تصنيع الأسلحة.
وللحديث أكثر حول صناعة تلك الأسلحة أفاد أبو نديم البنشي صاحب إحدى ورش التصنيع في الشمال السوري لـ”السورية نت” أن “فكرة انتاج تلك الأسلحة جاءت مع تطور الأحداث في سورية ودخولها مرحلة المقاومة الشعبية المسلحة، وفي ظل توسع جبهات القتال مع قوات النظام كانت هناك حاجة ماسة لإيجاد بديل يغطي جزء من احتياجات الفصائل المعارضة للذخيرة والسلاح”.
وأضاف البنشي أن الأسلحة المحلية تتميز بأنها بدائية ولا تحتاج إلى تكنولوجيا عالية، بل يتم إنتاجها من مواد متوافرة، ونتيجة ذلك، فهي لا تكون دقيقة في إصابة الأهداف، وليست قادرة على قلب فارق التسليح الكبيرمع النظام، وبدأت أول فكرة لانتاج الأسلحة محلية الصنع هي القنبلة اليدوية أو تلك المسماة محلياً بـ”عكس” حيث بدأنا بتصنيعها حيث لاتحتاج إلى مواد معقدة في تصنيعها أو لتكلفة مادية كبيرة، ومن ثم بدأنا البحث عن أسلحة لإيقاف تقدم دبابات النظام ومدرعاته والتي كان يستخدمها ومازال في اقتحام المدن السورية، وهنا تم تصنيع الألغام والتي عادة ما يتراوح وزنها بين 40 إلى 70 كغ والتي تتضمن مواد شديدة الانفجار ويتم تدعيمها بشظايا حديدية تخصص للسيارات التي تحمل جنود النظام.
وفي سياق تطور الاحداث وتحول قوات المعارضة من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، كان من الضروري إيجاد أسلحة للتمهيد العسكري على مواقع قوات النظام وحواجزه المنتشرة على أطراف المدن وداخلها، وهنا بدأت فكرة تصنيع صواريخ محلية تتميز بخفة وزنها وسرعة انطلاقها، لكن تفتقد في الوقت نفسه لدقة التحكم بها والمسافة المرجوة منها، حيث كانت تعتمد تلك الصواريخ في انتاجها على مادة سماد نترات الأمنيوم شديدة الانفجار من خلال عملية تحضيرها مع بعض المواد الأخرى كالصواعق الكهربائية ومادة البارود سريعة الاشتعال، حيث حققت تلك الصواريخ إلى حد ما نتائج متقدمة في أرض المعركة وعادة مايتم استخدام أعداد كبيرة منها بغية تحقيق المرجو منها.
ومع ازدياد الحاجة للذخائر المتنوعة من قذائف هاون وطلقات للأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وارتفاع ثمن المصنعة خارج سورية، يقول أحمد غزال والذي يعمل أيضاً في إحدى ورش التصنيع التابعة لقوات المعارضة أننا اتجهنا نحو تصنيع تلك الذخائر عن طريق تقليد الأصلية منها والبحث عن موادها الأولية واستيرادها في بعض الأحيان من قبل الدول المجاورة والتي غطت إلى حد ما نسبة كبيرة من حاجة الفصائل لتلك الذخيرة والتي تتنوع بين طلقات الـ”14.5 وكلاشينكوف و12.5″ وغيرها من الذخائر الأخرى.
وأردف غزال أنه فيما بعد ظهرت فكرة مدفع لإطلاق قذائف شديدة التفجير حيث أطلق عليه في البداية مدفع “جهنم” وأخذ مسميات أخرى في عدد من المناطق، وكان له أثر كبير في معارك المعارضة ضد النظام.
ويتميز مدفع “جهنم” بإمكانية إحداث تدمير هائلة في مكان إصابته والذب عادة ما يعتمد بداية على مدفع أو سبطانة الدبابة والمدمرة للنظام حيث يتم استخدامها إضافة إلى عجلات ونوابض لامتصاص الاهتزاز.
أما فيما يخص قذائف المدفع حيث اعتمدت في البداية على إسطوانات الغاز المنزلية وذلك عن طريق حشوها بمواد متفجرة وصواعق عادة ماتوضع في مقدمة الأسطوانة ووضع قطعة معدنية في الخلف لثبات انطلاق القذيفة وعدم دورانها.
وحول إمكانية تطوير تلك الأسلحة أكد أبو نديم البنشي أن عملية تطوير تلك الأسلحة موجودة بشكل مستمر حيث انتهينا خلال الأيام القليلة الماضية من تطوير مدفع جهنم وجعله عديم الإرتداد ويستخدم كمضاد للطائرات حيث أنه يرمي عدة ذخائر بشكل مباشر ويتراوح مداه من 1000م وحتى 3000 م بعدما كان لايتجاوز 1500 متر وإطلق عليه إسم “بركان جهنم”.
السورية نت